الشارقة 24 - الشفيع عمر:
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء من طباعته يعتبر إنجازاً كبيراً تحتفل به الأمتين العربية والإسلامية، لأن اللغة هي فخرُ الأمة، وحاملة معارفها وتاريخها وحضارتها، مشيداً سموه بجهود كافة القائمين على هذا الإنجاز الضخم طوال 7 سنواتٍ ماضية تواصل فيها العمل ليل نهار ليُقدم الخير الكثير إلى الباحثين والدارسين والأجيال المقبلة.
جاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها صباح اليوم الاثنين، بمناسبة الانتهاء من طباعة الـ 127 مجلداً للمعجم التاريخي للغة العربية، وذلك في مقر منشورات القاسمي.
وتفضّل سموه بتوقيع آخر نسخة من المعجم التاريخي للغة العربية، وهو المجلد رقم 127، ويشمل حرفي الواو والياء.
وأعلن صاحب السمو حاكم الشارقة عن انطلاق العمل في "الموسوعة العربية الشاملة" التي ستكون عبارة عن مجلداتٍ موسّعة تضم كل المصطلحات العربية في مختلف ضروب المعرفة لتكون وعاءً شاملاً للغة العربية ومتاحاً للجميع.
وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة في حديثه أهمية وأهداف المعجم التاريخي للغة العربية، مباركاً سموه للأمة العربية هذا الإنجاز الكبير، والذي هو واجبٌ على كل فرد ينتمي إلى هذه الأمة، مؤكداً أن العمل سيستمر، لأن المعجم اختص فيما يُقالُ له الجذور، ولا بد أن من الوصول إلى الثمر، وقال سموه: "اللغة العربية حاويةٌ لكل العلوم والمعارف، وهذا المعجم التاريخي لها هو الوعاء الذي يحملها؛ ولذلك نفاخرُ بهذه اللغة".
وأعلن سموه عن توفير كافة مجلدات المعجم التاريخي للغة العربية في الدورة القادمة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، كما سيكون متاحاً على الشبكة العنكبوتية ليسهل الاطلاع عليه، لأنه لم يتم إنجازه لوضعه على أرفف المكتبات والكتب فقط، ولكن لفائدة الناس، حيث يحتاج إليه الباحث والدارس والمعلم.
وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة، أن الموسوعة العربية الشاملة سيبدأ العمل فيها فوراً، وهي شاملة وتضم كل المصطلحات العربية في العلوم والآداب والفنون والأعْلام، ولا يوجد مصطلح عربي خارجٌ عنها إلا الدخيل منه منعاً للتأليف والتشويه للغة.
وأكد سموه أن سير العمل في الموسوعة سيكون على نسق ما كان عند بداية فكرة وانطلاق العمل في المعجم التاريخي للغة العربية، حيث كانت البداية بمشاركة علماء اللغة وآدابها المتوزعين في مختلف البلدان، يعملون طوال اليوم، على أجهزة الحاسوب وعلى الأوراق، يصبّون فيها العلم صبّا، ليأتي المحققون والمراجعون لترتيبه، حيث يتم إرساله إلى مجمع اللغة العربية بالشارقة، ومنه إلى منشورات القاسمي التي تعمل على إخراج المجلدات على أكمل وجه بطريقة ميسّرة وبمراعاة أفضل ما يمكن من فنون الصناعة والتجليد، وبذلك لا تكّل النفس من القراءة، ولا يتعب النظر عند مطالعته، وكل ذلك يُسهّل على القارئ ويشجعه، قائلاً سموه: "في هذا الصباح المبارك، الآن الساعة التاسعة بتوقيت الشارقة، وعلى بركة الله، سنبدأ الخطوة الأولى للموسوعة العربية الشاملة، ونحن منفتحون ومتأملون خيراً كثيراً".
ولفت صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن النوايا قد عُقدت لإكمال الموسوعة، حتى لو وصلت إلى 500 مجلد، وستكون متاحة أيضاً على الشبكة العنكبوتية ليتمكن كل الناس من الوصول إليها بسهولة، مشيراً سموه إلى تكامل الاهتمام باللغة العربية تعلماً وتعليماً وحفظاً ونشراً عبر إنشاء المراكز الثقافية في البلدان الأوروبية والإفريقية، قائلاً سموه: "هذه الموسوعة ستُغنِي الدنيا، نحن الآن نضع الأسس، ولكن علينا واجبٌ آخر هو إصلاحُ المُتلقي وهو مهم جداً، ونحن نعمل على ذلك في الطفولة والمدارس والطرقات وكافة المجالات بما في ذلك اللوحات الإعلانية. أنا لا أترك شيئاً وما دمت أعرفُ أن هناك خطأ أصحّحه، نحن لدينا واجبٌ تجاه العالم العربي والإسلامي، وتجاه محبي اللغة العربية إذا كانوا شرقاً أو غرباً لذلك بدأنا ما يسمى بالمراكز الثقافية في أوروبا، كما نعملُ على إحياء المعاهد في أفريقيا".
وأشار سموه إلى أهمية العمل على العلم الصحيح الخالي من الملوثات عبر إنجاز الموسوعة العربية الشاملة لتكون هي أبرز ما تضمه المراكز الثقافية في كل مكان.
واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته مثنياً على كل من عمل على إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية وهم كُثرٌ من مختلف التخصصات، حتى يكتمل العمل الدؤوب في مجلّداتٍ ينتفع منها الجميع، مشيداً بجهودهم المخلصة والتفاني الذي عملوا به، وقال سموه: "نتمنى من كان معنا في هذا العمل أن يبقى ويستمر، والله إن طريقنا جميل، وليس به من المخاطر، وإنما كله محبةً أولاً في الله ثم في هذا الدين، وفي هذه اللغة".
وشاهد صاحب السمو حاكم الشارقة والحضور مادة مرئية تناولت مراحل إنجاز المعجم التاريخي للغة العربية منذ انطلاق فكرته وحتى اكتمال مجلداته والجهود التي بذلها سموه سعياً لتحقيق هذا الإنجاز.
وعقب نهاية كلمته، تجول صاحب السمو حاكم الشارقة في منشورات القاسمي، حيث اطلع على ما يضمه قسم المعارض التوثيقية، والذي يتضمن أصول مؤلفات سموه الأصلية بخط اليد، ومنها مخطوط لكتاب "العلاقة العمانية الفرنسية" والذي صدر العام 1990.
حضر إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من: سعادة محمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وسعادة محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وسعادة الدكتور امحمد صافي المستغانمي أمين عام مجمع اللغة العربية بالشارقة، ومهند بو سعيدة مدير منشورات القاسمي وعدد من العاملين في المنشورات والمجمع.