جار التحميل...

°C,
صور الضحايا تلازمهم ليلاً وتطرد النوم من أعينهم

العدد الكبير لوفيات حرب غزة يرهق حفاري القبور في القطاع

16 أغسطس 2024 / 6:08 PM
يضطر الحفارون في قطاع غزة الفلسطيني، إلى بناء قبور فوق أخرى، بسبب عدد الوفيات الكبير جراء النزاع المتواصل منذ عشرة أشهر، فبعد أن كانوا يدفنون قبل الحرب، حالة أو حالتين أو حتى خمسة في الأسبوع، يدفنون اليوم ثلاثمئة أو مئتين، معظمها للأطفال والنساء، في عمل متواصل طوال اليوم، الأمر الذي يرهقهم حتى في نومهم، إذ تلازمهم صور الموتى ليلاً، طاردة النوم من أعينهم.
الشارقة 24 – أ ف ب:

في مقبرة السويد بدير البلح في قطاع غزة، يضطر الحفارون لبناء "قبور فوق قبور"، بسبب عدد الوفيات الكبير جراء النزاع المتواصل منذ عشرة أشهر، وتعكف مجموعة منهم، على تهيئة حفر مستطيلة متراصة لتؤوي الضحايا المقبلين.

ويعمل الحفارون، تحت إشراف سعدي حسن بركة البالغ 63 عاماً، وهو يركز نشاطه الآن في هذه المقبرة الممتدة على نحو 5 هكتارات ونصف الهكتار، بعدما أضحت مقبرة أنصار "ثلاثة هكتارات ونصف الهكتار مليئة بالوفيات.

وتقع المقبرتان في مدينة دير البلح، وسط القطاع المعرض لقصف تشنه إسرائيل منذ أكثر من عشرة أشهر.

ويوضح بركة، قبل الحرب كنا ندفن حالة أو حالتين أو حتى خمسة في الأسبوع، بينما ندفن اليوم ثلاثمئة أو مئتين شيء لا يتصوره العقل، ويؤكد أنه لا يتوقف عن العمل من السادسة صباحاً حتى السادسة مساء كل يوم.

ويتقدم بركة، الذي غطى الغبار جلبابه الأسود بفعل الغبار الذي يثيره الحفر طوال اليوم، فريقاً من 12 عاملاً، يعمل بعضهم على الحفر، فيما ينقل آخرون الحجارة لتهيئة المدافن.

ويتابع بأسى، أن المقبرة مليئة، وأضع قبوراً فوق قبور، ثلاثة قبور فوق بعض، وأصبحنا نبني طوابق للشهداء، ويؤكد أنا أحفر قبوراً منذ 28 سنة، مرت علينا حروب 2008 و2012 و2014، لكن لم أشهد مثل جرائم هذه الحرب.

لا تنتهي محنته بانتهاء عمله اليومي، إذ تلازمه صور الموتى ليلاً، طاردة النوم من عينيه، ويؤكد "لا أعرف النوم بسبب مشاهد الأطفال المقطعين والنساء"، ويروي قائلاً دفنت 47 امرأة من عائلة الطباطيبي، ضمنهم 16 كن حوامل، أي ذنب اقترفن؟

ومنذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2024، يؤكد بركة، أنه دفن اثنين أو ثلاثة تابعين لحركة حماس، بينما الباقون كلهم أطفال ونساء، ويتابع بغضب إذا كانت لإسرائيل مشكلة مع السنوار ومع هنية الله يرحمه، فلماذا يقتلون الأطفال؟

وهو مقتنع أن الإسرائيليين، يريدون القضاء على الشعب الفلسطيني كله.

ويواصل مساعدو بركة، تهيئة حفر جديدة، في المساحات القليلة التي لا تزال شاغرة متصببين عرقاً تحت الشمس، تحيط بهم شواهد قبور بيضاء، بينما ينقل زملاء لهم شكلوا سلسلة الحجارة الخرسانية، التي تضاعف سعره بحسب بركة "من شيكل واحد قبل الحرب إلى 12 شيكلاً اليوم، جراء توقف مصانعها عن العمل لغياب الكهرباء والمواد الأولية.

وتشهد أكوام الأتربة الطرية، على عمليات دفن تمت في الأيام القليلة الماضية، جنازات باتت تقتصر على عمال الحفر.

ويوضح بركة، أنه قبل الحرب عندما يموت أي شخص كان يحضر الجنازة نحو ألف آخرين، أما اليوم إذا جاء 30 أو 300 شهيد لا يكون معهم سوى 20 شخصاً، شيء مؤسف، بينما تضج الأجواء فوقه بطنين المسيرات، كأنما لتذكره أن الموت يتربص بغزة.
August 16, 2024 / 6:08 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.