الشارقة الخيرية... مسيرة حافلة بالجهود الداعمة لمتضرري الأزمات

الشارقة 24:

على مدار تاريخها وجمعية الشارقة الخيرية حاضرة في ظهر الوطن، تسجل حضوراً سباقاً وفاعلاً في كل ما يجري من أحداث، وفي كل أزمة كانت وما زالت الجمعية أول المتواجدين بسواعد أبنائها لتقديم العون والدعم عملاً بالنهج القويم وإرساءً لمبادئ التكافل الاجتماعي التي تنشدها شارقة الخير.

وأكد سعادة محمد راشد بن بيات نائب رئيس مجلس الإدارة، أن جمعية الشارقة الخيرية لها سجل حافل بالمواقف التي تبرز تأثيرها في مواجهة الأزمات، لتجسد المسؤولية المجتمعية في أبهى صورها وأشكالها، وعبر هذا التقرير نسرد في سطور بسيطة مسيرة لجمعية الشارقة الخيرية حافلة بمحطات من العمل والتعاون على البر وإغاثة الملهوفين في كل شبر من أرض الوطن دون تفرقة بين مقيم ومواطن، الهدف والغاية واحدة وهي دفع الأذى والمشاركة في إدارة الازمات.

وقال ابن بيات أنه في ظل أزمة المنخفض الجوي الذي أثر على المنطقة الشرقية مؤخراً فقد كانت فرق الجمعية من أوائل المتواجدين في الصف الأمامي لتقديم الدعم للمتضررين من المنخفض الجوي إذ تم الدفع بأكثر من 9 آلاف وجبة وزعت على النساء والأطفال والأسر المتضررة، بالإضافة إلى التنسيق مع لجنة الإسكان الطارئ في التكفل بصيانة عدد من مساكن الأسر التي تأثرت منازلهم بالأمطار، مع القيام على توزيع الأغطية الثقيلة للأسر المتضررة خلال فترة تواجدهم بالمسكن الطارئ مع توزيع المستلزمات الصحية الخاصة للأطفال، متوجها بالشكر الجزيل إلى جميع الداعمين والمشاركين والمتعاونين في دعم الجهود المبذولة من قبل كافة الجهات المعنية والمشاركة.

وفي سياق سرده لعدد من الأحداث التي وقعت في غضون السنوات الماضية، وكان للجمعية أدوار بارزة في التعامل معها حتى تعود الحياة إلى طبيعتها، قال ابن بيات إنه على إثر السيول التي أحدثت أضراراً بليغة بعدة منازل في المنطقتين الشرقية والوسطى، فقد ساهمت الجمعية بالتعاون مع إدارة الأزمات والطوارئ والكوارث وعدة جهات أخرى معنية في تقديم الدعم للمتضررين وتكفلت بتسكينهم وتوفير كافة احتياجات المعيشة إلى جانب مساعدات مالية وصيانة وإعادة ترميم وتأثيث البيوت التي تضررت ليتمكنوا من العودة مجدداً إلى حياتهم الطبيعية بفضل الله ومن ثم بدعم المحسنين.

وتابع: وعلى إثر السيول التي غمرت عدة مناطق في الذيد سنة 2016 ولحقت بالسكان أضرار كبيرة، بادرت الجمعية إلى تقديم الدعم لأكثر من 20 أسرة من المتضررين حيث تم توزيع المساعدات التي اشتملت على المواد الغذائية، والملابس والأحذية بجانب الأغطية الثقيلة.

وأردف: وفي واقعة مأسوية ألمت بأسرة منكوبة فُقدت أماً وطفلتها في حريق منزل وقع بمسكنها بإمارة الشارقة سنة 2018، سارعت الجمعية للتكفل بتأمين مساعدات مالية وسكن بديل في إحدى الشقق الفندقية بالشارقة، لحين الانتهاء من إجراءات استئجار مأوى لهم وتأثيثه، عوضاً عما دمرته نيران الحريق.

وأضاف ابن بيات بقوله: وقبل انقضاء الربع الأول من عام 2017 وتحديداً في شهر مارس، اندلع حريق بأحد الكرافانات السكنية للعمال في خور كلباء، والذي تسبب في وقوع خسائر وأضرار للعمال، وعلى إثرها سارعت الجمعية إلى تشكيل فريق إغاثي من موظفي فرعها في كلباء، لتحديد أعداد المتضررين من الحريق ودراسة أحوالهم والوقوف على أوضاعهم وحجم الأضرار التي ألمت بهم، حيث تم شراء المواد الإغاثية التي اشتملت على الوجبات الغذائية وملابس الكسوة والبطانيات وتوزيعها على كافة المتضررين الذين بلغت أعدادهم نحو 100 عامل حيث كانت بمثابة طوق النجاة لهم بعد تعرض متعلقاتهم للحريق والتلف، وفي حادث آخر لحريق اندلع في إحدى المستودعات بدبا الحصن، لم تتأخر الجمعية عن المشاركة مع أجهزة الدفاع المدني بمدينة دبا الحصن، في عمليات الإطفاء والقيام بتقديم الدعم اللازم.

وفي سياق متصل تدخلت فرق الجمعية بشكل عاجل لدعم متضرري حريق برج إيبكو بمنطقة النهدة بالشارقة، والذي تعرض للحريق سنة 2020 حيث تم على الفور اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لتقديم كافة صور الدعم لمتضرري الحريق.

وفي خضم جائحة كورونا التي عصفت بالعالم أجمع، وتعرضت على إثرها دولة الإمارات لوضع استثنائي وضعت على إثره عدداً من القيود من أجل احتواء الجائحة ومواجهة خطر انتشارها، وفي هذا الصدد قدمت الجمعية أدوارا بارزة منذ اللحظة الأولى للأزمة قُدرت بما يزيد عن 15 مليون درهم، حيث تم احتواء طلبة المدارس أبناء الأسر المتعففة من خلال توفير أجهزة الحاسوب للاستفادة من مبادرة التعلم عن بعد التي أتاحتها الجهات المختصة تماشياً مع الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها، كما تم صرف حزمة من المواد الغذائية للأسر المتضررة والعمال التي تأثرت أوضاعهم الاقتصادية جراء الأزمة، وقامت الجمعية على توزيع الوجبات الغذائية يومياً لطلبة سكن الجامعة المبتعثين ممن تعذر سفرهم لبلادهم، إلى جانب تفريج كربة عدد من النزلاء على ذمة قضايا تعثر مالي منذ بداية الأزمة، بالتعاون مع الجهات المختصة في شرطة الشارقة وعجمان وأم القيوين، إلى جانب دعم فرق الدفاع الأول وكذلك المصابين المتواجدين بالحجر الصحي.

وأكمل نائب رئيس مجلس الإدارة حديثه قائلاً "وقبل نهاية عام 2021 وتحديداً في غضون شهر سبتمبر، ومن خلال برامج التعاون بين الجهتين، تمكنت جمعية الشارقة الخيرية بالتنسيق مع القيادة العامة لشرطة الشارقة من توفير تذاكر سفر لـ 12 شخصاً من الجنسية الكولومبيو والبرازيلية، تقطعت بهم سبل العودة إلى بلدانهم بعد نفاد أموالهم، مما دفع الجمعية إلى التكفل بتوفير تذاكر سفرهم ليعودوا إلى أوطانهم بفضل الله.

وفي واقعة مشابهة وقعت خلال عام 2018 كان أبطالها 10 أشخاص من الجنسية الروسية كانوا في طريقهم إلى دخول الأراضي السعودية لأداء مناسك العمرة، ولكنهم تعرضوا لظروف قاسية حيث انتهت صلاحية تأشيرات الدخول بهم إلى المملكة عقب وصولهم أرض الإمارات، فقاموا بتقديم طلب إصدار تأشيرة عمرة مجدداً إلا أنه تم رفض الطلب من قبل الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية لعدم استيفاء شرط مرور شهرين على التأشيرات المنتهية صلاحيتها، فتعذر عليهم التحرك فمكثوا داخل حافلتهم لفترة غير قصيرة، ومع وصول نبأهم إلى جمعية الشارقة الخيرية، بادرت الجمعية إلى إغاثتهم من خلال توفير سكن مناسب لهم بأحد الفنادق، ومخاطبة إحدى حملات الحج والعمرة لاستخراج تأشيرات لهم على نفقة الجمعية، وهو ما تم بالفعل حيث تم استخراج التأشيرات لجميع أفراد الوفد مع حجز فنادق إقامة لهم قريبة من الحرم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومنح كل فرد منهم مصروف شخصي يكفي احتياجاتهم خلال فترة الرحلة، وتم توديعهم خلال مغادرتهم إلى الأراضي السعودية من أمام مسكنهم، مؤكداً أن هذه المبادرة كان لها جليل الأثر في نفوس الوفد وارتسمت السعادة على وجوههم، وظلت دعواتهم التي تحمل الخير لأهل الإمارات، وترابها لما رأوه من مبادرة أهلها وحسن ترحيبهم وإغاثتهم للملهوفين.

وأشار محمد بن بيات إلى أن جميع هذه الأحداث تبرهن حجم جاهزية الجمعية للمساندة وتقديم الدعم السريع لمستحقيه، مشدداً على أن جميع فرق العمل في حالة استنفار دائم لأي عارض يقع للقيام بالأدوار المنوط بها وفق سياسة عمل ورسالة الجمعية وأهدافها الإنسانية انطلاقاً من التوجيهات السامية لقيادتنا الرشيدة وعملاً بمبدأ المسئولية المجتمعية بما يخدم المجتمع ويعود على الوطن والمواطن وكل من يقيم على أرض الإمارات بالنفع والخير ورفعة الوطن الغالي.