الشارقة 24 – أسعد خليل:
يتطلع منتخب ألمانيا لاستعادة أمجاد الماضي حينما تستضيف بلاده نهائيات كأس أمم أوروبا (يورو 2024) وذلك بعد فترة من الانتكاسات والإحباطات.
واستعان منتخب ألمانيا بالمدرب الشاب يوليان ناجلسمان خلفاً للمدرب السابق هانزي فليك بهدف تصحيح المسار بعد الخروج من دور المجموعات في مونديال روسيا 2018 ثم مونديال قطر 2022 ومن دور الستة عشر في يورو 2020.
ويعتبر منتخب ماكينات ألمانيا من أنجح منتخبات العالم على مستوى البطولات الدولية حيث توج بأربعة ألقاب في كأس العالم في أعوام 1954 و1974 و1990 و2014 بالتساوي مع إيطاليا وبفارق لقب واحد عن منتخب البرازيل البطل القياسي للمونديال برصيد خمسة ألقاب.
كما توج منتخب ألمانيا بلقب كأس أمم أوروبا في أعوام 1972 و1980 و1996 ويقتسم مع منتخب إسبانيا لقب البطل القياسي للبطولة القارية.
كما حصل منتخب ألمانيا على لقب الوصيف في كأس أمم أوروبا 3 مرات ووصيف كأس العالم 4 مرات وحل في المركز الثالث 4 مرات في المونديال بجانب التتويج بلقب كأس القارات في 2017.
وحصدت ألمانيا الميدالية الذهبية في أولمبياد 1976 كما تعتبر هو الوحيدة رفقة إسبانيا التي جمعت بين لقبي كأس العالم للرجال والسيدات، لكن الفريق الألماني حصد اللقب مونديال السيدات مرتين وإذا أضيف هذين اللقبين إلى الألقاب الأربعة المحققة في مونديال الرجال سيصبح منتخب ألمانيا هو الأنجح على مستوى كأس العالم لفئتي الرجال والسيدات بإجمالي ستة ألقاب.
ويعتبر منتخب ألمانيا هو الوحيد في القارة الأوروبية الذي توج بلقب كأس العالم في الأمريكيتين بفوزه بلقب مونديال البرازيل 2014.
وخاض منتخب ألمانيا أول مباراة دولية له في عام 1908 بعد 8 أعوام من تأسيس الاتحاد الوطني لكرة القدم، حين التقى نظيره السويسري في بازل يوم الخامس من أبريل وانتهى اللقاء بفوز سويسرا 5 /3 وبعدها بأقل من عام تلقى منتخب ألمانيا أكبر هزيمة في تاريخه حينما خسر أمام فريق من اللاعبين الهواة في إنجلترا بنتيجة صفر/ 9.
وجاء الانتصار الأكبر في تاريخ ألمانيا في أولمبياد عام 1912 بالفوز على روسيا 16 /صفر في ستوكهولم حين سجل جوتفريد فوكس عشرة أهداف، في رقم قياسي ظل صامداً لحوالي 90 عاما قبل أن يسجل الأسترالي ارشي تومسون 13 هدفا خلال فوز بلاده على ساموا الأميركية 31 /صفر في 2001.
ويعتبر اوتو نيرز هو أول مدرب في تاريخ منتخب ألمانيا وهو في الأصل مدرس في مانهايم ، تولى المسؤولية في المنتخب الوطني بين عامي 1926 و1936 .
ولم يشارك منتخب ألمانيا في النسخة الاولى للمونديال عام 1930 في أوروجواي بسبب الكساد العظيم لكنه احتل المركز الثالث في النسخة التالية عام 1934 في أول ظهور له في المحفل العالمي.
وبعد أداء باهت في أولمبياد 1936 في برلين تولى سيب هيربرجر مسؤولية تدريب الفريق وأسس الفريق الذي عرف بأسم "بريسلاو 11" في إشارة إلى الفوز الساحق على الدنمارك 8 /صفر في مدينة بريسلاو ببولندا.
وبعد أن بعد أن أصبحت النمسا جزءًا من ألمانيا في مارس 1938، تم حل المنتخب النمساوي ، الذي كان يعتبر أحد أفضل الفرق الأوروبية في ذلك الوقت بفضل تطبيق سياسة الإحتراف، رغم تأهله إلى مونديال فرنسا 1938 وأمر المسؤولون النازييون خمسة أو ستة لاعبين سابقين بمنتخب النمسا يلعبون في أندية رابيد فيينا وأوستريا فيينا وفيرست فيينا اف سي، بالانضمام إلى الفريق الألماني الموحد خلال المونديال، حيث تعادل الفريق مع سويسرا 1 /1 ثم خسر مباراة الإعادة أمام سويسرا 2 /4 وسط حضور جماهيري غفير معادي، ويعتبر هذا الخروج المبكر أحد أسوأ النتائج في تاريخ ألمانيا في كأس العالم ، وهي واحدة من أصل ثلاث مرات فشلت فيها الماكينات في تجاوز دور المجموعات بجانب مونديال روسيا 2018 ومونديال قطر 2022.
وخلال الحرب العالمية الثانية خاض منتخب ألمانيا أكثر من 30 مباراة دولية بين عامي 1939 و1942 قبل أن يتم وقف المباريات الدولية نتيجة انضمام أغلب اللاعبين للقوات المسلحة، قبل أن يجتمع العديد من لاعبي المنتخب الوطني تحت قيادة المدرب هيربرجر ، ضمن جهود ضابط سلاح الجو المتعاطف الذي كان يحاول حماية لاعبي كرة القدم من أخطر خدمة في زمن الحرب.
وبعد الحرب العالمية الثانية جرى استبعاد منتخب ألمانيا من المسابقات الدولية في أغلب الرياضات حتى عام 1950 ، حيث لم يكن اتحاد الكرة الالماني قد حصل بعد على العضوية الكاملة للاتحاد الدولي للعبة (فيفا) ولم يشارك أي من منتخبات الولايات الألمانية الثلاث ، ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية وسارلاند في التصفيات المؤهلة لمونديال 1950.
وواصلت جمهورية ألمانيا الاتحادية، والتي كان يشار إليها باسم ألمانيا الغربية، العمل تحت راية اتحاد الكرة الألماني قبل الحصول على العضوية الكاملة في فيفا ويويفا (الاتحاد الأوروبي للعبة).
وفي عام 1949 تأسست جمهورية ألمانيا الديمقراطية الشيوعية (ألمانيا الشرقية) ، وكان منتخب ألمانيا الشرقية هو الوحيد الذي نجح في الفوز على منتخب ألمانيا الغربية الفائز بنسخة 1974 من كأس العالم، وذلك خلال المواجهة الوحيدة التي جمعت بينهما خلال البطولة.
وفاز منتخب ألمانيا الشرقية بالميدالية الذهبية في أولمبياد 1976 وبعد إعادة توحيد ألمانيا في عام 1990 أعيد دمج مسابقة كرة القدم بألمانيا الشرقية في الاتحاد الألماني لكرة القدم.
وحصد منتخب ألمانيا الغربية لقب مونديال 1954 بعد الفوز في النهائي على المجر 3 /2 لينهي مسيرة الانتصارات التي استمرت لـ32 مباراة متتالية للمنتخب المجري.
وبعد احتلال المركز الرابع في مونديال 1958 وبلوغ دور الثمانية في مونديال 1962 أجرى اتحاد الكرة الألماني ثورة تصحيح وتم تنظيم الدوري بنظامه الجديد، وتولى هيلموت شون تدريب الفريق في عام 1964 خلفا لهيربرجر الذي استمر في المنصب 28 عاما.
وخسر منتخب ألمانيا الغربية نهائي مونديال 1966 على يد نظيره الإنجليزي بنتيجة 2 /4 بعد مباراة شهدت العديد من القرارات التحكيمية المثيرة للجدل، لكن في نسخة 1970 من المونديال أطاح منتخب ألمانيا بنظيره الإنجليزي من دور الثمانية بالفوز عليه 3 /2 قبل أن يخسر أمام إيطاليا 3 /4 بعد مباراة ماراثونية امتدت لوقت إضافي في المربع الذهبي.
وعرف منتخب ألمانيا الغربية طريق النجاح في كأس أمم أوروبا للمرة الأولى عبر نسخة 1972 حينما ساهم القائد فرانز بيكنباور في الفوز على الاتحاد السوفيتي 3 /صفر في النهائي.
واستضافت ألمانيا مونديال 1974 وحصد الفريق ثاني ألقابه في كأس العالم بعد الفوز على هولندا 2 /1 في النهائي،
وخسرت ألمانيا أمام تشيكسلوفاكيا في نهائي يورو 1976 بركلات الجزاء الترجيحية بنتيجة 3 / 5 قبل أن يخرج الفريق من الدور الثاني لمونديال 1978 بالخسارة على يد النمسا 2 /3، ليعتزل بعدها شون مجال التدريب ويتولى يوب ديرفال المسؤولية.
وحقق منتخب ألمانيا الغربية النجاح في أول بطولة تحت قيادة ديرفال حينما توج الفريق بلقب يورو 1980 بعد الفوز على بلجيكا 2 /1 في النهائي، ثم بدأ منتخب ألمانيا حملته في مونديال 1982 بخسارة تاريخية أمام الجزائر 1 /2 لكنه تأهل للدور الثاني بعد فوز مثير للجدل على النمسا ثم فاز على فرنسا بركلات الجزاء في المربع الذهبي قبل أن يخسر أمام إيطاليا 1 /3 في النهائي.
وخرج منتخب ألمانيا الغربية من الدور الأول في يورو 1984 ثم عاد فرانز بيكنباور وتولى تدريب الفريق خلفا لديرفال، حيث حل منتخب ألمانيا الغربية في المركز الثاني للمرة الثانية على التوالي في مونديال 1986 في المكسيك بعد الخسارة أمام الأرجنتين بقيادة الأسطورة الراحل دييجو مارادونا بنتيجة 2 /3 في النهائي.
وخرج منتخب ألمانيا الغربية من المربع الذهبي ليورو 1988 بالخسارة أمام هولندا 1 /2 قبل أن ينجح الفريق في حصد لقبه الثالث في كأس العالم عبر نسخة 1990 من المونديال حين فاز في النهائي على الأرجنتين بهدف من ضربة جزاء في الدقيقة 85 ، ليصبح حينها بيكنباور ثاني شخص ينجح في التتويج بكأس العالم كلاعب ومدرب، إذ فاز كلاعب بكأس العالم 1974، بعد البرازيلي ماريو زاجالو.
وتولى بيرتي فوجتس تدريب منتخب ألمانيا عقب اعتزال بيكنباور وصعد بالفريق لنهائي يورو 1992 قبل الخسارة على يد الدنمارك صفر/ 2 ثم خرج من دور الثمانية لمونديال 1994 على يد بلغاريا.
وفاز المنتخب الألماني الموحد بأول لقب بطولة كبرى عبر نسخة 1996 من كأس أمم أوروبا، لتصبح ألمانية بطلة لأوروبا للمرة الثالثة بعد الفوز على جمهورية التشيك 2 /1 بهدف ذهبي في الوقت الإضافي.
وفي كأس العالم 1998 خرج منتخب ألمانيا من دور الثمانية بالخسارة أمام كرواتيا صفر/ 3 ليتنحى بعدها فوجتس ويتولى إيريتش ريبيك المسؤولية.
وفي يورو 2000 خرج منتخب ألمانيا من الدور الأول ليرحل ريبيك عن منصبه ويتولى رودي فولر المهمة من خلفه، قبل أن يخسر الفريق المباراة النهائية لمونديال 2002 أمام البرازيل بهدفي رونالدو.
وخرج منتخب ألمانيا مجددا من الدور الأول ليورو 2004 ليستقيل فولر ويتولى يورجن كلينسمان المسؤولية بعده حيث تمثلت أول مهامه في قيادة الفريق خلال مونديال 2006 بألمانيا، وحصل معه على المركز الثالث.
وتولى يواخيم لوف تدريب منتخب ألمانيا خلفا لكلينسمان خلال تصفيات يورو 2008 وحقق مسيرة متميزة مع الفريق خلال التصفيات والبطولة لكنه خسر أمام إسبانيا في النهائي بهدف دون رد.
وفي مونديال 2010 خسر منتخب ألمانيا أمام نظيره الإسباني بهدف دون رد في المربع الذهبي وأنهى البطولة في المركز الثالث ثم خسر في المربع الذهبي ليورو 2012 أمام إيطاليا 1 /2 .
وحصد منتخب ألمانيا لقب مونديال البرازيل 2014 بعد الفوز التاريخي في المربع الذهبي على البرازيل بنتيجة 7 /1 ثم الفوز في النهائي على الأرجنتين بقيادة النجم ليونيل ميسي، بهدف دون رد.
ورغم اعتزال العديد من اللاعبين البارزين اللعب الدولي عقب الفوز بمونديال البرازيل، وصل منتخب ألمانيا إلى المربع الذهبي في يورو 2016 لكنه خسر أمام فرنسا صاحبة الأرض بهدفين دون رد.
وعاد منتخب ألمانيا لمنصات التتويج في عام 2017 وتوج بلقب النسخة الأخيرة من كأس القارات بعد الفوز على تشيلي بهدف دون رد في النهائي.
وخرج منتخب ألمانيا من دور المجموعات لمونديال 2018 في روسيا بعد الخسارة أمام المكسيك وكوريا الجنوبية والفوز على السويد.
وتواصلت معاناة منتخب ألمانيا خلال النسخة الأولى من دوري أمم أوروبا عام 2019 حيث فشل في بلوغ النهائيات وبعدها خرج من دور الـ16 في يورو 2020 ليتولى هانزي فليك المسؤولية خلفا ليواخيم لوف.
وتحت قيادة فليك حل المنتخب الألماني ثالثا في مجموعته بدوري أمم أوروبا قبل أن يخرج من دور المجموعات في مونديال قطر 2022 بخسارته المفاجئة أمام اليابان ثم تعادله مع إسبانيا وفوزه على كوستاريكا.
وبعد سلسلة من الهزائم الودية بعد المونديال جرى إقالة فليك وتولى رودي فولر المهمة بشكل مؤقت ليخلفه بعد ذلك ناجلسمان في المنصب، حيث نجح في استعادة نغمة الانتصارات خلال المباريات الودية مؤخرا بعد أن بدأ مسيرته بشكل محبط.