الشارقة 24 – محمد الحمادي:
كرّم سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، مساء اليوم الخميس، الفائزين بجائزة الشارقة للاتصال الحكومي في دورتها العاشرة، التي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة.
جاء ذلك خلال الحفل الذي أُقيم في مركز إكسبو الشارقة، بالتزامن مع ختام فعاليات "المنتدى الدولي للاتصال الحكومي" في دورته الـ 12، الذي أقيم يومي 13 و14 سبتمبر الجاري، تحت شعار "موارد اليوم .. ثروات الغد".
وشاهد سموه والحضور عرضاً فلمياً ركز فيه على أهمية تقدير وتكريم الجهود التي تحافظ على الموارد الحالية سواء الفردية أو المؤسسية، وهذا ما تهدف إليه جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، وفي كلمته خلال حفل التكريم، قال طارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة: "من يعرف رؤية إمارة الشارقة تجاه الاتصال وتأثيره في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، يعرف أن هذه الجائزة جاءت تحقيقا لاستراتيجية متكاملة تتطلع إلى رفع معايير ممارسة الاتصال في دولة الإمارات أولاً، ثم في المنطقة العربية ثانياً، والعالم ثالثاً".
وأوضح علاي أن الجائزة عملت منذ انطلاقها على إرساء معايير عالية المستوى لتقييم ممارسات الاتصال، وذلك في سعيها المستمر إلى تقديم نماذج تسهم في تجاوز التحديات التي يواجهها العالم على المستويات الاقتصادية، والبيئية، والاجتماعية، والصحية وغيرها، واصفاً ذلك بالمهمة الكبيرة والمضاعفة التي تقع على كل العاملين والخبراء المتخصصين في مجال الاتصال اليوم، سواءً في الجهات الحكومية أو الخاصة أو الأفراد.
وقال مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة: "لا يمكن الاكتفاء الآن بتبني الخطابات التنموية ودعم توجهات الحكومات فحسب، بل إنه من الواجب علينا جميعاً العمل على استحداث استراتيجيات تواكب متغيرات تعامل الرأي العام مع المعلومات والتوجهات والحقائق"، مشيراً إلى التغير الكبير الذي طرأ خلال العقدين الماضيين على مفهوم الاتصال الحكومي، والذي تحول من مجرد جسر يربط الحكومات بالمجتمعات المستقبلة للرسائل، ليصبح دائرة تواصل واحدة تتبادل المجتمعات والحكومات فيها الأدوار ما بين المرسل والمستقبل.
من جانبه، وجه محمد جلال الريسي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات (وام)، رئيس لجنة تحكيم جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، في كلمته، التحية والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الداعم الأول للمبادرات التي تخدم المجتمع وتطوِّر المؤسسات، انطلاقاً من الدور الجوهري للاتصال في ترسيخ العلاقات، والوصول بالمجتمعات إلى نهضة حضارية كاملة.
وقال الريسي: "واكبت جائزة الشارقة للاتصال الحكومي المتغيرات المتسارعة في العالم، ونجحت خلال دورتها الجديدة في استشراف مسار التحولات المستقبلية في استراتيجيات وممارسات الاتصال الحكومي، والاستمرار في توسعها من نطاقها المحلي إلى العربي، ووصلت إلى استقبال المشاركات من مختلف بلدان العالم".
وأكد رئيس لجنة تحكيم جائزة الشارقة للاتصال الحكومي على جمع الجائزة بين الشمولية والتخصص، وتنوع ممارسات الاتصال وساحاته الذي جعل من الجائزة واحدة من أبرز المنصات الدولية لتحديد مسؤولية وقوة الاتصال في تجاوز التحديات التنموية العالمية، مضيفاً: "وفي هذا المسار، عملت الجائزة على استحداث محاور مبتكرة للمنافسة، تستجيب لما تمر به حكومات ومجتمعات العالم من تحولات، وهو ما برز في تكريم وتتوّيج أفضل ممارسات واستراتيجيات الاتصال في 12 جائزة للمشاركات العربية، و14 جائزة للمشاركات العالمية، لتقدم بذلك أبرز النماذج في ممارسات الاتصال وأكثر التجارب تأثيراً في ثقافته وتوجهاته".
وكشف الريسي عن التوصيات التي تقدمت بها اللجنة لتحسين وتطوير فئات الجائزة، لافتاً إلى حجبها لفئة "أفضل كاتب أو مؤلف في علوم الاتصال الحكومي"، وفئة "أفضل توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في الاتصال لخدمة المجتمعات"، وفئة "أفضل عمل درامي"، عن هذه الدورة، على أن يعاد النظر في تفعيلها في الدورات القادمة، مبيناً أن لجنة تحكيم الجائزة أوصت بتعزيز العمل على تنظيم ورش متخصصة لتدريب العاملين في الاتصال على أفضل استثمار للتقنيات الذكية، لاحتياج المستخدمين للأدوات والتقنيات الحديثة والتمكن من آليات توظيفها، كما أوصت باستحداث فئة "شخصية هذا العام" التي تُمنح لأكثر الشخصيات تأثيراً في المجتمعات، نظير ما تمثله الممارسات الشخصية المسؤولة من تأثير كبير يخدم جهود الاتصال، إضافة إلى ذلك، تضمنت مخرجات اللجنة استثناء فئة "أفضل متحدث رسمي" المتحدثين من الصف الأول والرؤساء التنفيذيين ورؤساء مجلس الإدارة في الجهات الرسمية والمؤسسات، وأن تركز على المتحدثين من الصف الثاني مثل المدراء ورؤساء الإدارات والأقسام، لتعزيز وتحفيز الإبداع والابتكار في بيئة العمل.
وخلال الحفل، أعلن المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة عن تقرير يُعد الأول من نوعه تحت عنوان "100 ابتكار في الاتصال الحكومي لعام 2023" يستعرض 100 تجربة لمنهجيات وحملات الاتصال المبتكرة، تم اعتمادها من قبل الحكومات في جميع أنحاء العالم لتجاوز مختلف التحديات وجعلها في مصلحتها، وتم العمل على هذه القائمة من قبل المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة بالشراكة مع شبكة "أبوليتكال Apolitical" التعليمية من المملكة المتحدة، لدعم أفضل الممارسات والابتكارات والتكنولوجيا، التي ستشكل مستقبل الاتصالات الحكومية.
واستعرضت جيسيكا فان أونسلين، مديرة الاتصالات والتسويق في "أبوليتكال Apolitical" نتائج التقرير خلال خطاب ملهم ألقته ضمن حفل الجائزة، ذكرت فيه أهم المحاور التي يستهدفها التقرير لدعم موظفي القطاع الحكومي في مجال الاتصال، وأشارت إلى أهمية توفير مصدر إلهام لهم للتركيز على سيناريوهات التواصل في السياقات الخاصة بهم من خلال التفكير في مدى تأثير الأفكار المقترحة، واستكشاف القنوات أو التقنيّات الجديدة، ومعرفة المدى الذي يمكن أن تسهم فيه المنهجيات المتبعة في تعزيز القدرة على التأثير وتحقيق النتائج المرجوة.
وسلطت جيسيكا أونسلين الضوء في خطابها على التجارب الناجحة للاتصال الحكومي، اعتماداً على استطلاع للرأي شمل 200 ألف موظف حكومي من 160 دولة من مستخدمي منصة "Apolitical" لمعرفة ما إذا كانت إداراتهم الحكومية تتواصل بشكل واضح ومبتكر مع أفراد المجتمع، وحسب النتائج، أفاد 34٪ ممن شملهم الاستطلاع أن حكوماتهم تتواصل "أحياناً" مع الفئات المستهدفة، في حين أشار 42٪ منهم أنها "لا تتواصل على الإطلاق". ما أوضح ضرورة العمل على تحسين معايير الاتصال وتبني التجارب المبتكرة لتحقيق أعلى درجات الكفاءة والفعالية في الأجهزة الحكومية.
وفاز بجائزة الشارقة للاتصال الحكومي في دورتها العاشرة لفئة أفضل منظومة اتصال متكاملة بلدية مدينة أبوظبي، أما فئة أفضل متحدث رسمي فاز بها غنام بطي المزروعي الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، في حين حازت القيادة العامة لشرطة دبي على جائزة أفضل اتصال لبناء وإدارة السمعة المؤسسية.
وتضم جائزة أفضل اتصال يستهدف الشباب ثلاث فئات فرعية، حيث فاز المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي بالمملكة العربية السعودية بفئة أفضل الحملات للتأثير الإيجابي في وعي وممارسات الشباب، بينما فازت المؤسسة الإتحادية للشباب – وزارة الثقافة والشباب بفئة أفضل برامج اتصال لدعم المشاريع الناشئة والشباب، فيما فاز مجلس شباب وزارة الصحة ووقاية المجتمع بفئة أفضل مبادرة شبابية في الاتصال الحكومي.
كما فازت جمارك دبي عن فئة أفضل فريق اتصال حكومي. فيما نالت الشركة الوطنية للإسكان بالمملكة العربية السعودية جائزة أفضل حملة لدعم المسؤولية الاجتماعية، أما جائزة أفضل حملة تستهدف الثقافة العربية فتنقسم لفئتين فرعيتين، حيث فازت هيئة الشارقة للتعليم الخاص بجائزة أفضل حملة دعمت اللغة العربية، بينما فاز مجمع الشارقة للقرآن الكريم بجائزة أفضل حملة رسخت القيم والهوية العربية.
وعلى صعيد الفئات العالمية من جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، فازت وزارة الدفاع – الإدارة العامة للتواصل الإستراتيجي بالمملكة العربية السعودية بفئة أفضل استراتيجية اتصال للتعامل مع أزمة، وفازت دائرة الزراعة والثروة الحيوانية بفئة أفضل خطة اتصال لدعم برامج الأمن الغذائي، بينما فازت مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية بجائزة أفضل ممارسات اتصال للتعامل مع التحديات التنموية.
وتضمنت فئة أفضل ابتكار في الاتصال على فئتين فرعيتين، حيث فاز الأرشيف والمكتبة الوطنية بدولة الإمارات العربية المتحدة بفئة أفضل ابتكار في الاتصال الحكومي، في حين حاز "فريق B" لمخيم الذكاء الاصطناعي على أفضل مبادرة ضمن التحدي السنوي للشباب أو الناشئة أو الأطفال الذي نظمه المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في اليوم نفسه.
وضمت الفئات المخصصة للإعلام والمحتوى الإعلامي عدداً من الفائزين البارزين، حيث نالت وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمملكة العربية السعودية على جائزة أفضل مبادرة اتصال أو محتوى إعلامي لتعزيز الوعي البيئي، التي تستهدف الجهات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة ووسائل إعلام، فيما حصدت غادة سيف ثابت جائزة أفضل بحث علمي تطبيقي في الاتصال الحكومي على مستوى الأفراد، وفازت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية بفئة أفضل ممارسة اتصال رافقت حملات تطوعية، ونالت شركة أتنفس للإنتاج الإبداعي من مملكة البحرين جائزة أفضل اتصال عن طريق محتوى إعلامي.
وعلى صعيد فئات لجنة التحكيم، تم تكريم "اللجنة العليا للمشاريع والإرث" من دولة قطر في فئة أفضل استثمار في الرياضة لدعم برامج الاتصال، بينما حصل القاضي فرانشيسكو كابريو "القاضي الرحيم" على جائزة أفضل شخصية ذات أثر اجتماعي إيجابي، بينما فاز رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، صاحب أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، والتي تمتد لـ 6 أشهر على متن محطة الفضاء الدولية، ضمن البعثة 69، على الجائزة المستحدثة بفئة "شخصية العام".
كما تخلل الحفل تكريم الفريق الجامعي "صواب" من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في "تحدي الجامعات" لعام 2023، الذي يُنَظَم بالتعاون مع "جامعة الإمارات العربية المتحدة"، لدورهم في تكوين فرق جامعية شاركت خلال التحدي على تصميم وتقديم مشاريع مبتكرة في الاتصال الحكومي، وشهد الحفل تكريم أعضاء لجنة تحكيم "جائزة الشارقة للاتصال الحكومي"، لجهودهم في تحكيم الأعمال المترشحة للجائزة، بينما ألقى عدداً من الفائزين كلمات مختصرة حول أعمالهم الفائزة.
حضر حفل تكريم جائزة الشارقة للاتصال الحكومي بجانب سمو رئيس مجلس الشارقة للإعلام كل من سعادة الدكتور خليفة مصبح الطنيجي رئيس دائرة الزراعة والثروة الحيوانية، وسعادة الدكتورة محدثة الهاشمي رئيسة هيئة الشارقة للتعليم الخاص، وسعادة سالم المهيري رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، وسعادة مبارك الناخي وكيل وزارة الثقافة والشباب، وسعادة محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وسعادة حسن يعقوب المنصوري أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، وسعادة طارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وسعادة علياء بو غانم السويدي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وعدد من المسؤولين والإعلاميين والمؤثرين.