حوّل المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر"، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة سنوياً، إمارة الشارقة إلى عاصمة عالمية للصورة الفوتوغرافية، من خلال الاحتفاء بإبداعات أمهر محترفي التصوير من مختلف أنحاء العالم.
الشارقة 24:
يحتفي المهرجان الدولي للتصوير الثامن "اكسبوجر 2024"، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، خلال الفترة من 28 فبراير الماضي إلى 5 مارس الجاري، بعشاق العدسات ومحترفي وهواة التصوير من مختلف أنحاء العالم.
وتنقل المعارض الفنية، التي تزين أروقة ومنصات مركز إكسبو الشارقة، زوّارها إلى عالم مفعم بالحيوية والإبداع، عبر صور فوتوغرافية التقطت باحترافية عالية وذائقة فنية رسمت ملامح الجمال من أدق الزوايا، وبأجهزة تصوير اعتبرت الأكثر حداثة في عالم التقنيات.
إن لوحات "اكسبوجر"، التي تتناول قضايا باتت تؤرق العالم، تضرب أروع الأمثلة عن أهمية الصورة في لعب أدوار استثنائية في صنع الفارق، من خلال توثيق اللحظات التاريخية، وتقديم شهادة لا يمكن الشك في صحتها، لقدرتها الفائقة على التفوق على آلاف الكلمات ومئات التعابير.
المهرجان بدورته الثامنة، يعكس من خلال أعمال 400 مصور و2500 صورة، تجارب ورؤى أبطال العدسات من مختلف أنحاء العالم، الذين تغلبوا على فرضيات سابقة، وساهموا بتغيير قناعات راسخة تشكلت حول قضية إنسانية في عقود طويلة، عبر صورة واحدة حملت الحقيقة بكل أمانة، وقلبت الموازين وتفوقت على أعتى الإمبراطوريات الإعلامية، وأثبتت أنها حليفة الضحية وعدوة الظالم.
والشارقة إذ تنظم هذا الحدث العالمي المهم، تؤكد مجدداً تقديرها للمصورين الذين أعادت عدساتهم، الحقيقة إلى مشاهد التاريخ، ورسمت الطريق الصحيح أمام استحقاقات المستقبل، وشكلت الفارق بين الحياة والموت، من خلال فن عظيم يمتلك قدرة وإمكانات كبيرة على الإلهام والتأثير وإحداث التغيير.
لقد أثبتت الصورة، أنها تخطت الأدوار النمطية التي عرفناها سابقاً، فأصبحت شاهداً على الحقيقة، وأنصفت المظلومين والمضطهدين في المحافل الدولية، وتحوّلت إلى أيقونة تغنت بالعدالة في أكثر من بقعة في هذا العالم الكبير، ولعبت دور البطولة في منح الشعوب منصة لمخاطبة العالم، وطرح قضاياها المصيرية، والتعبير عن مآسيها، والمطالبة بإحقاق الحق والعدالة، وصياغة السياسات والقرارات والتوجهات الدولية من جديد، فتحولت الصورة بذلك إلى صديقة مخلصة ووفية للشعوب، لأنها ابنة الواقع والظروف.
لقد حملت الصور الفوتوغرافية على عاتقها، جمال هذا الكون وروعته وثراء لوحته، إلى أروقة "اكسبوجر" وأكدت لزوّاره، أنها صاحبة قضية ملتزمة بواجبها تجاه من يعانون في كل مكان من هذا العالم، حتى تزيل الظلم عن كاهل الشعوب، وتعيد لها كل الإيجابيات المسلوبة من محبة وعدالة.
إن الشارقة بتنظيمها السنوي لـ"اكسبوجر"، تجدد تكريمها للمصورين الذين وثقت عدساتهم الأحداث المهولة والنزاعات الفظيعة والمآسي الإنسانية الجسيمة والكوارث الطبيعية، وأنارت شموع الأمل في تعزيز مناصرة المحرومين والمستضعفين بالعالم، بنقل واقعهم، لتصبح الصورة عنصراً رئيساً لتحقيق عالم يعمه السلام والأمن والسعادة.
المهرجان الدولي للتصوير، احتفال عالمي يرسخ أثر الصور في الحاضر والمستقبل، ويشيد بدور المصورين في حماية الذاكرة وتوسيع أفق فهم البشر للمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم على مختلف المستويات، ومساعدتهم في تبني المواقف تجاهها، لهذا فإن مسؤولية المصوّر كبيرة جداً، لأن في عدساتهم تكمن الوثيقة الدامغة، والمعرفة التامة بمجريات الأمور، كونها تنقل نداءات الطبيعة واستغاثاتها من الممارسات غير المسؤولة.
الشارقة أثبتت مرة أخرى بنجاح، عبر دورات "اكسبوجر" السنوية المتتالية، أنها عاصمة عالمية للصورة، ومنصة دوليّة، تجمع نخبة من أمهر مصوري العالم، نظراً لأهمية الدور الحيوي الذي تلعبه الصورة الصحافية في مساندة قضايا العالم، وتسليط الضوء على الحقائق المهمة التي لا ينبغي لنا تجاهلها ونسيانها، والتي غامر المصورون بحياتهم من أجل تقديم حقيقة الأحداث، وتوثيق لحظات الفرح والألم، والانفصال والتهجير، ونقلها للعالم بأسره.
المصوّر شاهد صامت، حمل مسؤولية كبيرة على عاتقه، برواية الأحداث والتجارب، وحوّل الصور إلى جسر يربط بين حكايات البشر والأماكن والأحداث من جهة، والجمهور من جهة أخرى.
وتكتسب الصورة في الكوارث الطبيعية ومناطق الصراع، قوة خاصة تثير فضول الجمهور، وهذا ما أثبته "اكسبوجر" الذي يحتفي سنوياً بالسرد البصري، عبر عرض عشرات الصور الإبداعية والأفلام السينمائية والوثائقية الطويلة والقصيرة، وتنظيم فعاليات وحوارات ملهمة وجلسات نقاش جماعية وورش عمل يقدمها أفضل مصوري العالم، فضلاً عن الجولات التعريفية، وحفلات توقيع كتب، والمعرض التجاري لكبرى العلامات العالمية المتخصصة بمعدات التصوير.