أكد اثنان من كبار مصوري الحياة البرية ونشطاء البيئة، على أهمية الحفاظ على القيمة الجوهرية للصور التي تنقل رسائل عميقة ومعبرة، وأن الحد الفاصل بين الصور الجيدة وغير الجيدة هو التفكير والوقت المستغرق لالتقاط لحظة ما، مشيرين إلى أن ثقافة "السيلفي" أفقدت الصور قيمتها وعناصر جذبها، وساهمت في ابتعاد الناس عن جماليات اللحظة وعمق التجارب التي ترصدها الكاميرا.
الشارقة 24:
أكد اثنان من كبار مصوري الحياة البرية ونشطاء البيئة، على أهمية الحفاظ على القيمة الجوهرية للصور التي تنقل رسائل عميقة ومعبرة، وأن الحد الفاصل بين الصور الجيدة وغير الجيدة هو التفكير والوقت المستغرق لالتقاط لحظة ما، مشيرين إلى أن ثقافة "السيلفي" أفقدت الصور قيمتها وعناصر جذبها، وساهمت في ابتعاد الناس عن جماليات اللحظة وعمق التجارب التي ترصدها الكاميرا.
جاء ذلك خلال ورشة نقاشية جماعية بعنوان "إعادة تعريف التصوير الفوتوغرافي"، ضمن فعاليات النسخة الثامنة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2024"، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في الفترة من 28 فبراير وإلى 5 مارس.
وشارك المصوران جوناثان وأنجيلا سكوت خبرتهما في التصوير الفوتوغرافي للحياة البرية، وأشارا إلى أن المصور الناجح هو الذي يرتبط عاطفياً بما يصوره. وقال جوناثان، مستذكراً تجربته في التقاط صورة أيقونية لأنثى نمر كان يتابعها لمدة 17 عاماً: "كنا نعرف أنثى النمر هذه عندما كانت في السادسة من عمرها حتى نهاية حياتها، وعندما كنا ننظر إليها ونصورها كان هناك مشاعر وعواطف متبادلة بيننا وبينها". وأوضحت أنجيلا أن صورة أخرى لأنثى نمر تابعها الثنائي لمدة ست سنوات، وقالت: "تشكلت بيننا علاقة وثيقة، في وقت شهد مقتل ما يقارب 50,000 نمر كل عام لاستخدام فرائها".
وفي حديثهما عن الجدوى المالية للمهنة في الوقت الحاضر، اتفقا على أن أجور المصورين قد تناقصت مع مرور الوقت، حيث انخفضت بشكل حاد من 100 دولار لاستخدام صورة قبل نحو أربعة عقود إلى حوالي دولار واحد الآن، ومع ذلك لا بد من أن يعتمد المصور على تنويع مصادر دخله باستخدام العالم الرقمي لبناء علامته التجارية.
وانتقد الزوجان، اللذان ارتبطا بالطبيعة والحياة البرية، ثقافة السيلفي وشعبية المحتوى القصير على وسائل التواصل الاجتماعي. مؤكدين أن"جميع الناس اليوم مصورون، ويرغبون في أن يكونوا مشاهير من خلال لقطات خاطفة، وأن يحصلوا على إعجابات، مع أن بعض المشاهد تستحق أن توثق بعدسة الكاميرا لأنها تمثل تجربة بغض النظر إن تصورت معها أم لا، فمن المؤسف أن ترى أشخاصاً يمضون وقتهم بتصوير سيلفي مع قطيع يمثل هجرة الجاموس الكبيرة على نهر مارا، وينشغلون عن لحظات دقيقة في جمال تلك التجربة التي أفرزتها الطبيعة".
وختم الزوجان حديثهما بالتركيز على المسؤولية الجماعية لحماية التنوع البيولوجي لكوكب الأرض، الذي يواجه تهديدات كبيرة من التغير المناخي والتلوث والصيد الجائر والتجارة غير المشروعة، وذكرا أن التصوير هو واحد من أدوات هذه الغاية النبيلة، التي تهدف إلى نشر الوعي والتأثير على السياسات والقرارات المتعلقة بالبيئة.