تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، انطلقت، اليوم الثلاثاء، فعاليات المؤتمر الدولي الأول: "البحوث التطبيقية في العلوم الإنسانية والاجتماعية: ممارسات عالمية متعددة التخصصات"، والذي ينظمه معهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية التابع للجامعة.
الشارقة 24:
برعاية سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، بدأت اليوم الثلاثاء، فعاليات المؤتمر الدولي الأول: "البحوث التطبيقية في العلوم الإنسانية والاجتماعية: ممارسات عالمية متعددة التخصصات"، والذي ينظمه معهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية التابع لقطاع البحث العلمي والدراسات العليا بالجامعة.
ويناقش المؤتمر وعلى مدى ثلاثة أيام، مجموعة من التحديات والظواهر الاجتماعية والقانونية والتكنولوجية التي تواجه المجتمعات، وأهمية بحوث العلوم الاجتماعية والإنسانية في تناول ومعالجة الكثير من تلك الظواهر وتأثيراتها على الفرد والمجتمع، وذلك من خلال أكثر من 250 بحثاً علمياً سيتم عرضها ضمن 30 جلسة من جلسات المؤتمر العلمية، بالإضافة إلى 5 جلسات نقاشية وورش العمل التي يستضيف خلالها المؤتمر 8 متحدثين رئيسيين، لطرح ومناقشة الحلول المقترحة والتوصيات الخاصة بتلك القضايا.
بدأ حفل الافتتاح بعزف السلام الوطني للدولة، تبعه تلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم، ثم ألقى سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير الجامعة كلمته الافتتاحية، رفع في مستهلها أسمى معاني الشكر والتقدير إلى سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، لدعم سموه ورعايته لهذا المؤتمر، حيث يدعم المؤتمر مسيرة البحث العلمي في العلوم الإنسانية التي تعتبر مصدراً مهماً لتشكيل الوعي والهوية والبناء المجتمعي، وهي رسالة جامعة الشارقة بالتعاون والتفاعل مع المجتمع.
وأضاف النعيمي، أن هذا المؤتمر يُعد واحداً من أهم المؤتمرات الدولية في مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية لطبيعة موضوعه وأهدافه ولشمولية محاوره ولتركيزه على تبادل الخبرات العلمية والعملية، حيث يستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين والممارسين على مستوى العالم، فضلاً عن تنوع المشاركات فيه من تجارب وخبرات لأكثر من 40 دولة في العالم.
وأكد مدير الجامعة، أن هدف المؤتمر هو توفير الفرص للباحثين والطلبة لعرض أفكارهم الجديدة ولا سيما الابتكارية منها والتي تقدم الحلول الناجحة في العمل على استشراف المستقبل، وهو ما تسعى وتعمل عليه جامعة الشارقة في تزويد الطلبة بالمعرفة النظرية والتطبيقية والمهارات التي تحتم عليهم إبراز أفكارهم، سعياً منهم لتوظيف الفرص التي نقدمها لهم كجامعة لتطوير ولتحسين وتفعيل هذه الأفكار مع الباحثين والعلماء، مشيراً إلى أن جامعة الشارقة وهي الأولى على مستوى الدولة في البحث العلمي، وفي المرتبة61 على مستوى العالم في الاستشهادات العلمية من البحوث التي أجراها العلماء والباحثون في الجامعة، تسعى ومن خلال خطتها الاستراتيجية الجديدة إلى إعداد مجموعة متميزة من البحوث العلمية الرائدة بالتعاون المباشر مع مؤسسات مجتمعية في الدولة.
من جانبه، أكد الأستاذ الدكتور معمر بالطيب نائب مدير جامعة الشارقة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، أن الخطة الاستراتيجية لجامعة الشارقة في البحث العلمي، تركز على ربط التعليم وخدمة المجتمع بشكل مباشر مع البحث العلمي المتنوع والمتعدد التخصصات والذي يلبي احتياجات المجتمع في الهندسة والعلوم والطب والفضاء والعلوم الإنسانية والاجتماعية، تلك التي تقودها ثلاثة معاهد بحثية تساند كليات الجامعة والمجتمع وفق شراكة فاعلة مع المؤسسات والجهات المحلية والدولية، ما ساعد في استمرار التطور العالمي لمكانة جامعة الشارقة والاستمرار في التقدم نحو العالمية، بالإضافة إلى تحقيق رؤيتنا في تأثير البحث العلمي على المجتمع، ومن أجل ذلك طورّنا البنية التحتية للبحث العلمي في جامعة الشارقة بصورة متقدِّمة لِنُوفِرَّ مُناخاً بحثياً جاذباً للباحثين وطلبة الدراسات العليا من خلال تأسيس أكثر من 175 مختبراً بحثياً وتعليمياً، وأكثر من 80 مجموعة بحثية و10 مراكز بحوث ودراسات متميزة، إضافة إلى التعاون الدولي مع الجامعات العالمية المرموقة واستضافة العلماء والباحثين المتميزين عالمياً في المؤتمرات والمنتديات الدولية السنوية التي تعقدها جامعة الشارقة. والتركيز على الشراكات والاتفاقيات الدولية والبحثية في مشاريع مشتركة متميزة.
وفي كلمته كمتحدث رئيس في المؤتمر، أشاد سعادة اللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه العميد الدكتور محمد خميس العثمني مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، بالتعاون مع جامعة الشارقة، مؤكداً أهمية الدارسات والبحوث العلمية، قائلاً: "العلم في سباق مستمر للحصول على أكبر قدر من المعرفة الدقيقة المستمدة من العلوم التي تكفل الراحة والرفاهية للإنسان وتضمن له التفوق على غيره، فالوظيفة الأساسية للبحث العلمي هي في تقديم المعرفة من أجل توفير ظروف أفضل لبقاء الإنسان وأمنه ورفاهيته".
وأضاف أن تقدم المجتمعات ورقيها لا يمكن أن يأتي إلا من خلال البحث العلمي المتطور القائم على المنهجيات العلمية الدقيقة، بما ينعكس على رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع والمساهمة في تطويره ونموه في كافة المجالات ما يحقق الرفاه والاستقرار والأمن للجميع، وأن تقدم وتطور المجتمعات لا يمكن أن يكون إلا بتوفير الأمن الشامل في المجتمع، وهذا لن يتحقق إلا بوجود الكوادر البشرية المؤهلة علميا وعمليا في مواجهة الجرائم والتنبؤ بها والتخطيط لمواجهتها، ولهذا تظهر أهمية الدراسات العلمية الاستشرافية والتنبؤية في مجال مواجهة الجرائم والمحافظة على أمن واستقرار المجتمعات.
كما ألقى الأستاذ الدكتور كينيث ر. رذرفورد قائد الائتلاف البحثي الحاصل على جائزة نوبل، والذي قاد معاهدة حظر الألغام الدولية والأستاذ في جامعة جيمس ماديسون بالولايات المتحدة الأميركية، كلمة ملهمة عرض فيها تجربته الإنسانية، الناتجة عن آثار الحروب وأدت إلى فقد ساقيه، ثم كرس حياته من أجل توظيف منهج علمي متعدد التخصصات في جعل العالم أكثر أماناً، مما دفعه إلى الدراسة والاهتمام بشؤون اللاجئين وضحايا الحروب في العديد من بلدان العالم، وقيادة الحملات الدولية لمنع استخدام الأسلحة التي أفقدته ساقه، وسافر لكثير من الدول بهدف الحفاظ على السلام العالمي، ودعم الأفراد الذين فقدوا أطرافهم.
أما الأستاذ الدكتور فاكر الغرايبة مدير معهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر، فقد أشار إلى أن المؤتمر الدولي الأول للعلوم الإنسانية والاجتماعية لعام 2023، ومن خلال استضافته للباحثين والممارسين وطلبة الدراسات العليا المتميزين في كافة مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والشريعة والقانون والاتصال وإدارة الأعمال والفنون الجميلة والشريعة من جميع أنحاء العالم، يساهم في تبادل الخبرات في منهجيات البحث الحديثة، والقضايا المتعلقة بأخلاقيات البحث، وأفضل الممارسات والنتائج والحلول القائمة على الأبحاث في حل المشاكل الحياتية الحقيقية، كما يتيح هذا المؤتمر الفرص لبناء شبكات بحثية والتعاون بين المشاركين القادمين من مختلف البلدان، ويوفر الفرص للأكاديميين والطلبة والممارسين وصناع القرار للالتقاء والتفاعل مما يساهم في العمل المشترك الذي يزيد من فرصة تقديم حلول مبتكرة بشكل فعال من الاستفادة من خبراتهم واستخدامهم لأحدث الأدوات والتقنيات العلمية وهذا ما سوف تركز عليه الورش العلمية وتجارب المعرض المصاحب التي تعكس كيف تم استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في مجالات العلوم الاجتماعية وكيف أن العلوم الإنسانية هي محور رئيس لدراسات وبحوث متعددة التخصصات.
ويناقش المؤتمر، عدداً من القضايا خلال ورش العمل المصاحبة وهي: الملكية الفكرية والذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة يقدمها اللواء الدكتور عبد القدوس العبيدلي رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للملكية الفكرية، وقضية أخلاقيات البحث العلمي في العلوم الإنسانية والاجتماعية يقدمها الأستاذ الدكتور سهيل العمد رئيس لجنة أخلاقيات البحث العلمي في جامعة الشارقة، وورشة تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) في بحوث العلوم الإنسانية والاجتماعية يقدمها الأستاذ الدكتور عباس عميرة عميد كلية الحوسبة والمعلوماتية، بالإضافة إلى ورشة بعنوان "في بيتنا متعاطٍ: كيف تكتشف متعاطي المخدرات"، يقدمها كل من العقيد عبد الله عبد العزيز الكوخردي، والعقيد الدكتور عبد الله محمد المليح من شرطة الشارقة، وورشة كيف تنشر ورقة بحثية في مجلة عالمية يقدمها الأستاذ الدكتور شين تشونغ هوانغ مدير مركز الأبحاث بجامعة روتجرز، وورشة البحوث الشرطية التطبيقية ودورها في الحد من الجريمة يقدمها كل من عبد الله المليح من شرطة الشارقة، والدكتور أحمد رضا عرابي من شرطة دبي، وورشة استخدامات تقنية البلوك شين في التطبيقات المالية والملكية الفكرية يقدمها الدكتور محمد الحميري رئيس مكتب نقل التكنولوجيا بجامعة الشارقة. وعن أهمية البحوث التطبيقية في مجال بحوث الإعلام والاتصال يناقشها الأستاذ الدكتور ويسبورد سيلفيور مدير كلية الإعلام جامعة جورج واشنطن.
ويبحث المؤتمر، مجموعة من القضايا والموضوعات ضمن مجموعة من المحاور كتحديد نطاق مجالات البحث التطبيقي في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وإسهامات البحث العلمي في مكافحة الجريمة وتعزيز الأمن الاجتماعي، ودراسة التطورات الرقمية والأخلاقية والمنهجية في البحث العلمي، والشراكات والممارسات الحثية المجتمعية في العلوم الإنسانية والاجتماعية، والاستدامة والبحوث المبتكرة في الاقتصاد والمجتمع والحوكمة، البحوث التطبيقية في العلوم الشرعية والقانونية، بالإضافة إلى تطلعات طلبة الدراسات العليا في مجالات البحث.
وعلى هامش المؤتمر، تم تنظيم معرض للمؤسسات الشرطية والاجتماعية والمراكز البحثية واللغوية التي تعرض أفضل الممارسات العالمية في توظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بمجال البحوث الاجتماعية والإنسانية والقانون والدراسات الإسلامية، بالإضافة إلى أهمية تعزيز الشراكات وتوحيد الجهود المؤسسية والمجتمعية بالشراكة ما بين جامعة الشارقة والمؤسسات المتنوعة القائمة في الدولة.
ويقام هذا المؤتمر في دورته الأولى، برعاية ومشاركة من القيادة العامة لشرطة الشارقة، والقيادة العامة لشرطة دبي، والقيادة العامة لشرطة أم القيوين، ودائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، وأكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، ومجمع اللغة العربية بالشارقة، ومعهد الشارقة للتراث، وجمعية الإمارات للملكية الفكرية، وتريندز للبحوث والاستشارات في أبوظبي، وأكاديمية بيناس.
شهد حفل افتتاح المؤتمر، بجانب سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير الجامعة، سعادة اللواء الدكتور عبد القدوس العبيدلي رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للملكية الفكرية، وسعادة الدكتور عبد العزيز مسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، وسعادة طارق سعيد علاي النقبي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، والعميد الدكتور محمد خميس العثمني مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، والأستاذ الدكتور معمر بالطيب نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا، ونواب مدير الجامعة وعمداء الكليات ومديرو المعاهد البحثية، وعدد كبير من العلماء والباحثين من مختلف الجامعات والمراكز البحثية بالدولة، وعدد من الجامعات من دول العالم.