نظم بيت الطفل "كنف" التابع لإدارة سلامة الطفل في الشارقة، ورشة عمل تحت عنوان "تقنيات الاستماع الفعّال إلى الأطفال ضحايا الإساءة، باستخدام فنيات الأسلوب السقراطي في طرح الأسئلة"، واستهدفت 50 طبيباً وطبيبة وأعضاء الكادر الإداري في مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال.
الشارقة 24:
في إطار برنامجه التدريبي المكثف لبناء قدرات العاملين في المجال الطبي من الأطباء والموظفين، خلال مقابلة الأطفال ضحايا الإساءة والعنف، نظم بيت الطفل "كنف"، التابع لإدارة سلامة الطفل في الشارقة، ورشة عمل تحت عنوان "تقنيات الاستماع الفعّال إلى الأطفال ضحايا الإساءة، باستخدام فنيات الأسلوب السقراطي في طرح الأسئلة، استهدفت 50 طبيباً وطبيبة وأعضاء الكادر الإداري في مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال، وذلك تأكيداً على دور القطاع الصحي كشريك استراتيجي في التعامل مع ضحايا الإساءة من الأطفال، ومساعدتهم بمهنية عالية وفق منهجية التواصل الفعال.
وتناولت الورشة، التي قدمتها الدكتورة بنة يوسف بوزبون مسؤول الصحة النفسية في "كنف"، عدة محاور، منها المبادئ والقواعد التوجيهية لتقديم الخدمات الصحية للأطفال ضحايا العنف والإساءة، والإرشاد والتوجيه، ومؤشرات تعرض الطفل للعنف أو الإساءة، ومهارات الاستماع الفعّال للطفل، مسلطةً الضوء على أهمية استخدام تقنيات الأسلوب السقراطي في طرح الأسئلة عند التعامل مع الأطفال.
الحوار وتعزيز الثقة
ويقوم الأسلوب السقراطي في طرح الأسئلة، الذي ينسب للفيلسوف والمدرس اليوناني "سقراط"، على الحوار والتفاعل بين طرفين، بهدف تحفيز التفكير العميق واستكشاف المشاعر من خلال الإجابات المقدمة، وجاء اختيار "كنف" لهذا الأسلوب لما له من أثر كبير في حماية نفسية الطفل، وتعزيز ثقته بالأشخاص المعنيين بالوصول للحقيقة، وتكريس حالة من الأمان والأريحية أثناء طرح الأسئلة.
وأكدت الورشة، أهمية إعطاء الطفل الفرصة لقول ما يريده، والاستماع إليه وإدراك المشاعر المرتبطة بكلماته، مع ضرورة الانتباه إلى لغة الجسد وتعابير الوجه والإيماءات، ومراعاة الجلوس أو الوقوف على نفس مستوى الطفل والاقتراب منه لمسافة كافية لإظهار الاهتمام به، على ألا تكون قريبة جداً إلى حد يُشعر الطفل بعدم الراحة.
وتطرقت الورشة، إلى أهمية التحلي بالصبر والهدوء والتفاعل مع الطفل، وتركه يروي تفاصيل قصته بالسرعة والطريقة التي تناسبه، والانتظار حتى الانتهاء من كلامه، وتشجيعه على الاستمرار بالتحدث، وفي الوقت تجنب الضغط عليه أو استعجاله أو مقاطعته.
وتناولت الورشة، المراحل الخمس لحماية الطفل، وهي الاستماع للطفل والشعور بألمه وعدم إصدار الأحكام عليه، والاستفسار عن احتياجاته ومخاوفه واهتماماته والاستجابة لها، وتفهم الطفل وتصديقه، وتعزيز أمنه وسلامته ومناقشة خطط حماية نفسه، وتوفير الدعم الكامل له من خلال مساعدته على الوصول إلى المعلومات والخدمات والدعم الاجتماعي.
مجتمع متعاون.. طفل سليم
وحول أهمية الورش والبرنامج التدريبي، أكدت أمينة الرفاعي مدير مركز "كنف"، أن منهج عمل المركز يقوم على مبدأين أساسيين هما، الشراكات ونشر الوعي، مشيرةً إلى أن حماية الطفل وتأمين نشأة سليمة للأجيال مرتبطان بوجود مجتمعٍ متعاونٍ وواعٍ بأدق تفاصيل التعامل مع حالات الإساءة للأطفال، وأكثرها احترافية.
وأضافت الرفاعي، مع انطلاق أعمال "كنف"، شهدنا تعاوناً غير مسبوق من مختلف الهيئات والمؤسسات في إمارة الشارقة، ولمسنا حرص كافة مكونات المجتمع على تقديم كل عوامل النجاح لهذه المبادرة، وهو ما يؤكد توافق الإمارة على مبدأ بناء الإنسان والاهتمام بطفولته ليكون رافداً لمسيرة الشارقة التنموية ومساهماً و في رفعة وطنه ومجتمعه.
وينظم "كنف"، خلال شهر يناير المقبل، ورشة العمل الثانية في مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال، تحت عنوان "آليات كتابة التقارير الطبية الشرعية في مجال حماية الطفل"، بمشاركة الأطباء الشرعيين في إدارة الطب الشرعي التابعة لوزارة العدل، وتتناول الورشة، التي تقدمها الدكتورة بنة، أفضل الآليات في كتابة تقارير الطب الشرعي ذات العلاقة بحالات الاشتباه بالاعتداءات ضد الأطفال، كما سيتم التطرق إلى اقتراح نموذج موحد للتقارير يستوفي كافة الشروط اللازمة ويغطي كافة النواحي بطريقة مهنية واضحة ومباشرة.