تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، انطلقت في دبي، اليوم الاثنين، أعمال المؤتمر الثالث لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) بشأن الطيران وأنواع الوقود البديل، بحضور دولي واسع لأكثر من 1000 مشارك من مختلف أنحاء العالم، من بينهم أكثر من 40 وزيراً.
الشارقة 24 – وام:
انطلقت في دبي، اليوم الاثنين، أعمال المؤتمر الثالث لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) بشأن الطيران وأنواع الوقود البديل، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وبحضور دولي واسع لأكثر من 1000 مشارك من مختلف أنحاء العالم، من بينهم أكثر من 40 وزيراً إلى جانب وفود حكومية من أكثر من 90 دولة، وأكثر من 30 منظمة دولية وإقليمية ذات صلة، ورؤساء تنفيذيون لكبار شركات الطيران وشركات إنتاج الوقود والشركات المصنعة للطائرات.
وتمتد أعمال المؤتمر الذي تستضيفه الدولة، حتى 24 نوفمبر الجاري، حيث تشمل أجندة المؤتمر جلسة وزارية رفيعة المستوى يعقبها عدة جلسات للوفود الحكومية من ممثلي الدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، وبحضور ممثلين من شركات الطيران وشركات إنتاج الوقود وعدد من المنظمات ذات الصلة والتي ستشارك بصفة مراقب، وذلك لمناقشة 5 بنود رئيسية على مدار 17 جلسة، تتركز حول مستجدات إنتاج الطاقة النظيفة والسياسات اللازمة لدعم التحول نحو إنتاج الوقود المنخفض الكربون والوقود المستدام والأنواع الأخرى من الوقود النظيف (مثل الهيدروجين)، وكذلك سبل دعم الدول لبناء قدراتها لإنتاج الطاقة النظيفة للطيران، وآليات التمويل اللازمـة، ومراجعة الهدف الطموح طويل الأجل للإيكاو للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.
وانطلقت النسخة الأولى لهذا المؤتمر بعام 2009 في البرازيل، تلتها النسخة الثانية في المكسيك عام 2017، ويتطلع العالم إلى النسخة الثالثة الخاصة والحساسة، حيث إنها تأتي مباشرة بعد قرار الجمعية العمومية 41 لعام 2022 لمنظمة (الإيكاو) المتعلقة بهدف الحياد المناخي 2050، وتهدف إلى إحداث توافق دولي بشأن ضرورة الاستثمار في تطوير وإنتاج الوقود البديل منخفض الكربون للطائرات، ومن المنتظر أن تخرج النسخة الثالثة من أعمال المؤتمر بإعلان إطار عمل عالمي واضح حول سبل التحول نحو وقود بديل ووقود منخفض الكربون في قطاع الطيران.
وأكد معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية في تصريح بهذه المناسبة، أن صناعة الطيران تلعب دوراً حاسماً قي دعم الجهود الدولية للحد من الانبعاثات الكربونية، وتبذل دولة الإمارات جهوداً مكثفة لتطوير البيئة التنظيمية الوطنية لإنتاج وقود الطيران المستدام، بما يتوافق مع طموحاتنا الوطنية في تعزيز التحول نحو الطاقة النظيفة، وبما يخدم جهودنا في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وأضاف معاليه، أن دولة الإمارات تتبع نهجاً متوازناً لاستكشاف الفرص المستقبلية لوقود الطائرات المستدام، وتحسين كثافة الكربون في وقود الطائرات المعتمد على الهيدروكربون، يمثل أحد محاور التحول السريع في قطاع الطاقة نحو الطاقة النظيفة، وتابع معاليه، يمثل مؤتمر الإيكاو الثالث للطيران وأنواع الوقود البديل منصة مثالية لتحفيز الجهود الدولية للتحول نحو استخدام الطاقة النظيفة في قطاع الطيران، بما يخدم الهدف الطموح في الوصول إلى صافي صفر انبعاثات كربونية بقطاع الطيران بحلول عام 2050.
من جانبه، أكد معالي عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، أن ما يواجهه العالم اليوم من تحديات تنموية غير مسبوقة نتيجة تداعيات التغير المناخي، لم تترك لنا خياراً آخر أمام ضرورة التحول نحو نموذج اقتصادي منخفض الكربون، مشيراً إلى أنه في ظل المساعي الدولية الحثيثة لإيجاد نهج واقعي لهذا التحول، قادر على مواكبة الاحتياجات التنموية والاقتصادية، يظل ملف الطيران المدني أحد الملفات الرئيسية التي تشكل تحدياً كبيراً أمام صانعي السياسات، والمستثمرين لما يمثله من ركيزة أساسية من ركائز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام عالمياً.
وأضاف معاليه، خلال كلمته الافتتاحية، أن ملف التغير المناخي اليوم على قائمة أولويات القيادة الرشيدة، وتبذل الدولة مساعي جادة لتسريع التحول نحو نموذج اقتصادي جديد منخفض الكربون، ويشكل قطاع الطيران أحد أهم محاور هذا النموذج.
وأوضح معاليه، أن دولة الإمارات كانت من أوائل الدول التي تبنت ملف الاستدامة ومراعاة الأثر البيئي بقطاع الطيران، وقد شاركت في جميع المفاوضات التي قادتها منظمة الطيران المدني الدولي، وصادقت على جميع القرارات الدولية التي تخدم هذا التوجه، وكانت من أوائل الدول التي أعلنت التزامها في عام 2016 بتطبيق خطة (كورسيا) الخاصة بالتعويض عن الكربون في النقل الجوي الدولي، وكذلك أطلقت الإمارات خريطة طريق وطنية لوقود الطيران المستدام، وحددت من خلالها هدفاً طموحاً لتحقيق إنتاج سنوي يصل إلى 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام بحلول عام 2030، مما سيساهم في خفض ما يصل إلى 4.8 مليون طن من انبعاث ثاني أكسيد الكربون، كما أعلن القطاع التزامه بالوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.
وتابع معاليه قائلاً: إن هذا الالتزام الحكومي واكبته جهود متوازية من قبل القطاع الخاص بالدولة، حيث تستثمر شركاتنا الوطنية بشكل كبير في أنشطة البحث والتطوير وتعزيز البنية التحتية، وتطوير شراكات دولية لدعم إنتاج الوقود المستدام واستخداماته"، وأضاف لدينا ثقة كبيرة في أن التعاون الدولي تحت مظلة منظمة الطيران المدني الدولي من شأنه أن يحقق تقدماً كبيراً في هذا الملف ويوجد حلولاً مبتكرة لتحدياته.
وأشار بن طوق، إلى أن هذا التجمع الدولي الضخم لكبار مسؤولي وممثلي مجتمع الطيران العالمي ضمن أعمال المؤتمر الثالث للإيكاو للطيران وأنواع الوقود البديل، سوف يشكل محطة مفصلية في مستقبل صناعة الطيران والسفر، وسوف ينقلنا إلى مرحلة جديدة في إنتاج وقود الطيران، أكثر استدامة، ومنخفض الانبعاثات، يساهم بشكل كبير في الوصول للحياد المناخي، وتحقيق ما التزمنا به في قرار الجمعية العمومية 41 لعام 2022 بالوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.
من جانبه، أكد سلفاتوري شاكيتانو رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي، أن مؤتمر الإيكاو الثالث للطيران وأنواع الوقود البديل ( CAAF/3 ) يمثل فرصة حاسمة للدول لإظهار موقف قوي وريادي في معالجة حلول انبعاثات الطيران الدولي، والذي يُعقد قبل أيام من مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) هنا أيضًا في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وشدد رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي سلفاتوري شياكيتانو، على أن تطوير إطار عمل عالمي قوي وطموح سيخدم جهودنا المشتركة والتزامنا بإزالة الكربون من هذا القطاع.
وفي كلمة مسجلة للمؤتمر، قال سعادة أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة: دعوني أبدأ بتحية القرار الصادر العام الماضي عن الجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) بشأن تبني الهدف العالمي الطموح للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050، وتابع أن تحقيق هذا الهدف الطموح سيكون مهمة ضخمة لقطاع الطيران، الذي يساهم بنسبة 2% من إجمالي الانبعاثات الكربونية، فهو أحد القطاعات التي تشكل تحدياً كبيراً لخفض الكربون بها ولكن مع كل شيء يمكن تحقيقه من خلال الابتكار والاستثمار.
وأضاف غوتيريش، أن قطاع طيران بلا انبعاثات يتطلب تحول القطاع عالميا نحو الطاقة النظيفة، وهو ما يتطلب سياسات اقتصادية جديدة وقوانين داعمة لهذا التحول وقادرة على خلق فرص اقتصادية واستقطاب الاستثمارات، ولهذا فإننا نتطلع إلى الإطار العالمي الذي سينشأ عن هذا المؤتمر لدعم التحول نحو الوقود البديل للطيران والذي سيشكل خطوة حاسمة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة لهذا القطاع الحيوي.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أن انعقاد هذا المؤتمر على بعد أيام من انعقاد الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) يجعل الوقت الحالي هو الأنسب لتحويل هذا الطموح العالمي إلى خطط واقعية وقابلة للتنفيذ وإيجاد المسار المؤدي إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول 2050 وبناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة لنا جميعاً.
كذلك شارك بان كي مون الأمين العام السابق للأمم المتحدة في فعاليات المؤتمر عبر كلمة مسجلة، أكد خلالها أن قطاع الطيران المدني أحرز تقدماً ملموساً في مجال حماية البيئة، خاصة بعد اتفاق باريس للمناخ في عام 2015، وأضاف أن القرار التاريخي للإيكاو في عام 2016 بشأن خطة "كورسيا"، وهي خطة لتعويض وتقليل انبعاثات الكربون في قطاع الطيران، يُعتبر الإجراء العالمي الوحيد القائم على آليات السوق لتقليل انبعاثات الكربون، والتي شهدت استجابة دولية واسعة، حيث دخلت هذه الخطة حيز التنفيذ بمشاركة 126 دولة متطوعة من حول العالم، وبالإضافة إلى ذلك، قرار الجمعية العمومية للإيكاو في العام الماضي بالالتزام بالهدف العالمي الطموح طويل الأجل (LTAG) للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية في قطاع الطيران بحلول عام 2050، يعكس الطموح المشترك للدول الأعضاء في الإيكاو لتحقيق تقدم حقيقي في هذا المجال، ويُعلن عن بداية فصل جديد في مسار الاستدامة في قطاع الطيران. وأشار إلى أن الوقت قد حان لتحويل هذا الطموح إلى واقع.
وتابع الأمين السابق للأمم المتحدة، أن هناك تقدماً ملموساً في تطوير حلول لإنتاج وقود منخفض الكربون ومستدام، ودعا إلى تعزيز التعاون بين الحكومات وشركات الطيران وشركات الوقود والشركات المصنعة ومؤسسات التمويل لإمكانية مواصلة هذا التقدم نحو تحقيق الغايات الطموحة، مؤكداً أن التحدي كبير، ولكن التعاون المشترك يجعلنا قادرين على تجاوزه. واختتم بان كي مون كلمته بتوجيه الشكر لجميع المشاركين في المؤتمر الثالث للطيران والوقود البديل، وأعرب عن تفاؤله بمخرجات هذه النسخة من المؤتمر في تقديم إطار عمل عالمي متقدم وطموح يخدم جهود التحول نحو طيران مستدام.
وخلال كلمة رئيسة ألقاها سعادة السفير ماجد السويدي المدير العام والممثل الخاص لرئاسة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف (COP28)، أوضح خلالها، أن المؤشرات الراهنة تؤكد أن العالم ليس على المسار الصحيح لتحقيق الأهداف المناخية لاتفاقية باريس، ولكن لا يزال لدينا الوقت لتغيير المسار، إذا نظرنا إلى هذا التحدي باعتباره فرصة مشتركة للتعاون، وهذا ما تعمل رئاسة COP28 على تحقيقه، من خلال تكوين شراكات وتحقيق التوافق من أجل العمل المناخي الجماعي.
وأوضح السويدي، أن رئاسة COP28 قد وضعت خطة عمل تتألف من أربعة محاور أساسية تشمل: تسريع إنجاز انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على الحفاظ على البشر والحياة وتحسين سُبل العيش، ودعم كل هذه الركائز السابقة من خلال احتواء الجميع بشكل تام.
وشدد السويدي، على أن التحول في الطاقة بات اليوم مطلب حيوي لكل القطاعات والصناعات الاقتصادية، ويمثل التحول الراهن لقطاع الطيران نحو وقود منخفض الكربون ووقود مستدام، ضرورة تنموية لدعم أهداف العمل المناخي، وأضاف لا يمكن لأي بلد أو شركة أو فرد مواجهة تحدي بهذا الحجم بمفرده، وأشار إلى أن التنسيق والتعاون والشراكات فيما بين الدول هو الأساس، لافتا إلى الشراكة القائمة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة لتسريع الطاقة النظيفة والتي تقدم مثال على نوعية الشراكات المطلوبة، ويمثل النقل أحد المحاور الرئيسية في هذه الشراكة من خلال تشجيع الاستثمار والتعاون المشترك لتوسيع إنتاج الوقود النظيف في قطاعات النقل.
ودعا مدير عام COP28، الدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولية وقادة قطاعي الطيران والطاقة إلى التواجد في COP28 ودعم الجهود الدولية لخفض الانبعاثات الكربونية، موضحاً أن برنامج COP28 والمستمر على مدار أسبوعين سيتضمن يوما خاصا بقطاع النقل، يجمع بين ممثلين من قطاعات متنوعة لاستكشاف كيف يمكن لصناعة الطيران تحقيق انبعاثات صفر بحلول عام 2050.
وشهد حفل الافتتاح الذي أقيم على مسرح "لابيرل" - مدينة الحبتور- دبي انتقال الحضور في رحلة إلى المستقبل، من خلال عرض فيديو قصير عن رحلة المسافر مستقبلاً، واختتم الحفل بعرض عالمي من فرقة "لابيرل" والتي أدت مشاهد إبداعية مكثفة تخطف الأبصار على مدار 12 دقيقة.
حضر حفل افتتاح المؤتمر، معالي سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، وسعادة سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، وخوان كارلوس سالازار الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي وعدد من كبار المسؤولين والشخصيات الهامة في قطاعات الطيران والطاقة والاستثمار.
ويتم تنظيم هذه النسخة من المؤتمر، تحت رعاية عدد من الرعاة الداعمين لهذا الحدث، حيث تأتي إيرباص، فلاي دبي، إينوك، بلاتينيوم للأعمال الفنية تحت فئة الشركاء البلاتينيين، كما تأتي الاتحاد للطيران، أدنوك، يونيفايد للطيران، العربية للطيران، سكاي دايف وإيروسباركس كشركاء ذهبيين، وتأتي مطارات أبوظبي، بوينج، ساف ون، إيه أو درونز، تداوي للرعاية الصحية وإياتا تحت فئة الشركاء الفضيين، إضافة إلى وكالة أنباء الإمارات وسكاي نيوز عربية كشركاء إعلاميين.