أكد خبراء في علاج النطق وعلم النفس والأكاديمي؛ أن التكنولوجيا تقدم حلولاً رائدة لصعوبات التعلم، وأن من 3 إلى 12% في العالم يعانون من صعوبات في التعلم وعسر في الفهم والقراءة والنطق وتكوين الأفكار، لذلك لابد من تشخيص وعلاج عبر أسس علمية وعبر تقنيات مساعدة مدروسة تستهدف الحواس المتعددة للمتعلم البصرية والسمعية والحسية وتنشيطها عبر تدريس متسلسل وتراكمي. جاء ذلك خلال جلسة تربوية متخصصة استضافتها الدورة الـ 15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، في مركز إكسبو الشارقة.
الشارقة 24:
جلسات تربوية متخصصة تستضيفها الدورة 15 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، والتي تستمر فعالياتها حالياً في مركز إكسبو الشارقة حتى 12 مايو الجاري، ومن هذه الجلسات التي نظمت في ملتقى الثقافة بالمهرجان جلسة بعنوان "دور التكنولوجيا في مساعدة المتعلمين الذين يواجهون صعوبات"، شارك كل من الدكتورة والمدربة التربوية أمل الزغبي، والكاتب وأخصائي علاج النطق هشام دامرجي، والخبير في علم النفس والأكاديمي الدكتور. آل. الجونز، وأدار اللقاء الإعلامي في إذاعة الشارقة عبد الكريم حنيف.
تكنولوجيا مساعدة
الدكتورة أمل الزغبي، وهي أستاذ ورئيس قسم علم النفس التربوي في كلية التربية في جامعة بنها المصرية، ومدربة تربوية معتمدة، وباحثة وأكاديمية لها العديد من الأبحاث والإصدارات العلمية، تحدثت في ورقتها العلمية عن صعوبات التعلم والتكنولوجيا المساعدة، وقالت: "إن هذه الفئات أكثر انتشاراً بين ذوي الإعاقة حيث تبلغ نسبتها 51%، وتحتاج إلى مزيد من العناية، مشيرة إلى أن من 3 إلى 12% في العالم يعانون من صعوبات في التعلم وعسر في الفهم والقراءة والنطق وتكوين الأفكار، ما يسبب هدراً كبيراً في عملية التعليم، لذلك لابد من تشخيص وعلاج عبر أسس علمية وعبر تقنيات مساعدة مدروسة تستهدف الحواس المتعددة للمتعلم البصرية والسمعية والحسية وتنشيطها عبر تدريس متسلسل وتراكمي".
وأضافت: "إن الشخص المصاب باضطراب القراءة يستخدم الجانب الأيمن من الدماغ، والذي يهتم بالتخيل وهنا تظهر الاستفادة من هذا الجانب، عبر تحفيزه، مع العلم أن لكل حالة علاجها الذي يختلف عن الأخرى"، مشيرة إلى أن الجلسة فرصة للمطالبة بتعميق الأبحاث حول هذا الأمر والخروج بنتائج تفيد هذه الفئات".
الدعم والاحتواء
هشام دامرجي وهو شاعر وكاتب قصة ومترجم تونسي لديه مجموعة من الإصدارات موجهة للأطفال واليافعين، كما أنه أخصائي علاج النطق وأمراض الكلام، قال: "تجربتي مع ذوي الإعاقة ومن يجدون صعوبات في التعلم أكدت لي أن التعامل بالمشاعر والمحبة، عبر الدعم والاحتواء والصبر على العملية التعليمية من قبل الأسر والتربويين والمشرفين، ووجودهم بالقرب من هذا الطالب، أفضل من التكنولوجيا التي أفرغت الإنسان من محتواه الحقيقي".
وتابع، "في بلادنا العربية، التي لا تمتلك بنية تكنولوجية قوية، الخطر الأساسي للتكنولوجيا يتمثل في استخداماتنا الترفيهية المفرطة لها، باعتبارها وسيلة لعب وليست وسيلة تربوية، لذلك كانت وسيلة ساعدت في العزلة، وبالنسبة لمن يعانون من صعوبات في التعلم فعلاجهم يتمثل في دمجهم عبر الدعم والاحتواء، وسينعكس ذلك كثيرًا على تعلمهم".
حلول رائدة للتكنولوجيا
د. آل الجونز، وهو كاتب وخبير تربوي أميركي ومحاضر جامعي له دراسات في مجال علم النفس وتجربة طويلة في تعليم الأشخاص ذوو الإعاقة، أكد أنه يؤمن بدور التكنولوجيا الريادي، وما يمكن أن تقدم للبشر، خاصة للفئات التي تحتاجها أكثر، ما يتطلب استخدامات مبكرة للتقنيات لتساعد ذوي الإعاقات الذهنية، أو من يعانون من صعوبات في التعلم.
وقال: "لقد رأيت استخدامات عديدة للتكنولوجيا لها نتائج إيجابية، سواء عبر التحفيز الدماغي والشرائح المزروعة دماغياً لتحفيز التفكير والنطق والكلام، وكذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تقدم نماذج تدريبية وجاهزة لتأهيل هذه الفئات، وتساعد المعلمين والأساتذة".
وأشار الجونز أن التكنولوجيا يجب أن تعمم لتشمل الجميع، خاصة الفئات التي تحتاجها أكثر، وأضاف: "لا يمكن أن نقف متفرجين، ونقول إن الألعاب الإلكترونية مثلاً تشكل خطراً، لكن علينا أن نتعامل مع هذا المد كأمر واقع، ونحاول إلزام شركات الألعاب هذه ببعض المعايير التعليمية، للمضي قدماً بهذه الألعاب في خضم هذه التطورات التقنية المتسارعة".