طالبت جنوب إفريقيا في القضية المقامة أمام محكمة العدل الدولية، والتي اتهمت فيها إسرائيل بممارسة أفعال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، الخميس، بتعليق عاجل للهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني، والتي تقول جنوب إفريقيا إنه يهدف إلى "تدمير السكان" بغزة.
الشارقة 24 – رويترز:
اتهمت جنوب إفريقيا الخميس، إسرائيل بممارسة أفعال إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في بداية جلسات الاستماع بقضية مقامة أمام أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، بشأن الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة في غزة.
وتطالب جنوب إفريقيا في القضية المقامة أمام محكمة العدل الدولية، المعروفة أيضاً باسم المحكمة الدولية، بتعليق عاجل للهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني، وتقول جنوب إفريقيا إنه يهدف إلى "تدمير السكان" في غزة.
وقال تمبيكا نجكوكايتوبي المحامي لدى المحكمة العليا في جنوب إفريقيا "إسرائيل لديها نية إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة".
وأضاف "هذا واضح من الطريقة التي يتم بها تنفيذ هذا الهجوم العسكري"، وتابع قائلاً "نية تدمير غزة تمت رعايتها على أعلى مستوى في الدولة".
وترفض إسرائيل اتهامات الإبادة الجماعية، وتتهم بريتوريا بلعب دور "محامي الشيطان" لصالح حركة "حماس".
وتعرّف معاهدة منع ومعاقبة الإبادة الجماعية لعام 1948 الإبادة الجماعية، بأنها "الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لمجموعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية".
وتشير جنوب إفريقيا إلى حملة القصف الإسرائيلية المتواصلة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 23 ألف شخص في قطاع غزة الصغير المكتظ بالسكان، وفقاً لبيانات السلطات الصحية في غزة التي تديرها حماس.
وقالت عادلة هاشم، المحامية بالمحكمة العليا في جنوب إفريقيا "يومياً، هناك خسائر متزايدة وغير قابلة للتعويض في الأرواح والممتلكات والكرامة والإنسانية للشعب الفلسطيني".
وأضافت "لا شيء سيوقف المعاناة إلا بأمر من هذه المحكمة"، وطالبت جنوب إفريقيا محكمة العدل الدولية، بإصدار أمر لإسرائيل بتعليق حملتها العسكرية.
وشنت إسرائيل حرباً واسعة بعد هجوم مباغت عبر الحدود في السابع من أكتوبر، نفذه مسلحو حماس، وتقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص وخطف 240 آخرين.
وقال وزير العدل رونالد لامولا إن جنوب إفريقيا تدين هجوم حماس في السابع من أكتوبر، لكنه أضاف أن أي هجوم، حتى لو كان يتضمن جرائم فظيعة، ليس مبرراً لانتهاكات اتفاقية الإبادة الجماعية.
ولطالما دافعت جنوب إفريقيا بعد حقبة الفصل العنصري عن القضية الفلسطينية، وهي العلاقة التي تشكلت عندما رحبت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، بنضال المؤتمر الوطني الأفريقي ضد حكم الأقلية البيضاء.
وتستمع محكمة العدل الدولية الخميس، إلى حجج جنوب إفريقيا، وسترد إسرائيل الجمعة على الادعاءات.
ومن المتوقع أن يصدر حكم في وقت لاحق من هذا الشهر، بشأن الإجراءات العاجلة، لكن المحكمة لن تصدر حكمها فيما يتعلق باتهامات الإبادة الجماعية في الوقت الراهن، إذ قد تستغرق هذه الإجراءات سنوات.
وقرارات المحكمة نهائية وغير قابلة للاستئناف، لكن ليس لدى المحكمة آلية لتنفيذها.
ومع جذب هذه القضية المشحونة سياسياً اهتماماً عالمياً، خطط مؤيدو كلا الجانبين في القضية لتنظيم مسيرات وتجمعات في لاهاي.
ونظم آلاف المحتجين المؤيدين لإسرائيل مسيرة في وسط المدينة في درجات حرارة متجمدة في وقت مبكر من الخميس، حاملين الأعلام الإسرائيلية والهولندية، ولافتات عليها صور الأشخاص الذين احتجزتهم حماس كرهائن.
وضمن الوجود المكثف لقوات الشرطة الفصل بين المسيرة المؤيدة لإسرائيل والمسيرة المؤيدة للفلسطينيين، مع وجود دخان باللونين الأحمر والأخضر، يرمز إلى العلم الفلسطيني.
وأشارت جنوب إفريقيا في أوراق القضية إلى عدم قيام إسرائيل بتوفير الغذاء والماء والدواء، وغيرها من المساعدات الإنسانية الأساسية لقطاع غزة، الذي تديره حماس منذ عام 2007 بعد عامين من إنهاء إسرائيل لاحتلال دام 38 عاماً.