أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حريص على تعزيز بيئة التسامح، وتعميق جسور الود والأخوة والمحبة والسلام في الوطن والعالم، وحتى يكون البشر أعضاء صالحين في المجتمع، يتعايشون معاً ويعمرون الأرض، ويحافظون على كرامة الإنسان في كل مكان. جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها معاليه في احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية بأبوظبي بعيد الميلاد المجيد.
الشارقة 24 - وام:
قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، "نحن في الإمارات في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، نؤكد أن دولتنا تسير بعزمٍ وثقة كامتداد طبيعي للحضارة العربية والإسلامية الخالدة التي كانت تسعى ولا تزال لتعميق جسور الود والأخوة والمحبة والسلام في مسيرة الوطن والعالم، وحتى يكون البشر أعضاء صالحين في المجتمع، يتعايشون معاً ويعمرون الأرض، ويحافظون على كرامة الإنسان في كل مكان".
مؤكداً أن صاحب السمو رئيس الدولة حريص كل الحرص على دعم وتعزيز بيئة التسامح والتعاطف التي تسمح للجميع بممارسة شعائرهم وحياتهم وأعمالهم بحرية وأمان وسلام.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها معاليه في احتفالات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية بأبوظبي بعيد الميلاد المجيد، بحضور عدد من القيادات الفكرية والدينية وسعادة السفير شريف محمود سفير مصر لدى الإمارات.
وفي بداية كلمته قال معاليه مخاطباً كافة الحضور: "أحييكم أطيب تحية، وأشكر لكم دعوتكم الكريمة لي لحضور هذا الاحتفال السنوي المتجدد، بعيد الميلاد المجيد، وأنتهز هذه المناسبة، لأهنئكم بالعيد، راجياً بعون الله، أن يكون باستمرار، مناسبة روحية مهمة، تحمل معاني المحبة والتآلف والسلام، بل وراجياً كذلك، أن تكون الكنيسة القبطية، دائماً، وكما تريدون لها، منارةً تفيض بالخير والتعاطف والعطاء، وتعمل على تأكيد مبادئ التعايش والتسامح لدى الجميع.
وأضاف "إن لكم دائماً، أيها الإخوة والأخوات، فيما يمثله السيد المسيح عليه السلام، وأنتم تحتفلون اليوم بذكرى مولده لكم فيما يمثله نموذج وقدوة في الحث على تحقيق الخير والمحبة والسلام، وذلك اعتزازاً بأن الله سبحانه وتعالى، قد جعله -عليه السلام- مباركاً أينما كان وآية للناس ورحمة منه للبشر أجمعين، وإن لكم اليوم أيها الإخوة والأخوات أن ترددوا في صلواتكم أنشودة الميلاد بأن المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة، وإن لكم اليوم أن تعتزوا بأن رسالة ميلاد المسيح هي رسالة السلام والغفران، وأن ذكرى مولده هي مناسبة ندعو الله فيها أن يحقق السلام والأمان لمصر وللإمارات ولسائر البلاد العربية، بل وللعالم أجمع".
وأوضح معاليه أن قداسة البابا تواضرس الثاني، في هذه المناسبة عبر بصدق عن كل ما نرجوه للإنسانية حين قال في صلاته "نرفع قلوبنا إلى الله تبارك اسمه، نُصلي من أجل حفظ وسلام بلادنا، والسلام في كل مكان، وليُنجي الله الشعوب من ويلات الحروب والنزاعات، ونُصلي من أجل الحكمة لكل الرؤساء وقادة الحكومات والجيوش لكي تسود المحبة، ويعم السلام على كل البشر".
وعبّر معاليه عن سروره بوجوده في احتفال الكنيسة بيوم الميلاد المجيد، مؤكداً أن مبعث هذا السرور يتمثل في "أننا نجسد معاً في هذا الاحتفال أفضل ما في مسيرة الإمارات الحبيبة من مبادئ التعايش والتواصل والحوار، بل والعمل المشترك، بين كافة سكانها، عبر اختلافاتهم الثقافية والعِرقية والدينية؛ نحن ولله الحمد دولة تحرص بكل قوة على أن تكون وفية ومخلصة لمبادئ الإسلام الحنيف، وتعاليمه الخالدة، في التسامح الراقي، والاحترام المتبادل، بين أتباع الأديان والمعتقدات"، وتؤكد دائماً على قيم التآخي والتواصل بين الجميع وصولاً إلى تحقيق الخير والسلام والسعادة في ربوع الوطن والعالم.
ووجه معاليه كلمته إلى كافة الحضور قائلاً: "اسمحوا لي في هذه المناسبة العزيزة عليكم أن أعبر معكم عن سعادتنا البالغة بما يمثله هذا اللقاء من تجسيد صادق للروابط والعلاقات العميقة بين شعبي مصر والإمارات، وحرصنا معاً على تنمية هذه الروابط، لما فيه مصلحة البلدين ومصلحة الأمة العربية، بل ومصلحة العالم أجمع، نحن في الإمارات ندعو الله لمصر الشقيقة بالتقدم والرخاء، ونؤكد باستمرار اعتزازنا وفخرنا بأن بلدينا الشقيقين، ملتزمان قيادةً وشعباً، بتعميق جسور المحبة والتعاون، على جميع المستويات، وأن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، حريصة كل الحرص على تنمية علاقاتها مع جميع الأشقاء، ومصر العزيزة في المقدمة والطليعة دائماً، ندعو الله سبحانه وتعالى أن تستمر مصر العربية وهي قوية بأبنائها، عزيزة بتاريخها، منيعة بقائدها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، دولة واثقة بمستقبلها، فخورة بإنجازاتها، حريصة كل الحرص، على تراثها الخالد، وثقافتها الرائدة، التي كانت بها دائماً، حيةً وقوية، عبر كل العصور والأزمان.
واختتم معالي الشيخ نهيان بن مبارك كلمته قائلاً: "أدعو الله سبحانه وتعالى، أن يُعيد عليكم هذا العيد المجيد وأنتم في سلامٍ ورخاء، وأدعوه جل وعلا.. أن يَمُن على مصر والإمارات، بدوام الأمن، والاستقرار والازدهار، وأن يكونا معاً، مراكز متطورة، للتواصل الإنساني، والإشعاع الحضاري".
ومن جانبه قال القس بيشوي فخري، راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية في أبوظبي: "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة، أهنئكم بعيد الميلاد المجيد وبالسنة الميلادية الجديدة، ويطيب لي في بدء حديثي أن أتقدم بالشكر، أولاً لربنا له كل المجد الذي أعطانا العمر، وأن نعبده بكل سهولة ويسر في دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة التسامح المضيافة، وأتقدم بخالص الشكر والامتنان مقروناً بدعوات قداسة البابا تواضروس الثاني إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأيده على كل ما يقدمه لكل المقيمين من دعم ومساعدة لكي يحيوا حياة كريمة، وأن يتمتعوا بحرية العبادة لله له كل المجد". معرباً عن شكره لقيادة وشعب دولة الإمارات.
ومن جانبه عبر السفير شريف عيسى، سفير جمهورية مصر العربية لدى الدولة، عن سعادته بأن يتم هذه الاحتفال على أرض الإمارات الطيبة، مشيداً بقيادتها الرشيدة وشعبها الكريم، كما قرأ سعادته نص برقية التهنئة التي أرسلها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، والتي أكد فيها على عمق العلاقات بين الإمارات ومصر، ودور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في دعم ورعاية بيئة التسامح والتعايش، لكي ينعم كل من يعيش على أرضها بالخير والأمان وممارسة شعائره الدينية بكل حرية.