جار التحميل...
الشارقة 24:
نظّم مجمع القرآن الكريم في الشارقة بالتعاون مع الجامعة القاسمية، محاضرة عن الشيح العلّامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي، تناولت سيرته وشخصيته العلمية والفكرية، وعلاقاته الاجتماعية، قدّمها حفيده الدكتور عبد العزيز صالح الشبل أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، في مدينة الدمام السعودية.
وشهد المحاضرة، سعادة الدكتور المهندس خليفة مصبح الطنيجي رئيس مجمع القرآن الكريم، وسعادة الدكتور عبد الله خلف الحوسني الأمين العام لمجمع القرآن الكريم، وسعادة جمال الطريفي رئيس الجامعة القاسمية، والأستاذ الدكتور عواد الخلف مدير الجامعة القاسمية، وعدد من المسؤولين وجمهور لافت تجاوز 1000 باحث وطالب من المهتمين بسيرة العلّامة السعدي وعلمه.
واستعرضت المحاضرة، مسيرة الشيخ العلّامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي، وأهم المراحل التي شكّلت مسيرته الزاخرة في تفسير القرآن الكريم والفقه وأصوله وقضايا العقيدة؛ حيث سبق علماء عصره في طرح قضايا لم تكن مألوفة في ذلك الوقت في الفهم والاستنباط والتكوين العلمي والتسامح ومرونة الرأي، والتورع في الفتوى فكان أسلوبه ومنهجه التيسير، كونه تأثر بمدرسة ابن تيمية وابن القيم الجوزية، إضافةً إلى أنه كان، رحمه الله، متواضعاً حليماً حكيماً راسخاً في العلم.
وذكر الشبل أن كتابات الشيخ العلّامة السعدي، في تفسير القرآن الكريم اشتملت على عبارات سهلة وواضحة، وتمتاز بجزالة الأسلوب، ومفهومة لدى عامة الناس، وله الكثير من المؤلفات الفريدة في تفسير القرآن الكريم والفقه والعقيدة، من أشهرها: "تيسير الكريم الرحمن"، "القواعد الحسان لتفسير القرآن"، "القول السديد في مقاصد التوحيد"، "تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن"، وقام بتأسيس المكتبة الوطنية، بمدينة عنيزة في السعودية، وكان خطيباً وإماماً للجامع الكبير فيها.
وأكّد سعادة الدكتور المهندس خليفة مصبح الطنيجي: "أن العناية بخدمة القرآن الكريم وعلومه وأعلامه ورسالته، تتفرد بها الشارقة التي تبذل جهوداً كبيرة لتحقيق رؤية أرساها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، تهدف إلى الاهتمام بالعلم وتكريم العلماء، وتقدير دورهم الكبير الذي بذلوه في طلبه وإيصاله، والذي أسهم في بناء قدرات الإنسان المعرفية والعلمية، ما جعل الشارقة منارة للثقافة والعلوم كافة".
وقال: "إن الجهود الصادقة المخلصة التي تبذلها الشارقة، وما شاهدناه من حضور لافت في هذه المحاضرة؛ هو ثمرة ذلك الغرس الطيب الذي نثر بذوره صاحب السمو حاكم الشارقة، في تقديره للعلماء من أهل القرآن الكريم وعلومه"، مشيراً إلى أن استقبال سموّه لأحفاد العلّامة السعدي جاء تقديراً لدورهم في توثيق إرثه العلمي الكبير والزاخر وتقديمه للأجيال، تقديراً لأهل العلم والمعرفة، ودعماً وتشجيعاً لأصحاب العلم والعلماء، وجهودهم الكبيرة في سبيل تعلّمه وتعليمه، وتوثيق علومه، بما يسهم في تطور الحضارة الإنسانية، وتعزيز علومها وقيمها، والارتقاء بأبنائها.