أطلقت الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية الدورة الثالثة من برنامج المنظومة المتقدمة للتخطيط الاستباقي "وفره" على منصة مستقبل المواهب الحكومية "جاهز"، بهدف تعزيز مهارات المشاركين في جمع البيانات اللازمة من مصادر متنوعة، مما يسهم في صياغة الميزانية بشكل دقيق وفهم ديناميكيات إعداد الميزانية الشخصية وتطويرها بفاعلية.
الشارقة 24:
أعلنت الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية عن تدشين الدورة الثالثة من برنامج المنظومة المتقدمة للتخطيط الاستباقي "وفره" على منصة مستقبل المواهب الحكومية "جاهز"، وتقدم الدورة التي تأتي تحت عنوان "إدارة الأموال" رؤية حول كيفية تخطيط الميزانية الشخصية، وتركز على كيفية تجميع البيانات المطلوبة من المصادر المختلفة لإعداد الميزانية وفهم عملية إعداد الميزانية الشخصية وتطويرها، وكيفية الاستفادة من التطبيقات الإلكترونية الخاصة بإدارة الشؤون المالية الشخصية، وفهم الاعتبارات والخطوات اللازمة لبناء علاقة صحية مع البنوك.
الميزانية والعلاقات الأسرية
توضح الدورة أن الميزانية من أهم العوامل التي تؤثر في العلاقات الأسرية وأسلوب الحياة والمستقبل، وأن من يستطيع أن يتحكم في إدارة أمواله سوف يحظى بعلاقات أفضل مع شريك حياته، وأصدقائه، وأسرته، ومن المهم نقل هذه المعرفة إلى الأبناء، حتى لا يواجهوا نفس التحديات، ويتعين على الفرد معرفة مقدار ما يكسب من أموال مقابل الالتزامات الشهرية، وهذا ما توفره عملية تخطيط الميزانية التي تتيح أكثر من مجرد التخطيط إلى التحكم في الطموحات ومستوى المعيشة الذي يتطلع إليه الفرد، فالتأثير على المستقبل يتعلق بحسن إدارة الأموال التي هي جزء من التخطيط للمستقبل.
خطة الميزانية
هي خطة مالية تبين دخل ونفقات الفرد لفترة زمنية محددة، مثل شهر أو سنة وتوفر المعلومات التي تمّكن الأشخاص من التحكم في أمورهم المالية، واتخاذ القرارات المناسبة مثل ما الذي يستطيعون إنفاقه وإعادة سداده أو ادخاره؟ ما هي أهدافهم وأولوياتهم المالية؟ ما الذي يجب عمله إذا ما قاموا بإنفاق أموال أكثر من المتحصل عليها؟ وتتكون الميزانية من الدخل والنفقات خلال فترة زمنية محددة والفرق بينهما يعتبر هو الرصيد.
الدخل والنفقات
الدخل هو كافة الأموال المكتسبة من جميع المصادر، ويمكن تصنيفها لفئتين الدخل المكتسب المباشر والدخل غير المباشر، والدخل المكتسب هو المتحصل عليه من العمل سواء بالاستناد إلى الوظيفة أو العمل الحر، أما الدخل غير المباشر فهو دخل من أي مصدر غير العمل كالدخل الوارد من الإيجار، أو المعاشات أو العوائد على المدخرات.
بينما النفقات تعني مقدار الأموال التي يتم صرفها وهذا يشمل الأموال المستخدمة في سداد المدفوعات أو سداد القروض/الادخار، ويمكن تقسيم النفقات إلى فئتين النفقات الضرورية الأساسية، وتشمل النفقات التي يجب دفعها مثل نفقات التأمين والطعام والشراب، والفواتير وغيرها، أما الفئة الثانية فهي النفقات التقديرية، وتشمل الإنفاق الاختياري على المنتجات والخدمات المرغوبة من الأشخاص، والادخار لشراء الأشياء التي يطمحون إليها في المستقبل.
جدول الوضع المالي
من الملاحظ أن هناك فرقاً بين الدخل والنفقات قد تؤدي لنوع من العجز المالي الذي يعني رصيداً سلبياً، وفي هذه الحالة، يجب مراجعة الميزانية، وتحديد أين يمكن خفض النفقات، وربما زيادة الدخل في المستقبل القريب، حتى على الأقل الوصول للرصيد الصفري الذي يعني توازن الميزانية، ولكن يجب التأكد من وجود مبلغ للادخار بشكل دوري، وزيادة هذا المبلغ يعني أن هناك فائضاً، يشير هذا الفائض إلى توازن إيجابي في الوضع المالي، لكن حتى في حالة وجود فائض يجب التفكير في مراجعة الميزانية لربما أن يلجأ الفرد إلى سداد أقساط أكبر من الديون أو ادخار المزيد من المال.
نصائح حول إعداد الميزانية
من المهم وضع الدخل في الأعلى وخصم النفقات حسب الأولوية مثلاً النفقات الأساسية والنفقات التقديرية مع الرصيد في الأسفل، وبمجرد تحديد النفقات الإجبارية وتقليل الإنفاق على النفقات التقديرية، سنلاحظ توفر رصيد إيجابي، هنا ينبغي القيام بمراقبة الإيرادات والمصروفات من أجل التمكين من تحقيق وفورات مالية، ولذلك من المهم فهم توقع التدفقات النقدية، حيث يستخدم هذا التوقع في التنبؤ بالإيرادات والمصروفات على عدة فترات زمنية، كما يساهم ذلك في تحديد الخيارات المناسبة لكيفية تمويل العجز المالي على المدى القصير وأيضاً عند احتمالية وجود فائض، بالإضافة لذلك، يمكن استخدامه للادخار أو لسداد دفعات ديون أكبر، حال وجوب ذلك.
الإنفاق الزائد
يعتبر الإنفاق الزائد مشكلة شائعة، وتكمن المشكلة بسبب سهولة الائتمان وتوفره، يميل الأشخاص إلى إنفاق أموال أكثر مما يمكنهم تحمله، وتلك مشكلة شائعة عندما يكون الائتمان متاحاً الأمر الذي قد يؤدي إلى تراكم الديون، ويؤثر في الخطط المالية المستقبلية، فتوافر النقد في الحساب لا يعني بالضرورة توازن الميزانية، ولهذا ينبغي التركيز على ما يمكن تحمل كلفته بدلاً من "ما هي أرخص طريقة" فالإمكانات المالية هي التي يجب أن تحدد أسلوب الحياة وليس العكس، والطريقة الأرخص ليست دائماً موفرة للمال، لذا يجب الحرص على صرف المال دائماً في حدود الإمكانات.
6 خطوات لتخطيط الميزانية
الخطوة الأولى هي المعلومات المالية مثل احتساب الدخل الشهري من راتب العمل، وحسابات التوفير/الاستثمار وغيرها، ثم إنشاء قائمة بالمصروفات الشهرية باستخدام كشوف الحساب السابقة، بعدها يتم تحديد المصروفات الثابتة والمصروفات المتغيرة، ثم جمع الدخل الشهري والمصروفات الشهرية، إذا كان الدخل أعلى من المصروفات، يمكن استخدام هذه الأموال الإضافية للادخار تحسباً للتقاعد أو لسداد الديون، وإذا كانت المصروفات أعلى من الدخل، فإن الإنفاق يعتبر زائداً عن المطلوب وهنا يتعين إجراء بعض التغييرات، إما تعديلات على المصروفات، أو الاستغناء عن المصروفات المتغيرة التي يمكن الاستغناء عنها، والبحث عن الأوجه التي يمكن تقليل الإنفاق عليها.
تطبيقات إدارة الشؤون المالية
باستخدام التطبيقات الخاصة بإدارة الشؤون المالية الشخصية مثل تطبيق "غاية" يمكن إدارة الموازنة بإدخال المعلومات الخاصة بالموازنة، توفر تطبيقات إدارة الموازنة مزايا مهمة ومفيدة منها إنشاء منظومة شاملة ومتكاملة لإدارة الأموال، وإصدار إخطارات للتنبيه في حالة الإنفاق الزائد، ووضع خطة للمساعدة على سداد أية ديون مستحقة، وتتبع الإنفاق بدقة وإمعان، وتوفر هذه التطبيقات لوحة تحكم واضحة للاطلاع بشكل مباشر وواقعي على مفردات الخطط المالية، والتركيز على المبلغ المالي المتبقي كل شهر.