نظم مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة "المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية"، بالتعاون مع جامعة الشارقة، ندوة عبر الإنترنت بعنوان "مختارات من الإنجازات البحثية ضمن برنامج الماجستير في إدارة حفظ التراث الثقافي".
الشارقة 24:
نظم مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة "المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية"، بالتعاون مع جامعة الشارقة ندوة عبر الإنترنت بعنوان "مختارات من الإنجازات البحثية ضمن برنامج الماجستير في إدارة حفظ التراث الثقافي".
وسلطت هذه الندوة، وهي الأولى ضمن سلسلة من المحاضرات والندوات التي سينظمها مركز إيكروم خلال عام 2024، الضوء على مجموعة مختارة من الأوراق البحثية المنشورة، والتي تمحورت حول الحفاظ على التراث الثقافي وإدارته، وقدمها عدد من الطلاب الخريجين بحضور عدد من أعضاء هيئة التدريس والمشاركين بالندوة.
وخلال هذه الندوة التعليمية، دُعِي المشاركين للتعمق في المبادرات والدراسات البحثية التي أنجزت تحت مظلة برنامج الماجستير، الذي يُنَفَّذ من قبل مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة بالشراكة مع جامعة الشارقة.
كما حصل المشاركون في الندوة على فرصة رائعة للتعرف على المشاريع البحثية الرائدة التي تشكل مستقبل إدارة التراث الثقافي، وتأثير هذه المبادرات على المجتمعات المحلية في جميع أنحاء المنطقة.
منذ انطلاقته الأولى قبل نحو 5 سنوات، وُجِّه برنامج الماجستير لتدريب الجيل المقبل من الطلاب المتخصصين بمجال صون وحماية التراث، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة التحديات المعقدة التي تواجهها مواقع التراث الثقافي في المنطقة العربية، ومن خلال منهج شامل يجمع بين المكونات النظرية والعملية، استطاع البرنامج أن يدعم الطلاب، ويؤهلهم ليصبحوا حماة للماضي وقادة للمستقبل، ما يساهم في حماية تاريخنا المشترك والحفاظ عليه للأجيال القادمة.
وتحدثت المديرة العامة لمنظمة إيكروم، أرونا فرانشيسكا ماريا جوجرال، في كلمة لها أمام المشاركين في الندوة عن أهمية الشراكة مع جامعة الشارقة، قائلةً: "تتعاون منظمة إيكروم وجامعة الشارقة لتنمية جيل جديد من الباحثين الأكاديميين في المنطقة العربية، إن الهدف من هذا التعاون هو مواجهة التحديات المختلفة التي تفرضها التغيرات الإقليمية، ومشاركة رؤاهم الأكاديمية مع الجامعات والمؤسسات المعنية في بلدانهم".
وأضافت: "تسير هذه المبادرة بالتوازي مع الجهود العديدة والمستمرة التي تبذلها منظمة إيكروم لتدريب المهنيين في مجال الحفاظ على التراث الثقافي في الدول الأعضاء البالغ عددها 137 دولة، وتشاركنا في هذه الرؤية حكومة الشارقة التي تدرك جلياً الدور الحيوي لهؤلاء الباحثين في تعزيز المساهمات العلمية والفكرية لتلبية احتياجات المنطقة وخارجها".
من جهته، قدّم السيد أنور سابق، مدير التخطيط والمشاريع الميدانية في مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة، لمحة موجزة عن برنامج الماجستير ومنظمة ايكروم بشكل عام، وقال في كلمة له في مستهل الندوة: "يستهدف برنامج الماجستير الطلاب المتخصصين في مجال التراث من خلفيات متنوعة في المنطقة العربية".
وأضاف: "منذ إطلاق البرنامج عام 2019، استقبلنا ما يزيد عن 90 طالباً، 75% منهم من الإناث، من مختلف الدول العربية".
واختتم كلمته بالترحيب بالمشاركين والطلاب الملتحقين ببرنامج الماجستير، إلى جانب عدد من أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة الشارقة.
وتحدث السيد ناصر الدرمكي، نائب مدير مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة، في كلمته عن التعاون بين جامعة الشارقة ومركز إيكروم، والذي يتميز بأدواره التكاملية، وقال في كلمته: "يساهم مركز إيكروم بخبرته الطويلة في مجال التدريب على صون التراث، ويستضيف أساتذة زائرين بالاستفادة من شبكته الواسعة من الخبراء والموظفين، ويقدم سنوياً منحاً دراسية لتمكين الطلاب من المنطقة العربية من الانضمام إلى البرنامج، وفي الوقت نفسه، تستضيف جامعة الشارقة هذا البرنامج ضمن بيئتها الأكاديمية المتميزة، وتؤمن الكادر التدريسي من فريقها، وتمنح شهادة أكاديمية معتمدة للخريجين".
من جهته، تحدث البروفيسور عماد مشتهى، رئيس قسم الهندسة المعمارية في جامعة الشارقة، بإيجاز عن التعاون المثمر بين جامعة الشارقة ومنظمة إيكروم، وقال مخاطباً المشاركين والحضور: "لدينا الآن فريق كبير من الخريجين، هم قادة العمل الميداني في جميع الدول العربية، وهم سفراؤنا لحماية المجتمع المحلي".
كما تضمنت الجلسة الافتتاحية كلمات لكل من الدكتور منذر محمود جمهاوي، أستاذ مشارك ومنسق كلية الهندسة المعمارية في جامعة الشارقة؛ والدكتور إسلام نوفل، أستاذ مساعد في كلية الهندسة في جامعة الشارقة.
وأشاد جميع المتحدثين بالدعم الكبير للبرنامج والرعاية الكريمة من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.
تم خلال الندوة تقديم ومناقشة 8 أوراق بحثية، حيث تحدث في البداية زياد أبو عودة من فلسطين، ويشغل حالياً منصب نائب مدير دائرة الترميم في وزارة السياحة والآثار في بيت لحم، فلسطين، في عرضه التقديمي عن "الحفاظ على المنشآت التراثية المبنية بدون ملاط"، مع التركيز على الدراسة التطبيقية التي قام بها على أبراج المراقبة في منطقة وادي المخرور، جنوب القدس.
بينما عرضت حمدة محمد حيدر الزرعوني من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل حالياً في معهد الشارقة للتراث، في ورقتها البحثية موضوع توثيق الطرق التقليدية لصناعة العطور وأثرها في التراث الثقافي، وتطور هذه الصناعة في المجتمع الإماراتي.
بدوره، ركز محمد وحيد فريد عبد الفتاح من مصر، ويعمل حالياً كمدرس مساعد في الجامعة الأميركية بالقاهرة، في ورقته البحثية وعرضه التقديمي حول تطوير إطار عام لاستخدام تقنيات تعلم الآلة في تدريس تاريخ العمارة.
بينما عرضت رنا زريقات من الأردن، وتشغل حالياً منصب خبير مستقل في متحف زايد الوطني في أبو ظبي، في ورقتها البحثية نهج التصميم البيئي للسقائف الوقائية للحفاظ على المواقع الأثرية، مع التركيز بشكل خاص على التقييم القائم على الأداء والمحاكاة الرقمية لموقع كنيسة ودير جزيرة صير بني ياس في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة.
كما تحدثت سميرة جمعة المازمي من الإمارات العربية المتحدة، وهي خريجة حديثة من جامعة الشارقة، في عرضها التقديمي عن مفاهيم خطة الحفاظ على التراث الصناعي الإماراتي مع التركيز بشكل خاص على موقع الجداف لصناعة السفن التقليدية في دبي كدراسة حالة.
بينما تحدثت فراح حاجي من الجزائر في ورقتها البحثية وعرضها التقديمي عن أثر الدقة التشريعية في إدارة موقع القصبة في الجزائر.
أما انتصار معين حسن عبد الله العبيدلي من الإمارات العربية المتحدة، وتشغل حالياً منصب أمينة متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، فتحدثت في ورقتها البحثية عن كيفية تعزيز دور التقنيات الحديثة في العرض المتحفي للأطفال، وقدمت دراسة حالة لصالة أبو بكر للعقيدة الإسلامية في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية.
وأخيراً، ركز عز الدين حجاج من السودان، ويعمل حالياً في قسم الآثار في جامعة الخرطوم، في ورقته البحثية على المتاحف كعامل فاعل للسلام والمصالحة في السودان، مستعرضاً مشروع متاحف تنمية المجتمع في غرب السودان كنموذج للعمل.
وعلى هامش الندوة، أكدت المديرة العامة لمركز إيكروم، أرونا فرانشيسكا ماريا جوجرال، في تصريح لها، أهمية هذه الندوة، قائلةً: "تعد هذه الندوة فرصة ممتازة للتعريف ببرنامج الماجستير، وتقديم عدد من المستفيدين من البرنامج، واستعراض إنجازاته على أرض الواقع، ولا شك في أن مثل هذه النشاطات تحفز الطلاب على المشاركة في البرنامج".
وأضافت "لقد تلقينا بالفعل العديد من طلبات المشاركة، ما يعني أن البرنامج يحتاج إلى المزيد من التمويل والدعم المالي لتلبية أكبر عدد ممكن من طلبات المشاركة".
وختمت المديرة حديثها بدعوة الجهات المانحة للمشاركة بتمويل البرنامج، قائلة: "لتلبية هذا الطلب، ندعو جميع الجهات المانحة والأشخاص المهتمين بدعم هذا البرنامج والمساهمة بتمويله لتحقيق الفائدة والنجاح للمستفيدين، إذ يمكن لمساهماتكم المالية أن تؤدي دوراً محورياً في ضمان استمرار نجاح ونمو هذه المبادرة الهامة، المكرسة لحماية تراثنا الثقافي المشترك للأجيال القادمة".