الشارقة 24 – محمد الحمادي:
افتتح سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، صباح اليوم الخميس، فعاليات الدورة الرابعة والعشرين لملتقى الشارقة الدولي للراوي، الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث، تحت شعار "حكايات الطيور"، وذلك في مقر المعهد بالمدينة الجامعية بالشارقة، ويستمر لمدة أربعة أيام من 19 وحتى 23 سبتمبر الجاري.
وألقى الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، في مستهل الحفل كلمة أكد فيها استمرار المعهد في السير على النهج الثابت لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في بناء ركائز تراث شعبي محلي أصيل نابع من القيم والموروث الأصيل لدولة التسامح والحضارة.
وأشار المسلم إلى اعتزاز إمارة الشارقة بالتراث الإماراتي باعتباره جزءاً حيوياً وأساسياً من الهوية المحلية الإماراتية، وعلامة بارزة على رقي الإنسان الإماراتي واعتزازه بجذوره الأصيلة، وأن الإنجازات المتحققة في هذا المجال تسلط الضوء على الدعم اللامحدود الذي يوليه صاحب السمو حاكم الشارقة لهذا التراث، وترجمة لتطلعات وطموحات سموه السديدة في تحقيق تميزه وتطوره.
وشاهد سموه والسادة الحضور عرضاً فنياً تناول نشأة وتاريخ ملتقى الراوي وحكاياته المتنوعة على مدار الـ 24 عاماً، إضافة إلى أهمية حكايات الطيور وأبرز إصداراته ودوره في ترسيخ ثقافة ومكانة الراوي، وتعزيز دور الملتقى في نقل القيم والتقاليد للأجيال المقبلة.
وتفضل سمو نائب حاكم الشارقة بتكريم مجموعة من الرواة من أصحاب الإنجازات والآثار المتميزة، معرباً سموه عن تقدير الشارقة لدور الرواة في التراث الشعبي المحلي العالمي، ومثمناً سموه ما قاموا به من إنجازات متميزة في هذا المجال.
وتجول سموه في أروقة الملتقى مستمعاً سموه إلى شرح مفصل حول تطور الملتقى وأهميته على مدى 24 عاماً من العطاء، ودوره الحيوي في ترسيخ مكانة الراوي والحفاظ على هذا التراث الشفهي الغني، إلى جانب جهوده المستمرة لتعزيز دوره في نقل القيم والتقاليد عبر الأجيال، كما اطلع سموه على الأجنحة المشاركة في الملتقى، ومعرض "حكايات الطيور" الذي يسلط الضوء على دور الطيور في التراث الإماراتي والعربي والعالمي.
وستقام خلال أيام الملتقى 160 فعالية تتضمن ورشاً وعروضاً مسرحية وأمسيات علمية تراثية، حيث تضم ورش الملتقى 37 ورشة بينها: ورشة بيضة العنقاء، وعش الرابية، ومربى الببغاوات، ومسار الفنون التشكيلية، وخيوط ومسامير، وتلوين الطيور على الورق، والفنون والحرف، وصنع عش الطير، والصقر في الإمارات والطيور الملونة، وغيرها.
وتشارك في "ملتقى الشارقة الدولي للراوي" مجموعة واسعة من الدول يصل عددها إلى 32 دولة من دول قارات العالم كافة، وبمشاركة ما يزيد عن 145 راوياً وخبيراً وباحثاً، كما تحل الجمهورية الإسلامية الموريتانية (بلاد شنقيط)، ضيف شرف الملتقى هذا العام، نظراً لما تتمتع به من رصيد كبير وغني بالتقاليد المروية والمكتوبة، ممثلةً في الأستاذ الدكتور موسى ولد أبنو، الشخصية الفخرية، والراوي الراحل يحي ولد الراجل، الشخصية الاعتبارية.
ويُصاحب هذه الدورة تقديم أكثر من 35 عنواناً متنوعاً تتماشى مع شعار الدورة، لتعرض ثراء وتنوع الحكايات، وسيتم توقيع الإصدارات ضمن فعاليات الملتقى، وتشهد هذه الدورة مشاركة واسعة من منظمات ومراكز ثقافية وجامعات ومعاهد وجهات حكومية مختلفة. من أبرز المؤسسات الأكاديمية والثقافية المشاركة: جامعة الشارقة، المعهد العالي للفنون الشعبية (مصر)، معهد اللغات والترجمة "سان دومينيكو بروما"، جامعة زيجيانغ للعلوم الصناعية والتجارية، وجامعة تورينو في إيطاليا، إضافة إلى مشاركة الجهات الحكومية المحلية والاتحادية على مستوى الدولة.