جار التحميل...

°C,
في دراسة حديثة

في مفاجأة تنسف نظرية سائدة..حفريتان تكشفان امتصاص ذكر البعوض للدم

December 06, 2023 / 9:44 AM
لا يزال الاعتقاد سائداً إلى يومنا هذا بأن مئات الآلاف يموتون سنوياً بالملاريا على مستوى العالم بسبب لدغات إناث البعوض، التي تمتلك تشريحاً مناسباً للفم يفتقر إليه نظراؤها الذكور، لكن أقدم حفريتين عُثر عليهما ببلدة حمانا في لبنان، نسفت هذه النظرية التي عمّرت سنين في مفاجئة مدوية، إذ كشفتا أن الذكور لديهما أجزاء من الفم طويلة ثاقبة وماصة للدم.
الشارقة 24 –رويترز:

يموت مئات الآلاف على مستوى العالم سنوياً بسبب الملاريا وأمراض أخرى تنتشر بسبب لدغات البعوض وهي حشرات يعود تاريخها إلى عصر الديناصورات.

وكل هذه اللدغات تسببها الإناث، التي تمتلك تشريحاً مناسباً للفم يفتقر إليه نظراؤها الذكور.

ولكن الأمر لم يكن دائماً على هذا النحو، فقد أفاد باحثون أنهم اكتشفوا أقدم حفريتين معروفتين على الإطلاق للبعوض، وهي لذكرين محفوظين في قطعتين من العنبر يعود تاريخهما إلى 130 مليون سنة مضت إبان العصر الطباشيري، وعُثر عليهما بالقرب من بلدة حمانا في لبنان.

وأثار دهشتهم أن كان لديهما أجزاء من الفم طويلة ثاقبة وماصة، لا نراها الآن إلا في الإناث.

وذكر عالم الحفريات داني عازار من الجامعة اللبنانية ومعهد نانجينغ للجيولوجيا وعلم الحفريات التابع للأكاديمية الصينية للعلوم أنها كانت بالعة للدم.

وأضاف عازار، وهو المعد الرئيسي للدراسة التي نشرت هذا الأسبوع في دورية كارنت بيولوجي، "لذا يعد هذا اكتشافا عظيما في تاريخ تطور البعوض".

وكانت حشرتا البعوض المتحجرتان، وكلتاهما من نفس النوع المنقرض، متشابهتين في الحجم والمظهر مع البعوض الحديث لكن أجزاء الفم التي كانتا تستخدمانها للحصول على الدم أقصر مقارنة بأنثى البعوض اليوم.

وأوضح عازار أن البعوض من أشهر المتغذيات على دم البشر، ومعظم الفقاريات على الأرض، وهو ينقل عدداً معيناً من الطفيليات والأمراض إلى مضيفيه.

وتابع، أن إناث البعوض المخصبة فقط هي التي تمتص الدم، لأنها تحتاج إلى البروتينات لينمو بيضها، ويتغذى الذكور والإناث غير المخصبة على بعض الرحيق من النباتات، وبعض الذكور لا يتغذون على الإطلاق.

وتقتات ذكور بعض الحشرات الطائرة، مثل ذبابة تسي تسي، بالدم ولكن هذا لا ينطبق على بعوض العصر الحديث.

وأكد عالم الحفريات والمؤلف المشارك في الدراسة أندريه نيل من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس أن العثور على هذا السلوك في العصر الطباشيري مفاجأة كبيرة".

وذكر الباحثون أنهم يشتبهون في أن البعوض تطور من حشرات لا تستهلك الدم، ويفترضون أن أجزاء الفم التي أصبحت ملائمة لامتصاص الدم كانت تستخدم في الأصل لثقب النباتات للوصول إلى السوائل المغذية.

وأكد عازار أن الاكتشاف يعني أن البعوض الأول كان كله من آكلي الدم، بغض النظر عما إذا كانوا ذكوراً أو إناثاً، وفُقدت صفة ابتلاع الدم في الذكور لاحقاً، ربما بسبب ظهور النباتات المزهرة، والمعاصرة لتكون العنبر اللبناني.

وبيّن الباحثون إلى أنه رغم أن هذه هي أقدم الحفريات، فمن المحتمل أن يكون البعوض قد نشأ قبل ملايين السنين، وأضافوا أن الأدلة الجزيئية تشير إلى أن البعوض نشأ خلال العصر الجوراسي، الذي امتد من حوالي 200 مليون إلى 145 مليون سنة مضت.

وهناك أكثر من 3500 نوع من البعوض في العالم، وتوجد هذه الحشرات في كل مكان باستثناء القارة القطبية الجنوبية.

ويصبح بعضها ناقلاً لأمراض الملاريا والحمى الصفراء وحمى زيكا وحمى الضنك وأمراض أخرى، ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يموت أكثر من 400 ألف شخص سنوياً بسبب الملاريا، أغلبهم من الأطفال دون سن الخامسة.

لكن نيل أكد أنه من ناحية أخرى، يساعد البعوض على تنقية مياه البرك والبحيرات والأنهار.
December 06, 2023 / 9:44 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.