جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
أحياها جاكيتي وهبة والعبد وجوب

شعراء ينشدون للوجه الآخر للحياة في أمسية بيت الشعر بالشارقة

27 ديسمبر 2023 / 8:58 AM
صورة بعنوان: شعراء ينشدون للوجه الآخر للحياة في أمسية بيت الشعر بالشارقة
download-img
الشاعر محمد عبد الله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة متوسطاً الحضور الكبير
نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة، ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء، أمسية شعرية الثلاثاء 26 ديسمبر 2023، شارك فيها الشعراء: جاكيتي الشيخ سك، وهبة شريقي، وعبد الله العبد، ومحمد الأمين جوب، بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي مدير بيت الشعر.
الشارقة 24:
 
ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء، نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة، أمسية شعرية الثلاثاء 26 ديسمبر 2023، شارك فيها الشعراء: جاكيتي الشيخ سك، وهبة شريقي، وعبد الله العبد، ومحمد الأمين جوب، بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي مدير البيت.

 قدم الأمسية الإعلامي يوسف علي، الذي أشاد بما قدمه بيت الشعر من فعاليات إبداعية، تعود عليها الجمهور الحاشد الذي ملأ ساحة البيت، وألفها طوال العام، مثمناً الدعم اللا محدود من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي سجلت مبادراته الثقافية حضوراً مشعاً على امتداد الزمن، بما يعكس مدى اهتمام سموه بالشعر والشعراء.

وقد حلقت قصائد الشعراء في فضاءات الدهشة، وعبرت عن فلسفة الحياة، ودارت في فلك الذات، فأثرت بطابعها الوجداني في الحضور، إذ تغنوا بالحب ومواجده، والتحموا بذائقة الجمهور الذي تفاعل مع مشاعرهم وكلماتهم التي عبرت عن نماذجهم الإبداعية، ومدى قدرتهم على بلورة أحاسيسهم في تجسيد معاني الفقد والعتاب، واستعادة الذكريات، ومن ثم برع بعضهم في كتابة المدائح النبوية، في ظل حضور كثيف ونوعي من قبل محبي الشعر.
 
افتتح القراءات الشاعر جاكيتي الشيخ سك الذي ألقى قصيدة "بساط النور"، التي أظهرت عفويته ببعدها الجمالي، وهو يترجم ببوح صادق في واحدة من مدائحه النبوية، أساليب التعبير المبتكر في تضفير الصورة، وحملها على محمل الجمال، فيقول:

يا من قصدتكَ كي تُبدِّدَ حَيرتِي
فإذا بذاتي منك تنهلُ كَوثرَا
وإذا بأنفاسي تُرَتِّلُ شَجوَهَا
وكأنَّ داووداً بها قد زمَّرَا
فلقد عبرتَ الدهرَ كُنْهَ بشارة
وانداحَ بالغفران ذكرك مذ سَرَى
 
وواصل القراءة بقصيدة أخرى حملت عنوان "معراج" التي تفيض بالمشاعر النبيلة، إذ يخاطب فيها الشاعر وجهاً آخر للحياة وهو مستبشر بما ينسج من معانٍ رقيقة وعذبة، فيقول:

يا مَن بحضنِ جمالِكِ المسحوقِ
وطنٌ يُؤَذّن معلناً تطويقي
وطنٌ تلُوحُ على مَدَى بصماتِه
مِنّي الجذورُ فيستثيرُ بَريقِي
يا مَن بحضنكِ كلُّ ما أمَّلتُه
مُذ جئتُ في فلك الحياة طَريقِي
 
وقرأت الشاعرة هبة شريقي أول نصوصها الشعرية الذي حمل عنوان "عكس السراب" ويحمل دلالات مرهفة تخضع للتأمل، فهي تبوح بما في داخلها من مواجد من خلال هذه الكلمات:

مُستصغِراً كُلَّ المخاوفِ قلبي
يعدو غزالاً في أقاصي الحُبِّ
لمْ يلتفِتْ أبداً مخافةَ غادرٍ
بل كي يُطمئنَني بأنَّكَ قُربي
في الأمسِ وشوشَتِ الطيورُ فِراخَها:
"بعضُ القلوبِ تطيرُ عكسَ السّربِ"
 
ثم قرأت قصيدة أخرى بعنوان "شيءٌ يكرهُ الأشياء" التي عبرت فيها بجسارة عن لذع البوح، في جمل متتابعة تستحضرها من عبق الذاكرة فتقول:

هُمْ أحرقوكَ وهُمْ رشّوا عليكَ الماءْ..
هُم لم يسيؤوا، ولكن أنتَ مَن يستاءْ!
مُذْ صرتَ لُعبتَهُمْ تبكي بلا سببٍ
وتستحيلُ إذا أغضبتَهُمْ أشلاءْ..

وألقى الشاعر محمد الأمين جوب ثالث شعراء الأمسية قصيدة بعنوان "آخر مقامات التجلي"، والتي تعبر عن ثرائه الجمالي، وإرادته المتنامية وهو يمدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بأسلوب جمالي خالص فيقول:

إن قِيلَ: أَحْمَدُ يُصْغِي الكَوْنُ أَحْرُفَهُ
وحَيْثُ نَادَى تُلَبِّي أمَّةٌ وَقُرَى
مُحَمَّلاً بِهُمُومِ الآخَرِينَ لَهُ
قَلبٌ إذَا نَامَ يَغفُو يَحْضنُ السُّوَرَا
سَعَى إلَى الله مُنذُ المَهْد يحملُ في
صحْرَاء مكّةَ قَلْباً أبيضاً نَضرَا

ثم قرأ قصيدة أخرى حملت عنوان "سليل الأُغْنيَات" التي يعبر من خلالها عن أبعاده الرمزية في صياغة واقعه بمفردات مشوقة، فيقول:
 
أَنَا يَا سَلِيلَ الأُغْنِيَاتِ غَزَالَةٌ
تَرَكَتْ وَرَاءَ المُتْعَبِينَ نَشَامَى
أَنَا مُتْرَعٌ جِدًّاً وَمُزْدَحِمٌ دَمِي
يَرْتَجُّ والدُّنيَا تَهبُّ لِمَامَا
قَالُوا مَن البطل الكَبِيرِ فقل لهمْ
أَنَا فِي الهَوَى بَطَلٌ بِهِ أَتَسَامَى

وقرأ الشاعر عبد الله العبد آخر شعراء الأمسية قصيدة بعنوان "اللؤلؤة" التي تشف عن أشجان يجترها الشاعر من معين حكاياته، عبر لوحات وصفية تفيض بالشجن، فيقول:
خذيني حيث شئتِ وأنتِ أدرى
بما لا أستطيع عليه صبرا
ولا ترضي عن الشعراء حتى
يقولوا كل شيء عنكِ شعرا
ولا ترضي عن الشمس التي لم
تقل لكِ كلما أشرقتِ: شكرا

ثم قرأ قصيدة أخرى بعنوان "سيرة ذاتية" التي حفز من خلالها ذاكرته، فعبر عما استقر في وعيه من أشجان، فهو يلتقط مشاعره المختفية في الذات ويبلورها في هذه الإيقاعات، فيقول:

سموك عبد الله كنتَ فراشةً
للشمس عبد الله لا للظلِّ
سموك في ملأٍ يجرُّ عقيقةً
ونسوك وانشغلوا بذاك الحفلِ
ماذا سيبكي الماء يا ابن ثلاثةٍ
ماذا سيبكي والبكاء تخلِّ

وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي، شعراء الأمسية ومقدمها.
December 27, 2023 / 8:58 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.