افتتحت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، المرحلة الأولى من مشروع نجد المقصار، الذي تديره مجموعة الشارقة للضيافة، وهو أحد أبرز مشروعاتها المتخصصة بالضيافة الفاخرة والسياحة التراثية في مدينة خورفكان، والذي يتميز بموقعه الاستراتيجي في المنطقة الشرقية بالإمارة.
الشارقة 24:
أعلنت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، افتتاح المرحلة الأولى من مشروع نجد المقصار، الذي تديره مجموعة الشارقة للضيافة التابعة للهيئة، وهو أحد أبرز مشروعاتها المتخصصة بالضيافة الفاخرة والسياحة التراثية في مدينة خورفكان، والذي يتميز بموقعه الاستراتيجي في المنطقة الشرقية بإمارة الشارقة، حيث يسلط الضوء على تاريخ المنطقة، معيداً للأذهان صورة الحياة في الماضي التي كانت تزدهر على مرتفعات "وادي وشي"، الذي يحتضن نقوش صخرية تعود لأكثر من 2000 سنة قبل الميلاد.
وتتضمن المرحلة الأولى من مشروع نجد المقصار، سبع وحدات سكنية تراثية فاخرة مطلة على الجبال يعود تاريخ إنشائها إلى أكثر من 100 عام، ومطعماً وردهة استقبال على مساحة 17210 مترات مربعة، تم ترميمها وتجديدها بدقة بالغة لتعكس روح الماضي، إلى جانب مجموعة من المرافق الخدمية، بالإضافة إلى مسارات للتنزه تتيح للضيوف الصعود إلى الحصن العلوي للقرية، الذي تم إنشاؤه قبل 300 عام في قمة الجبل، كما توفر هذه المرحلة من المشروع للنزلاء، فرصة الوصول إلى سد الرفيصة عبر مسار جبلي خاص.
رؤية مبتكرة للضيافة التراثية الفاخرة والحفاظ على التراث
ويتم تنفيذ المشروع، وفق المعايير البيئية والاجتماعية، تجسيداً لالتزام "شروق" الراسخ بالحفاظ على تاريخ الشارقة وحماية تراثها الثقافي، من خلال إعادة تطوير نجد المقصار، بالتعاون مع هيئة تنفيذ المبادرات وتطوير البُنى التحتية في إمارة الشارقة "مبادرة"، حيث تم الحرص خلال عملية التطوير، على استخدام مواد تنسجم مع المناطق الطبيعية المحيطة، بهدف الحفاظ على التراث المعماري للمنطقة الأثرية، وتوفير وجهة فاخرة تلبي تطلعات كافة السياح والزوار.
المرحلة الثانية.. استعادة تجربة حياة المنطقة التاريخية
وتشمل المرحلة الثانية، المقرر الانتهاء من الأعمال الإنشائية في الربع الأول من العام 2026، إضافة مجموعة من المنازل التراثية الفاخرة وسط المزارع مطلة على الوادي على مساحة 16500 متر مربع، التي تتضمن مجموعة متنوعة من خيارات الضيافة، بالإضافة إلى مساحات مشتركة للتجمعات، ومسارات إضافية للتنزه، مما يوفر تجربة متكاملة للضيوف.
ويجري تطوير المشروع، وفق منهج استراتيجي على مرحلتين، بهدف حماية الأسس الأصلية للقرية.
ترسيخ مكانة الشارقة في القطاع السياحي
وأكد سعادة أحمد عبيد القصير المدير التنفيذي لـ"شروق"، خلال مداخلة له على برنامج "الخط المباشر" الذي تبثه إذاعة وتلفزيون الشارقة، أهمية المشروع ودوره في محفظة المشروعات السياحية في الشارقة، قائلاً: يشكّل افتتاح المرحلة الأولى من مشروع نجد المقصار، خطوة مهمة في مساعينا الرامية للاحتفاء بتاريخ الشارقة وحمايته والحفاظ عليه، بما يتماشى مع توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وأضاف القصير، أنه من خلال تقديم تجارب تفاعلية ومستدامة ومتنوعة للضيوف مع الحفاظ على تراثنا، فإننا نستعرض تنوع محفظة مشروعات ووجهات "شروق" في الإمارة، ونواصل تعزيز مكانة الشارقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي في قطاع الاستثمار والسياحة، ونتطلع إلى المرحلة الثانية من المشروع التي تجسد رؤيتنا في تقديم تجربة تمثّل دعوة للضيوف للانطلاق في رحلة استكشاف وتواصل وسط الجمال الطبيعي والثراء الثقافي للإمارة الشارقة.
آثار تشهد على تاريخ المنطقة
وتعد منطقة نجد المقصار، شاهداً حياً على تاريخ غني يعود إلى آلاف السنين، لمنطقة تقع في قلب "وادي وشي"، وهي موطن لحصن الرفيصة التاريخي، الذي يُعرف أيضاً بحصن السليلات، وكانت هذه الأرض مسكناً لقبيلة الحناطيب، التي استقرت بجوار عين "وادي وشي"، مصدر المياه الغزير الذي يُغذي الأفلاج ويروي الأرض.
تحت الماء الآن، وعلى مقربة من الجزيرة المخصصة لتربية الغزلان، تقبع آثار المنطقة التي كانت تُعرف بـ"الحارة"، حيث كانت تنبض بالحياة بفضل المياه القادمة من عين وادي الجن، وكانت تضم وقتها أكثر من أربعين منزلاً، إضافة إلى الحصون التي شيِّدت على قمم الجبال.
وتقع منطقة المقصار تحت البري، أي القلعة، والتي تضم مسجداً وغافة وصخرة تاريخية ما زالت قائمة حتى اليوم، تُعرف بـ"حصاة المقصار"، وعلى هذه الصخرة نُقشت عبارة "خراب الرفيصة 1288 هجري"، وتُعد شاهداً على آخر صلاة أُقيمت في المسجد في ستينيات القرن الماضي تقريباً.