لا تزال أفغانستان ترزح تحت وطأة حرب أنهكتها لسنين، وفقر استشرى بين أوصالها، لكن القحط عمق من أوجاعها، حيث عاكستها الطبيعة لتزيد من أنين البطون الخاوية لسكانها، إذ لم تشهد أفغانستان أي تساقط للثلوج تقريباً حتى منتصف يناير في مؤشر جديد على التداعيات الجسيمة للاحتباس الحراري في الدولة الواقعة بآسيا الوسطى والمعتادة عموماً على فصول شتاء قاسية، حسبما يرى خبراء.
الشارقة 24 - أ.ف.ب:
لم تشهد أفغانستان أي تساقط للثلوج تقريباً حتى منتصف يناير في مؤشر جديد على التداعيات الجسيمة للاحترار المناخي في الدولة الواقعة بآسيا الوسطى والمعتادة عموماً على فصول شتاء قاسية، حسبما يرى خبراء.
وأرغم انخفاض مستوى الأمطار بشكل استثنائي في بلد يعول بشكل كبير على الزراعة، الكثير من المزارعين على تأخير الزرع.
وقال مسؤول شؤون التغير المناخي في الوكالة الوطنية لحماية البيئة روح الله أمين "في السنوات الماضية كان لدينا بحلول يناير كمية كبيرة من الأمطار والثلوج، ولكن الآن ليس لدينا ما يكفي منهما على الإطلاق".
وأضاف إن الأمر مقلق جداً، إذ يمكن أن تضرب موجات جفاف قاسية في المستقبل ما سيشكل ضغطاً كبيراً على موارد الرزق والقطاع الاقتصادي.
وأفغانستان من أكثر الدول تأثراً بالتغير المناخي وتعاني من الجفاف للسنة الثالثة على التوالي، بحسب الأمم المتحدة.
ويهدد غياب الثلوج التي توقع خبراء أرصاد جوية تساقطها في ديسمبر، الكتلة الثلجية الحيوية التي توفر المياه في الأشهر الحارة، بحسب أمين.
خطير جداً
أجرى أعضاء من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) جولة بطائرة فوق أفغانستان في الأيام القليلة الماضية من محافظة هلمند إلى كابول.
وأفاد المتحدث باسم المنظمة روبرت كلويفر، أنه لا يوجد على قمم جميع الجبال أي ثلوج إطلاقاً، مضيفاً أن المسألة تشكل خطراً.
ويبقى المزارعون في جنوب غرب البلاد هم الأكثر تضرراً جراء الجفاف وفق أمين، يليهم أولئك في محافظات جنوبية، وإن كانت الأحوال المناخية الجافة أثرت على كل مناطق البلاد.
ففي محافظتي غزنة وباكتيكا الواقعتين شرقا تساقطت بضع سنتمترات من الثلوج في الفترة الأخيرة، فيما شهدت محافظة بادخشان الجبلية أول الثلوج هذا الأسبوع.
وحتى على ارتفاع 3800 متر قرب ممر سالنغ في جبال هندوكوش، لا تُشاهد سوى بقع من الثلج على الأرض الصخرية، وهو أمر غير مألوف في منتصف يناير.
For an optimal experience, please
