تابع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، جانباً من جلسة حوارية ملهمة حملت عنوان "ومضات قيادية من مدرسة محمد بن راشد"، والتي نظمها مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، بمناسبة احتفاله بمرور 20 عاماً على تأسيسه.
الشارقة 24 – وام:
شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، جانباً من جلسة حوارية ملهمة حملت عنوان "ومضات قيادية من مدرسة محمد بن راشد"، والتي نظمها مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، بمناسبة احتفاله بمرور 20 عاماً على تأسيسه.
وشاركت في الجلسة الحوارية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عضو مجلس دبي، ومعالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، ومعالي مطر الطاير المفوض العام لمسار البنية التحتية والتخطيط العمراني وجودة الحياة، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، حيث سلطت الجلسة الضوء على رؤى وتجارب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والدروس القيادية في مسيرة سموه وتأثيرها في ترسيخ مكانة دولة الإمارات الريادية، وبناء نماذج من القيادات الطموحة القادرة على التفكير الاستباقي وقهر المستحيل.
مدرسة فريدة في القيادة
واستعرضت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الجلسة، التي أدارها الإعلامي جمال الملا، فلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم القيادية، حيث سردت سموها قصصاً ومواقف تبرز الجانب الإنساني والشخصي لسموه، وكيف ساهم هذا الجانب في رحلة تعلم وإلهام سموها سواء على المستوى المهني أو الشخصي.
كما أشار معالي الفريق ضاحي خلفان تميم خلال الجلسة، إلى تجربته في العمل مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومدرسة سموه الفريدة في القيادة، ورؤيته الإستراتيجية في ساحة الميدان، كما شارك معاليه الحضور عدداً من القصص والتجارب التي جمعته بسموه، مسلطاً الضوء على عمق رؤيته قيادته وحكمته في التعامل مع التحديات وتحقيق الأهداف.
واستعرض معالي مطر الطاير، خلال الجلسة الملهمة، فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في قيادة العمل الحكومي ودعم فريقه بالتأهيل والتطوير المستمر وتسليحهم بالأدوات اللازمة لتحقيق التميز والنجاح، وكيف أسهمت رؤى سموه في بناء جيل جديد من القادة المبتكرين والمتميزين الذين يسهمون بفعالية في تطوير مجتمعاتهم وبناء مستقبل أفضل.
أب عظيم
واستهلّت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم حديثها واصفةً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بقولها: "سموّه أبٌ عظيم قبل أن يكون قائداً عظيماً، هو أبٌ للجميع، لم يبخل يوماً بأبوته على أعضاء فريقه وأبناء شعبه، هو السند ومصدر إلهامنا وفخرنا وعزتنا، وصاحب القلب الكبير".
وأضافت سموّها: "منذ طفولتي أدركتُ أني أشارك أبي مع دولةٍ بأكملها، دولة فتية بطموحٍ كبير، كان سموّه وزير الدفاع الأصغر عمراً في العالم، وتولّى مسؤوليات كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة، ما ساهم في صقل شخصية سموّه القيادية، وبالرغم من تلك المسؤوليات، فإن الترابط الأسري أولويته الأولى، فوالدي شخص استثنائي سابق لعصره حتى في تربيته لأبنائه، يتّبع مبدأ الصداقة نهجاً فريداً في أبوته، ويحرِصُ على تفعيلِ لغة الحِوار كأداةٍ للتواصل فيما بيننا، وهو المعلم والموجّه الذي تعلمنا منه أهمية المبادرة وتحمُّل المسؤولية".
ولفتت سموّها إلى حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على قضاء الوقت مع أفراد أسرته ولقاء أحفاده، مشيرةً إلى أن ذلك يعزز روح الإلهام والعزيمة لدى أفراد الأسرة جميعاً، فسموّه لا يتوانى عن تحفيز أبنائه وأحفاده وتشجيعهم على اكتشاف مكامن قوتهم وتميزهم وتنمية مواهبهم، إيماناً منه بأن صُنع الشخصية القيادية يبدأ من الالتفات للمواهب وتنميتها وتطويرها واستثمارها بالشكل الصحيح.
وفي حديثها عن نهج سموه القيادي، أكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، أن سر الإلهام لدى سموه يكمن في كونه القائد النادر الذي تقترن أقواله دائماً بالأفعال، وتستند إنجازاته إلى حقائق وأرقام، لافتةً إلى أنه يعزز في أبنائه حس المسؤولية والشعور بالواجب.
وقالت سموها: "والدي حاضرٌ دائماً بقلبه وعقله وجوارحه في أثناء حديثنا معه، يلتفت إلى نقاط قوتنا، ويدعمنا لنكون شخصيات إيجابية فاعلة في المجتمع، منحَنا حرية التجربة والمغامرة، وعلّمنا أن كل خطأ نرتكبه هو فرصة للتعلم والتحسين والتطوير، وكان سموّه دائماً يحثنا على الإبداع والابتكار".
وعبّرت سموّها عن فخرها وسعادتها بانعكاس شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على أبنائها، مؤكدةً حرصها على وجودهم برفقة جدّهم بشكل دائم ما يساهم في صقل وبناء شخصياتهم وتنميتها، لا سيما وأن سموّه يجسّد مثالاً ونموذجاً استثنائياً في الطموح والإنجاز والعزيمة.
فكر استشرافي
وتحدثت سموها خلال الجلسة عن شغف والدها بالثقافة والفنون، وعشقه للقراءة، مؤكدةً أنه قارئ من الدرجة الأولى، يؤمن بأن سر نجاح المجتمعات وقوتها يكمن في القراءة، وقالت: "نشأ سموّه في بيئة ثقافية ألهمته، وصقلت تجربته الشعرية، فهو شاعر تتميز أشعاره بقيمتها المعرفية وأبعادها الفلسفية المستخلصة من الحياة والتجربة الثرية، كما أن مؤلفاته وإصداراته تعد كنوزاً معرفية ودروساً في القيادة وصلت أصداؤها للعالم، ومراجع غنية تسهم في تنمية المعرفة والتفكير الإبداعي لدى القراء".
ولفتت سموها إلى أن مبادرة "تحدي القراءة العربي" كانت حلماً يراود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي راهن على الشباب والأجيال الجديدة، ونجح في الرهان، مؤكدة سموّها أن نجاح هذه المبادرة عالمياً يعود إلى الفكر الاستشرافي لسموّه، ورغبته الملحة في إحداث تغيير إيجابي وحقيقي في العالم العربي.
قائد ملهم
من جانبه، أكد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، في بداية الجلسة الحوارية، أن الحديث عن شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يحتاج إلى مجلدات، لأننا في حضرة قائد استثنائي يجمع بين الرؤية المستقبلية الشاملة والشغف بالتطوير والتنمية والطموحات الكبيرة، والقدرة على التغيير والتطوير، والاهتمام بالتنمية المستدامة، فضلاً عن تواضعه واهتمامه بالجانب الإنساني والثقافي، في مزيج فريد من الصفات التي جعلته قائداً عالمياً ملهماً استطاع أن يبهر العالم بمدينة دبي التي أصبحت مركزاً عالمياً والمدينة الرائدة في كافة القطاعات.
وقال معاليه: "رغم أنني أعرف سموه منذ أن كنت في الحادية عشرة من عمري، أي قبل 63 عاماً، إلا أن لدي يقيناً بأنني لا أعرف الكثير عن شخصية سموه الفريدة والمتميزة، والتي جعلت منه قائداً فذاً".
وأضاف معاليه: "صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قائد عبقري متقد الذكاء، يعشق التحدي بكل أشكاله، كما أنه يمتلك حساً فنياً عالياً فهو شاعر بارع، متبحر في الثقافة والتراث الإماراتي، ويُعرف بحبه للشعر النبطي الذي يعبر من خلاله عن أفكاره وتوجهاته، كذلك يتمتع سموه بصبر استثنائي ودقة ومنهجية في تفكيره، فسموه ينظر إلى الأمور من زوايا غير تقليدية نتيجة قدرته المذهلة على التفكير خارج الصندوق، وهذه الصفات هي التي جعلت من دبي "دانة الدنيا"، وشيدت مدينة عالمية".
وقال معاليه: "سموه يمتلك قدرة استثنائية على تحويل التحديات إلى فرص، وهذا ما يميزه كقائد لا يعرف المستحيل، فحتى في أشد الأوقات صعوبة، وعندما يواجه العالم تحديات غير مسبوقة، يأتي سموه بحلول مبتكرة، لأن تفكيره لا يتقيد بالأساليب المعتادة، بل ينطلق من رؤية متجددة تجعل من دبي نموذجاً في الصمود والتفوق".
وأضاف معاليه: "مع كل تحدٍ، كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يسعى لتقديم درسٍ عميق لنا؛ وهو أن المخاوف لا تؤثر في القيادي الحقيقي، فالقدرات القيادية تظهر في أوقات الأزمات، وهذا ما تجلى بوضوح كذلك خلال جائحة "كوفيد - 19"، حيث قدم سموه نموذجاً ملهماً في قيادتنا إلى بر الأمان".
قائد سابق لعصره
بدوره، أكد معالي مطر الطاير، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، قائد ملهم.. سابق لعصره، ويستشرف المستقبل، وهو قائد يقول ما يفعل، ويفعل ما يقول، وطموح سموه لا يتوقف عند الإنجاز، ويسعى دائماً للتفوق والصدارة.
واستعرض معاليه بعض المواقف لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي تبرز الجوانب القيادية التي تفرد بها سموه وأثمـرت عن صنع التحولات التي جعلت من دبـي مدينة عالمية جاذبة للعيش والاستقرار فيها، ومن تلك المواقف، موقف تأسيس هيئة الطرق والمواصلات عام 2005، حيث كانت تشهد دبي وتيرة تطور سريعة وتحديات مرورية مع وجود العديد من المشاريع التنموية، وكلفني سموه بإعداد دراسة خلال شهرين لإنشاء هيئة معنية بتطوير البنية التحتية للنقل، يكون نموذج العمل فيها مختلفاً عن الدوائر الحكومية، وأن تُطبق نموذج المؤسسات على غرار الشــركة العالمية لتكون مرنة وقادرة على تلبية المتطلبات، إيماناً من سموه بالدور المحوري للبنية التحتية فـي تعزيز حركة النمو المتسارعة آنذاك لتتصدر مدناً عالمية مثل: لندن وباريس وسنغافورة وهونج كونج، وقد قدمت الدراسة خلال شهر.
وقال معاليه: "تضمّن قانون تأسيس الهيئة بنوداً تسمح بإنشـاء شركات تجارية، واليوم بعد 18 سنة تُرجمت رؤية سموه بتأسيس شركات منها سالك وتاكسي دبي وباركن بقيمة سوقية تبلغ 46 مليار درهم، وبدعم سموه ومتابعته المباشرة لمشاريع الهيئة ومسار البنية التحتية والتخطيط العمراني وجودة الحياة، جرى تنفيذ مشـاريع تتجاوز قيمتها 200 مليـار درهم وإطلاق إستراتيجيات مهمة تخدم الإمارة، أهمها خطة دبي الحضرية 2040".
وتطرق معاليه في سيـاق حديثه، إلـى قصة الجسر العائم التي جسدت النهج الابتكـاري لدى سموه، وقال: "عرضنا على سموه خططاً لإنشاء جسر يربط ضفتي خور دبي، يكون إنجازه خلال سنتين، وكان توجيه سموه بتطبيق حل مبتكر يستخدم في المجال العسكري، وهو الجسر العائم، وجرى إنجازه خلال 6 أشهر، وتوالت المشاريع، حيث ارتفع عدد المسارات على خور دبي من 19 مساراً عام 2005 إلى 60 مساراً حالياً.
من جانبٍ آخر، ذكر معاليه أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تميّز بتحديه للصعاب وعدم اعترافه بالمستحيل وهو ما مكّن دبـي من تجاوز الأزمة المالية العالمية عام 2008، إذ استمرت دبـي بتوجيهات سموه فـي تنفيذ المشـاريع والوفاء بالتزاماتها بهذا الصدد، ومن أهم المشـاريع التي تم افتتاحها فـي ذلك الوقت مشروع مترو دبـي الذي دخل الخدمة فـي 9/9/2009، مشيراً إلى أنّ القـائد الاستثنائـي يتحلى بالطاقة الإيجابية، ويحرص على التفكير فـي الحلول المبتكرة والسريعة لتجاوز التحديات وخاصة خلال الأزمات.