نظم ملتقى الشارقة الثقافي "يا زمان الوصل"، الذي أطلقه المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، جلسة بعنوان "السير الغيرية.. كتابة في تاريخ المكان والزمان"، في مجلس الحيرة الأدبي، وتناولت محاور عدة، منها أهمية السير الذاتية والغيرية، ومصادرها ودورها في نقل التجارب الإنسانية وتوثيقها.
الشارقة 24:
ضمن جلسات وبرامج ملتقى الشارقة الثقافي "يا زمان الوصل"، الذي أطلقه المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، على مدار خمسة أيام، ويستمر حتى العشرين من شهر أكتوبر الجاري، عقدت جلسة "السير الغيرية.. كتابة في تاريخ المكان والزمان"، قدمها الدكتور سلطان العميمي رئيس مجلس إدارة اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وأدارت الجلسة الإعلامية علياء المنصوري، في مجلس الحيرة الأدبي، وتناولت محاور عدة منها أهمية السير الذاتية والغيرية، ومصادرها ودورها في نقل التجارب الإنسانية على تنوعها واختلافها.
وبدأ د. العميمي حديثه، موضحاً الفرق بين السيرة الذاتية والغيرية، حيث أشار إلى أن السيرة الذاتية هي ما يكتبه الشخص عن نفسه أو يطلب من شخص آخر أن يكتب له ما يمليه هو عليه، وهناك سير غيرية، أي يدونها الكاتب عن أشخاص آخرين سواء كانوا حكاماً أو علماء أو أدباء أو شعراء أو غيرهم، وقد يكونون أحياء أو فارقوا الحياة وبقي أثرهم ودورهم وتجربتهم وفق ما قدموه من أعمال وجد أحد الكتاب أنها تستحق التدوين، وهناك سير ذاتية جاءت على شكل مقابلات أجراها الكاتب مع صاحب السيرة، وهناك سير ذاتية وغيرية شعرية، توثق جانب الشعر مثلاً، وهناك سير توثق جانب من حياة صاحبها، وتعتمد كتابة السير عموماً على المصادر المتوفرة والمشاهدات والمقابلات وأياً كان نوع ومجال السير الذاتية والغيرية، فهي مهمة جداً لتوثيق تجربة صاحبها وتنقلها لنا وتحفظها للأجيال القادمة.
ولفت د. العميمي، إلى أن أهمية هذه السير تكمن في نقل التجربة والعبرة والفائدة من جيل إلى آخر، وأن القرآن الكريم في العديد من السور مثل سورة يوسف مثلاً أو مريم، نقل لنا قصص الأنبياء وقصص الأقوام السابقة قبل آلاف السنين، ولليوم نجد فيها العبرة والفائدة، إضافة إلى قصص السنة النبوية والصحابة والخلفاء وغيرهم الكثير، وحتى قصائد الشعر الجاهلي مثلاً، هي بمثابة سير ذاتية وغيرية نقلت لنا تفاصيل الحياة في تلك الحقبة الزمنية.
وأكد الدكتور العميمي، أن كون مصادر السير الغيرية متنوعة بين الشفاهي والمكتوب، فلا بد وأن تسقط منها بعض الأجزاء، أو يتم تغييب بعضها أو تغييره لأسباب عدة، وعدم الدقة في التوثيق أو النقل أو تعمد صاحبها إخفاء جزء منها لحساسيته مثلاً أو عدم رغبته في نشره، وقدم سيرة بني هلال كمثال على المزج بين الأساطير والخيال وبين الحقيقة، فهم كأشخاص لا يمكن التشكيك بوجودهم، ولكن لا يوجد دليل على أن كل القصص التي نسبت لهم صحيحة، ولكن ما يهمنا في الحقيقة ليس إثبات مدى مصداقية النصوص التي تتناقلها الأجيال، بل ما يهمنا القيمة الأدبية لها والتجربة الإنسانية والفائدة والعبرة منها.
وأشار المحاضر، إلى تجربة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث كانت له عدة مؤلفات في أدب السيرة، وثق من خلالها لتجارب وحقب تاريخية مهمة وسلط الضوء على الكثير من الحقائق، منها على سبيل المثال "سيرة سلاطين كلوة"، و"نشيج الوداع"، حيث وثق سموه فيها، جميع أشعار المرحوم الشيخ سلطان بن صقر بن خالد القاسمي، الذي كان حاكماً للشارقة في الفترة بين 1924 و1951، وكتب قصائده خلال فترة مرضه في الهند.
وأكد د. العميمي، أن كل تجربة إنسانية في أي مجال من مجالات الحياة تستحق أن تكون سيرة توثق وتنقل عبر الأجيال، ومنها مثلاً السير الشعرية والأدبية والإدارية وغيرها، وأن كل شخص يحمل مسؤولية نقل تجربته وتجربة غيره ممن تركوا أثراً وكان لهم دور إنساني مهم يستحق أن يوثق.
وضمن فعاليات "ريشة ومحبرة"، أحد برامج ملتقى الشارقة الثقافي "يا زمان الوصل"، كانت هناك قراءات قصصية للأطفال في المدارس، قدمتها الأديبة عائشة العاجل في مدرسة الشارقة الخاصة، ولطيفة الدرمكي في مدرسة الشعلة الخاصة، ولاقت القراءات تجاوباً وتفاعلاً من الطالبات، وكانت بهدف تحفيزهن على القراءة وحب الكتاب وتنشيط مخيلتهن من خلال مناقشة محتوى القصص.