أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، "، أن الأولوية القصوى والعاجلة خلال المرحلة الحالية لتقديم الدعم الإنساني للمدنيين في قطاع غزة وضمان ممرات إنسانية آمنة ومستقرة.
الشارقة 24 – وام:
شارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، في أعمال "قمة القاهرة للسلام"، التي افتتحها اليوم السبت، عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، بمشاركة قادة عدد من الدول العربية والأجنبية ورؤساء حكوماتها ومعالي أنطونيو غوتيريش أمين عام منظمة الأمم المتحدة.
وتأتي مشاركة سموه في القمة في إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة وحرصها على العمل مع الأشقاء والأصدقاء لدعم جميع المساعي والمبادرات الدبلوماسية الهادفة إلى إرساء سلام عادل وشامل وآمن ومستدام ينهي حالة العنف في المنطقة ويعزز الأمن والاستقرار الإقليميين.
وبحثت القمة التي دعا إليها الرئيس المصري، جهود خفض التصعيد في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية إلى جانب الأولوية المطلقة لحماية المدنيين والوقف الفوري لإطلاق النار لتجنب اتساع رقعة النزاع وتفادي مزيد من الأزمات الإنسانية الخطيرة في منطقة الشرق الأوسط، إضافةً إلى بحث تطورات القضية الفلسطينية ومستقبلها والعمل على إيجاد أفق واضح للوصول إلى سلام عادل وشامل وآمن ومستدام في المنطقة.
حضر القمة عدد من أعضاء الوفد المرافق لصاحب السمو رئيس الدولة، كل من سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ومعالي علي بن حماد الشامسي أمين عام المجلس الأعلى للأمن الوطني، ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي.
ويشارك في القمة قادة وممثلو المملكة العربية السعودية، ودولة قطر، ومملكة البحرين، ودولة الكويت، وجمهورية العراق، ودولة فلسطين، إضافةً إلى الجمهورية التركية، وجمهورية اليونان، وإيطاليا، إلى جانب منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، بحضور معالي الدكتور أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية.
وأفاد الرئيس المصري، في كلمته الافتتاحية: "نحن أمام أزمة غير مسبوقة تتطلب الانتباه الكامل للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع بما يهدد استقرار المنطقة والسلم والأمن الدوليين".
ودعا إلى توفير الحماية الدولية للمدنيين الأبرياء ووقف ترويعهم واستهدافهم، محذراً من أزمة إنسانية خطيرة في قطاع غزة.
وقال: "نلتقي اليوم في أوقات صعبة تمتحن إنسانيتنا قبل مصالحنا، وتختبر عمق إيماننا بقيمة الإنسان وحقه في الحياة وتضع المبادئ التي ندعي أننا نعتنقها في موضع التساؤل والفحص"، وتساءل: "أين قيم الحضارة الإنسانية التي شيدناها على امتداد الألفيات والقرون؟ وأين المساواة بين أرواح البشر دون تمييز أو تفرقة أو معايير مزدوجة".
وأكد أن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى بل إن حلها الوحيد هو العدل بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في تقرير المصير والعيش بكرامة وأمان في دولة مستقلة على أرضهم مثلهم مثل باقي شعوب الأرض".
وكان صاحب السمو رئيس الدولة قد وصل في وقت سابق إلى مقر انعقاد القمة ــ في قاعة المؤتمرات بفندق سانت ريجس الماسة في العاصمة الإدارية ـ حيث كان في الاستقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، ثم التقطت الصور التذكارية الجماعية للمشاركين في القمة.
وحضر صاحب السمو رئيس الدولة المأدبة التي أقامها الرئيس عبد الفتاح السيسي للقادة والوفود المشاركة في " قمة القاهرة للسلام".
وأكد صاحب السمو رئيس الدولة، في كلمة له بمناسبة انعقاد "قمة القاهرة للسلام"، أن الأولوية القصوى والعاجلة خلال المرحلة الحالية لتقديم الدعم الإنساني للمدنيين في قطاع غزة وضمان ممرات إنسانية آمنة ومستقرة لمواصلة تقديم المساعدات الإغاثية والطبية، في ظل الوضع الإنساني الخطير في القطاع.
ورحب صاحب السمو رئيس الدولة بالخطوة الإيجابية التي بدأت اليوم في هذا المسار من خلال فتح معبر رفع لإدخال المساعدات إلى المدنيين، مشيداً بجهود منظمة الأمم المتحدة وجمهورية مصر العربية الشقيقة بهذا الشأن، وأكد أهمية ضمان استدامة هذه العملية للتجاوب الآمن مع الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة لسكان القطاع.
وأعرب سموه عن شكره وتقديره لأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي لقيادة جهود عقد هذه القمة المهمة متمنياً سموه أن تشكل بادرة أمل من أجل التهدئة والسلام في المنطقة.
وقال سموه إن دولة الإمارات تواصل تكثيف جهودها منذ اندلاع الصراع سواء من خلال الاتصالات الثنائية، أو التحرك داخل مجلس الأمن الدولي من أجل احتواء الموقف وتأكيد رفض استهداف جميع المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني في التعامل معهم وتوفير الدعم الإنساني دون عوائق، مشدداً سموه على أن الإمارات لن تدخر جهداً خلال الفترة المقبلة من أجل كل ما يدفع الأمور نحو السلام والاستقرار بالتعاون مع أشقائها وأصدقائها في المنطقة والعالم.
وأضاف سموه أن تجربة العقود الماضية، وصولاً إلى الصراع الحالي، تؤكد أنه في ظل غياب أفق سياسي يقود إلى سلام عادل وشامل وآمن ومستدام، ستظل المنطقة واستقرارها رهناً لدوامات مستمرة من العنف، ما يستنزف جهودها ويبدد آمال شعوبها في التنمية والرخاء.. فلا تنمية في غياب السلام.