استضافت دائرة الأشغال العامة بالشارقة في مبناها الرئيس، بيتر جاكسون المستشار الهندسي بمكتب سمو الحاكم، عضو مؤسس في فرع المعهد البريطاني الملكي للمهندسين المعماريين "ريبا" في الخليج، في محاضرة ملهمة تحت عنوان "الشارقة بين الحاضر والماضي".
الشارقة 24:
في إطار جهود تعزيز الوعي بتاريخ وتطور الشارقة، قدم بيتر جاكسون المستشار الهندسي بمكتب سمو الحاكم عضو مؤسس في فرع المعهد البريطاني الملكي للمهندسين المعماريين "ريبا" في الخليج، محاضرة مميزة تحت عنوان "الشارقة بين الحاضر والماضي"، وذلك في المبنى الرئيس لدائرة الأشغال العامة بالشارقة، بحضور مهندسي وموظفي الدائرة والمهتمين بالعمارة والتطور الحضاري للإمارة.
وأثنى جاكسون في محاضرته، على الإرث الثقافي والتاريخي الغني للشارقة، مقدراً جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومساهمات سموه المثمرة في تطوير التصميم والعمارة وإيجاد بيئة مبتكرة من البناء المستدام، مشيراً إلى أهمية فهم الجذور التاريخية للإمارة، في إطار التطور الحضاري الذي تشهده اليوم.
واستعرض المحاضر، جوانب من التاريخ العريق للشارقة، بدءاً من الفترة التاريخية القديمة وحتى المرحلة الحديثة، وتطرق إلى العوامل التي ساهمت في بناء الهوية الثقافية والاقتصادية للمدينة، وأضاف أن صاحب السمو حاكم الشارقة، ينخرط عن كثب في التخطيط والهندسة المعمارية للإمارة في العديد من مباني الإمارة الراقية، مما منحها هويتها الفريدة والمتميزة في العالم العربي والإسلامي، إضافة إلى دور سموه البارز في الحفاظ على التراث المعماري التقليدي الرفيع والمباني التاريخية والحضرية.
وتابع بيتر جاكسون، أن صاحب السمو حاكم الشارقة، لديه العديد من المساهمات في تطوير الهندسة المعمارية، وعمل على صياغة وتشكيل عمارة الشارقة التي منحتها شكلاً منفرداً، من خلال شغفه الخاص بالتصميم الإبداعي والعمارة الإسلامية.
وفي جزء آخر من المحاضرة، ركز جاكسون، على التحولات والمشاريع الحديثة التي تعزز مكانة الشارقة كمركز حضاري وثقافي متميز في المنطقة، وأكد أهمية استمرار الابتكار والتطوير في إطار الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية للإمارة، لافتاً إلى أن مباني الشارقة تمثّل بشكل جميل ومبدع، الهوية الإسلامية من خلال تصاميمها وعناصرها المعمارية التي تعبر عن التراث الإسلامي الغني والثقافة العربية التقليدي تكسوها الزخارف الإسلامية الفريدة والتي تتميز بأناقتها وتعقيد تفاصيلها.
ونوه المحاضر، إلى أن الزخارف الإسلامية الهندسية المعقدة والنقوش العربية الجميلة التي تزين واجهات المساجد والمباني التاريخية، إضافة إلى القباب والأقواس التقليدية، تعد علامات مميزة للهوية الإسلامية في التصميم المعماري، وتعكس الروح الدينية والفخامة العربية مع استخدام الخزف والزجاج الملون، مما يعطيها لمسة من الأصالة والجمال، ويُبرز الثقافة والفن الإسلامي، إضافة إلى التركيز على الدقة والتفاصيل، مما يعكس الحرفية العالية التي كانت تُستخدم في بناء المباني الإسلامية التقليدية.
وأكد بيتر جاكسون، أن الشارقة تشتهر بوجود المساجد الجميلة التي تعتبر أبرز رموز الهوية الإسلامية في المدينة، حيث تعكس تصاميمها الجمال الهندسي والروحانية الإسلامية، وأضاف باختصار تعتبر مباني الشارقة معبّرة بشكل مذهل عن الهوية الإسلامية، حيث تجمع بين الفن المعماري التقليدي والحديث بطريقة تشكل رمزاً للتراث والثقافة الإسلامية في المنطقة.
وتفاعل الحضور مع المحاضرة، حيث طرحوا العديد من الأسئلة والمناقشات حول مستقبل الشارقة والتحديات التي تواجهها، في سبيل الحفاظ على تراثها وتعزيز مكانتها كمركز ثقافي وتنموي.
وتأتي محاضرة بيتر جاكسون، كجزء من سلسلة فعاليات ثقافية تهدف إلى تعزيز التواصل والتفاهم حول التاريخ والتطور الحضاري للشارقة، وتشجيع الحوار حول مستقبلها المشرق والمبتكر.