أطلق المكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم-الشارقة)، بِالتَعاون مَع الِّلجان الوَطنية لِليونسكو في المَنطَقَة العَرَبيّة، الدورة الثالثة من جائزة التراث الثقافي العربية لليافعين لعام 2024، تحت عنوان "تراثنا يجمعنا".
الشارقة 24:
أعلن المكتب الإقليمي لحفظ التراث الثقافي في الوطن العربي (إيكروم-الشارقة)، بِالتَعاون مَع الِّلجان الوَطنية لِليونسكو في المَنطَقَة العَرَبيّة، عن إطلاق الدورة الثالثة من جائزة التراث الثقافي العربية لليافعين لعام 2024، بعنوان "تراثنا يجمعنا".
تقام هذه المسابقة الإقليمية تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتهدف إلى تَوعِيَة طلاب المدارس واليافعين عَلى أهَمّيَّة الحِفاظ عَلى التُراث الثَقافي في المِنطَقَة العَرَبيَّة، وتشمل أربع فئات رئيسة، هي الفيلم التوعوي، التصوير الفوتوغرافي، الرقص الفولكلوري، والرسم.
وتَهدُفُ هَذِه المُسابَقَة إِلى رفع مستوى الاهتمام بِالتُراث المادّي واللامادّي، والعادات والتَقاليد مِن أَجِل التَّعريف بِها وتَسليط الضَوء عَلَيها لِلأَجيال الناِشئَة، بِهَدَف نَشِر الوَعي عَلى أَهَمِّية دور المحافظة عَلى التُراث ونَقلِه سَليماً إلى الأَجْيال القادِمَة؛ وتَعْريف التَلامِذَة عَلى أَهداف التَنميَة المُستَدامَة، حَيثُ أنَّ الحاجَة لِلتَنميَة المُستَدامَة والنُّهوض الاقتصادي والسياسي تَستَوجِب الحِفاظ عَلى التُراث والثَقافَة، الَّتي هيَ أَساس العَمَلية التَنمَوية المُستَدامَة؛ ونَشِر ثَقافة المُحافَظَة عَلى التُراث مِن خِلال الَفنّ، وحَثّ التَلامِذَة عَلى التَعَرّف والقيام بِزيارات لِلمَواِقع الأَثَريَّة والتاريخيّة، وتَرجَمَة أَفكارَهم حَوْلَ مَفهوم التَنميَة المُستَدامَة وكَيفية تَطبيقه وتَعزيزه مِن خِلالِ الفُنون.
تم إطلاق جائزة التراث الثقافي العربية لليافعين للمرة الأولى في عام 2020، وحققت على مدى الدورات السابقة حضوراً لافتاً واهتماماً متزايداً، حيث أن الاحتفاء بالتراث الثقافي والتعريف به من خلال الفنون المختلفة له أهمية قصوى في الحفاظ على ثراء وتنوع أي مجتمع. وفي العالم العربي، حيث تحتل التقاليد والعادات مكانة مهمة، ومع زيادة التوجه نحو العولمة والتأثر بالثقافات والمجتمعات الغربية، أصبحت الحاجة ملحة إلى حماية التراث الثقافي والتعريف به على مستوى طلبة المدارس والشباب.
ويمكن فهم التراث الثقافي على أنه مورد موروث من الماضي في جميع أشكاله وجوانبه، سواء كان ملموسا مثل المباني والآثار والكتب والمواقع الأثرية وغيرها، أو غير ملموس كالممارسات واللغات والتقاليد الشفوية والفن الرقمي والرسوم المتحركة والفيديوهات وغيرها. يتميز التراث بأنه يضمن استمرارية الهوية الحضارية للأمة ويحقق التوازن بين الماضي والحاضر والمستقبل، ومن هنا كانت أهمية الحفاظ على التراث واعتباره مسؤولية مجتمعية، وأولوية لدوره في بناء جيل مرتبط بالجذور والمبادئ.
وحول هذه الجائزة تقول شيرين ساحوري، مديرة مشاريع التنمية والتطوير في إيكروم-الشارقة والمشرفة على المسابقة: "يعد الاحتفاء بالأعمال الإبداعية الشابة، التي تندرج ضمن إطار التعريف بالموروث الثقافي، المادي وغير المادي، وسيلة قوية لتسليط الضوء على هذه الأعمال من جهة وعلى الموروث الثقافي من جهة أخرى. كما أن هذا التكريم يمثل محطة هامة في مسيرة هؤلاء الشباب الفنية، ووسيلة هامة لتشجيعهم على مواصلة العمل في المستقبل وتحفيز المواهب الشابة الأخرى للسير على خطاهم والمشاركة في دورات قادمة من المسابقة".
وتضيف: "في الواقع، غالبًا ما يواجه الشباب المتحمس للحفاظ على التراث الثقافي العربي والاحتفاء به العديد من التحديات في بداية الطريق، مثل قلة الموارد وضعف التشجع وغياب الاهتمام بأعمالهم وإبداعاتهم. وبالتالي، من خلال الاعتراف بجهودهم، فإننا لا نكرم مبادراتهم وأعمالهم الإبداعية فحسب، بل نوفر لهم أيضًا منصة لعرض مواهبهم ومشاركة أعمالهم على الصعيدين المحلي والإقليمي، وتمكينهم من مواصلة الإبداع والعمل كمحفزين حقيقيين ضمن مجتمعاتهم الشابة".
تتسم عملية اختيار الأعمال الفائزة بجائزة التراث الثقافي العربية لليافعين بالصرامة والشفافية. وتتم مراجعة الأعمال المرشحة من قبل لجنة مستقلة يتم تشكيلها في كل دورة وتضم أعضاء مرموقين من المنطقة العربية، يمثلون المجالات الأساسية التي تشملها الجائزة وهي الرسم، والرقص الفلكلوري، والفيلم التوعوي، والتصوير الفوتوغرافي. وتقوم هذه اللجنة بمراجعة جميع المشاريع والأعمال المتقدمة للجائزة وتقييم كل عمل بعناية والتزام قبل اختيار الأعمال الفائزة. وسوف يتم الإعلان عن الأعمال الفائزة في هذه الدورة وتكريمها ضمن احتفالية خاصة تقام في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، في نوفمبرالثاني من عام 2024.