حملة "خيرية الشارقة" تنهي آلام عشرات الأطفال في كينيا

الشارقة 24:

أنهت حملة القلوب الصغيرة التي نفذتها جمعية الشارقة الخيرية، أعمالها الإنسانية في كينيا بعد إجراء ما يزيد عن 44 عملية جراحية للأطفال المصابين بأمراض قلبية شديدة الخطورة، وفحص ما يزيد عن 500 آخرين، بمعرفة الفريق الطبي التابع للحملة التي تم تسييرها بمرافقة وفد إداري من الجمعية برئاسة سعادة سعيد غانم السويدي عضو مجلس الإدارة، ووفد طبي برئاسة الدكتور أحمد الكمالي استشاري قسطرة قلب الأطفال بمستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال بالشارقة.

وقد أدت الحملة مهمتها الإنسانية وتم القيام بفحص ما يزيد عن 500 طفل من سكان المناطق التابعة لمدينة ممباسا وكذلك المناطق المجاورة لها، وقد بينت الفحوصات خطورة الحالة الصحية لعدد منهم، وتم إجراء العمليات الجراحية لصالح 44 طفلاً، منهم 15عملية القلب المفتوح، و29 عملية قسطرة القلب.

وقال سعيد غانم السويدي عضو مجلس الإدارة: إن حملة القلوب الصغيرة من أسمى مشاريع المساعدات العلاجية التي يتم تقديمها للأطفال الذين ولدوا بأمراض قلبية تستدعي التدخل العلاجي العاجل، وقد تم تسيير أول هذه الحملات عام 2009 من خلال فريق طبي متعاون برئاسة الدكتور الإماراتي أحمد الكمالي، ومنذ ذلك الحين والحملة تواصل عملها في مختلف دول العالم من خلال التنسيق المسبق مع وزارة الخارجية وسفارات الدولة في البلدان المشمولة بمساعدات ومكاتب الجمعية الإقليمية.

وقد اعتادت الجمعية على تدشين حملة القلوب الصغيرة في جمهورية كينيا الصديقة والتي تعاني مستويات منخفضة من برامج الرعاية الصحية، ما دفعنا إلى التركيز على تسيير عدة حملات في مناطق مختلفة عبر أوقات سابقة، وها هي حملة جديدة تم تنفيذها في غضون بضع أيام أثمرت عن علاج 44 طفلاً خضعوا لجراحات القسطرة والقلب المفتوح بتكفل كامل من المتبرعين أصحاب الأيادي البيضاء الذين آمنوا برسالة الجمعية وأهدافها.

وأكد السويدي أن الجمعية نفذت منذ 2009 وحتى يومنا هذا ما يزيد على 43 حملة ضمن حملات القلوب الصغيرة، وقد طافت هذه الحملات العديد من دول والعالم، حيث عالج فريقها الطبي أكثر من 1400 طفل، وأصبحت الحملة متواجدة بصورة دائمة في مبادراتنا الخيرية الموسمية كافة، وفي المناسبات الوطنية لتؤكد حرص الجمعية ودوافعها الإنسانية، وشعور أهل الإمارات بمعاناة إخوانهم في البلدان الفقيرة التي تفتقر إلى المقومات المادية لعلاج أطفالهم، مبيناً أن حملة القلوب الصغيرة لم تنجح في إنقاذ حياة آلاف الأطفال فحسب، بل غرست بذور الخير والعطاء في صدور هؤلاء الأطفال الذين تلقوا علاجهم من خلالها، ليكبروا ويتذكروا أن هذه الحملة كانت طوق نجاة لهم، وليكونوا بدورهم جزءاً فاعلاً في مبادرات إنسانية وتطوعية قد تسهم في إنقاذ حياة الناس في المستقبل، كما تم إنقاذهم من قبل في الماضي.

وبين السويدي أن الحملة استقبلت عدد من حالات الأطفال المصابين الذين توافدوا برفقة ذويهم فور من الدول المجاورة لكينيا، وأجريت لهم الفحوصات الطبية والعمليات الجراحية اللازمة، متوجها بالشكر الجزيل إلى المحسنين أصحاب الأيادي البيضاء على ما قدموه من دعم لمشاريع الجمعية وحملة القلوب الصغيرة، كما تقدم بالشكر إلى الفريق الطبي المتطوع مع الحملة والمتواجد معها في جميع محطاتها، كما وتوجه بالشكر الجزيل إلى سفارة الدولة في نيروبي على تعاونهم في تسهيل مهام وفد الجمعية في إنجاز مهمته الإنسانية. 

من جانبه قال الدكتور أحمد الكمالي، استشاري قلب الأطفال، رئيس الفريق الطبي لحملات "القلوب الصغيرة"، إن الحملة ذات طابع إنساني وخيري رفيع المستوى، إذ تتضافر جهود المحسنين والقائمين على جمعية الشارقة الخيرية، وكذلك أعضاء الفريق الطبي للحملة الذي يضم كادراً على مستوى عال من الكفاءة والخبرة في مختلف التخصصات المطلوبة، ما بين أطباء جراحة وعناية مركزة وتخدير وفريق الممرضين المتطوعين، في تحقيق أمنيات ذوي الأطفال الذين عجزوا عن علاج أطفالهم أمام الكلفة الباهظة لهذه العمليات الدقيقة.

وأضاف أن الفريق الطبي استهل عمله منذ اللحظة الأولى لوصوله إلى كينيا، وتم إجراء الفحص المبدئي لما يزيد على 500 حالة من الأطفال، بالتعاون مع الفريق الطبي المحلي في كينيا، ومن ثم تم البدء بعلاج الحالات الحرجة التي تتطلب التدخل الجراحي العاجل، مشيراً إلى أن الوفد تمكن من إجراء 44 عملية قسطرة وقلب مفتوح خلال أقل من أسبوع، وهو معدل عال جداً يعكس كفاءة الفريق الطبي المنفذ للحملة.

وأوضح الكمالي أن هذه الجراحات دقيقة للغاية، وتحتاج إلى تكاليف باهظة، والتي لن يكون بمقدور الأسر المتعففة توفيرها، فجاءت حملة «القلوب الصغيرة» بمثابة منحة من الله عز وجل، عبر جمعية الشارقة الخيرية، ومتبرعيها وداعميها لتخفيف الآم هؤلاء الأطفال، حتى يقضوا حياتهم بصحة وعافية.