أسدل الموت الستار على حياة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر عن عمر ناهز 100 عام، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً في مجال حقوق الإنسان والعمل الإنساني، وقد اشتهر كارتر بوساطته في اتفاقية كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر، وحصل على جائزة نوبل للسلام.
الشارقة 24 – رويترز:
توفي الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الحائز على جائزة نوبل للسلام عن عمر ناهز 100 عام، حسبما ذكر مركز كارتر، الأحد.
كان كارتر مزارعاً في حقول الفول السوداني في ولاية جورجيا، وواجه خلال توليه رئاسة الولايات المتحدة مشكلات منها سوء الأوضاع الاقتصادية وأزمة الرهائن في إيران، لكنه توسط في السلام بين إسرائيل ومصر، وحصل فيما بعد على جائزة نوبل للسلام عن عمله الإنساني.
وقال تشيب كارتر نجل الرئيس الراحل: "كان والدي بطلاً، ليس فقط بالنسبة لي، بل لكل من يؤمن بالسلام وحقوق الإنسان والحب المجرد من الأنانية، تشاركت أنا وإخوتي هذا الحب مع بقية العالم من خلال هذه المبادئ المشتركة، العالم هو عائلتنا بسبب الطريقة التي جمع بها الناس معاً، نشكركم على تكريم ذكراه من خلال الاستمرار في العيش وفقاً لهذه المبادئ المشتركة".
وذكر مركز كارتر أن مراسم عامة ستقام في أتلانتا وواشنطن يليها مراسم دفن خاصة في بلينز.
وأضاف أن الترتيبات النهائية للجنازة الرسمية لم تحدد بعد.
وكان ينتمي للحزب الديمقراطي، وشغل منصب الرئيس من عام 1977 إلى 1981 بعد هزيمة الرئيس الجمهوري آنذاك جيرالد فورد في انتخابات عام 1976.
ولم يتمكن من الفوز بولاية ثانية إذ تلقى هزيمة ساحقة أمام منافسه الجمهوري رونالد ريجان، الممثل السابق وحاكم كاليفورنيا.
وامتد عمر كارتر بعد انتهاء ولايته لفترة أطول من أي رئيس أميركي آخر، واكتسب سمعة طيبة طوال مسيرته كرئيس سابق مقارنة بما كان عليه الوضع عندما كان رئيساً، وهي المكانة التي كان يدركها.
وتميزت فترة رئاسته الوحيدة بإبرام اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 بين إسرائيل ومصر، والتي جلبت بعض الاستقرار إلى الشرق الأوسط.
لكن فترة رئاسته شهدت ركوداً اقتصادياً وتراجعت شعبيته بشكل مستمر، فضلاً عن الإحراج الذي أحدثته أزمة الرهائن في إيران والتي استنفدت آخر 444 يوماً له في منصبه.
في سنواته الأخيرة، عانى كارتر من مشكلات صحية عديدة مثل الورم الميلانيني الذي انتشر إلى الكبد والدماغ.
وقرر كارتر تلقي رعاية خاصة لمن يدنو أجلهم في فبراير 2023 بدلاً من الخضوع لتدخل جراحي آخر، وتوفيت زوجته روزالين كارتر في 19 نوفمبر 2023 عن 96 عاماً، وبدا هزيلاً عندما حضر مراسم تأبينها وجنازتها جالساً على كرسي متحرك.