تعد السياسات البيئية المتبعة في محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة، نموذجاً ريادياً يدعم التنمية المستدامة في دولة الإمارات، وذلك من خلال الامتثال للتشريعات البيئية المحلية والالتزام بأعلى المعايير العالمية.
الشارقة 24 – وام:
تشكل السياسات البيئية المتبعة في محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة، نموذجاً ريادياً يدعم التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك من خلال الامتثال للتشريعات البيئية المحلية والالتزام بأعلى المعايير العالمية، حيث تضع محطات براكة الاستدامة في شريان استراتيجيتها التي تنعكس في مسؤوليتها المجتمعية والبيئية.
وتقدم "براكة"، مثالاً حياً حول تعزيز الإنتاجية والحفاظ على البيئة والسلامة المجتمعية في آن واحد، حيث تعمل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية التي طورت محطات براكة وكذلك الشركات التابعة لها على مواصلة نشر ثقافة الاهتمام بالبيئة بين الموظفين والمجتمع المحلي، وذلك من خلال إطلاق مبادرات نوعية، بالتعاون مع مختلف الجهات للحفاظ على التنوع البيولوجي البيئي في المناطق المحيطة بالمحطات.
وتلتزم مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها، بتنفيذ عملياتها التشغيلية على نحو يحافظ على البيئة المحيطة بمشروع محطات براكة للطاقة النووية السلميّة، حيث تقوم فرق البيئة والاستدامة التابعة لها، بإجراء مبادرات متعددة لتحسين الوعي البيئي وخفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة.
وفي إطار التزاماتها البيئية، تنظم المؤسسة سنوياً، حملة تنظيف للمناطق المحيطة بالمحطات ولشاطئ براكة، ويشارك في الحملة المئات من الموظفين المتطوعين بالتعاون من الجهات المعنية، إلى جانب تنفيذ مشاريع كالحيد المرجاني الاصطناعي في شاطئ براكة لتعزيز التنوع البحري، وكذلك تنفيذ مبادرات متعددة كمبادرة "معاً لبيئة خضراء"، التي تهدف لتشجير المناطق المحيطة ببراكة، حيث تم زرع آلاف الأشجار داخل وخارج موقع المحطات، وتم إنشاء مشتل في الوقت ذاته يعتمد على المياه المعاد تدويرها.
وتعكس هذه المبادرات، حرص المؤسسة على الحياة البيئية منذ بداية نشأة قطاع الطاقة النووية السلمي بالدولة، وتكللت هذه الجهود حتى أصبح هذا القطاع الحيوي جزءاً لا يتجزأ من عجلة التنمية المستدامة.
ومن ناحية أخرى، تستثمر مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في البحث والتطوير لتحسين تقنيات الطاقة النووية لإنتاج الطاقة الصديقة للبيئة، حيث تستخدم محطات براكة أحدث تكنولوجيا المفاعلات النووية لتسريع عملية خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في الدولة، حيث ستحد المحطات الأربع فور تشغيلها بالكامل من أكثر من 22 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام، وهو ما يعادل الانبعاثات الناجمة عن 4.8 مليون سيارة، وتعمل على تطبيق أفضل الممارسات للتعامل مع مخلفات الطاقة النووية بشكل آمن ومستدام.
ومن ناحية السلامة المجتمعية للموظفين، تتوزع محطات براكة على منطقتين؛ "المنطقة الخضراء" التي تضم مباني الإدارة والدعم الفني ومراكز التدريب ومراكز التدريب بالمحاكاة على تشغيل المفاعلات النووية والمجمعات السكنية للموظفين، بالإضافة إلى المطاعم ومختلف المنشآت الترفيهية من ملاعب وصالات تدريب رياضية مغلقة وفي الهواء الطلق وحدائق خضراء توفر كافة سبل الراحة واحتياجات العاملين في المحطات والتي تعكس البيئة الاجتماعية والمرونة العملية.
والمنطقة الثانية، هي التي تضم مباني المفاعلات والمرافق الأخرى التي تتميز بتصميمات حديثة وفق المعايير البيئية.
وفي هذا السياق، تحرص مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها، على الالتزام باللوائح الرقابية والتنظيمية المحلية وتتبع أعلى معايير السلامة والأمان النوويين، حيث تم تنظيم نحو 4 آلاف ورشة تدريبية في هذا الشأن حضرها نحو 90 ألف موظف، ساهمت في تحقيق محطات براكة إنجازاً مهماً في هذا الإطار تمثل بتحقيق 100 مليون ساعة عمل آمنة.
وتقوم محطات براكة، بدور محوري في دعم التنمية المستدامة في دولة الإمارات، حيث تعد أكبر مصدر منفرد للكهرباء الصديقة للبيئة بالدولة والمنطقة، وتعمل على تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة في الدولة، وبالتالي المساهمة بشكل كبير في تحقيق أهداف مبادرة الدولة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، إلى جانب المساهمة بما نسبته 25% من الوفاء بالتزامات الدولة الخاصة بخفض البصمة الكربونية.
كما تعد محطات براكة، البداية فقط للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، وأصبحت منصة للابتكار والبحث والتطوير في مجالات الاستثمار بتقنيات الطاقة النووية المتقدمة، وتمهيد الطريق لتطوير مصادر جديدة للطاقة الصديقة للبيئة مثل الهيدروجين والحرارة والبخار، إلى جانب دورها الحالي في توفير طاقة وفيرة وخالية من الانبعاثات الكربونية على مدار الساعة.