الشارقة 24 – الشفيع عمر:
افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة كلباء، صباح اليوم الخميس، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، جامعة كلباء، أحدث المؤسسات العلمية والأكاديمية التي تدعم بها الشارقة مسيرتها الرائدة في توفير العلم والمعرفة وتأهيل أفراد المجتمع في كافة المجالات.
وأعلن صاحب السمو حاكم الشارقة عن افتتاح الجامعة قائلاً: "بسم الله الرحمن الرحيم، نعلن افتتاح جامعة كلباء، لتكون مؤسسةً علمية غير ربحية، متمنين لأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية ولطلبة وطالبات جامعة كلباء التوفيق والسداد".
وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة في كلمته التي ألقاها خلال الافتتاح أن جامعة كلباء ستبدأ بعدد من الكليات هي: كلية القانون، وكلية إدارة الأعمال، وكلية الآداب والعلوم وتقنية المعلومات والاتصال، وكلية العلوم الرياضية.
وتناول سموه تأسيس كلية العلوم الرياضية وبرامجها، قائلاً: "سيتأهل الخريجون ببرنامج البكالوريوس في التربية البدنية وعلوم الرياضة، وذلك للعمل في مجالات مختلفة للارتقاء بالمستوى الرياضي، والمجالات هي: مدربون في الأندية الرياضية ومراكز اللياقة البدنية، ومعلمون للتربية البدنية في المدارس والجامعات، ومعلمون لتأهيل الطلبة والطالبات من ذوي الإعاقة".
وأوضح سموه أن كلية العلوم الرياضية سيتم الإعداد الأكاديمي المتميز لها لتكون كلية فريدة في مجالها، قائلاً: "تم اختيار جامعة موناش في أستراليا لإعداد وتقديم برامج التربية البدنية والعلوم الرياضية لجامعة كلباء، لما لتلك الجامعة من ريادة وعراقة حيث تعد واحدة من أعرق مؤسسات التعليم العالي دولياً، وجامعة موناش ليست ببعيدة عنا، فقد تم توقيع شراكة أكاديمية بينها وبين جامعة الشارقة في العام 2005 لتطوير برامج كليتي الطب والصيدلة لتصبح جامعة الشارقة في صدارة الكليات في مجال الطب، معلناً سموه عن توقيع اتفاقية شراكة بين جامعتي كلباء وموناش وذلك يوم السبت المقبل.
وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة أن يوم افتتاح جامعة كلباء في يوم الخميس 7 سبتمبر من عام 2023م يعد بداية الاحتفالات بافتتاح المشروعات القيّمة في مدينة كلباء مؤكداً سموه أن الجامعة هي أغلى المشروعات التي يقدمها سموه لكلباء وعلى مدى الشهور والسنوات المقبلة ستصبح كلباء في قمة التطور والتقدم.
واختتم سموه كلمته ببيان معنى (كلباء) قائلاً سموه: "الكَلِبَه شجرة شاكه تعلق بمن يمر بها وهنا في كلباء يطلقون عليها أم الغيلان وهي معروفة تنبت على الأسوار في السباخ وفي الأرض القاحلة حتى إذا مر بها الزمن هي الوحيدة التي تبقى بين الأشجار ويقال للأرض التي تكثر فيها تلك الأشجار أرض كَلِبه أو كلباء".
وكان حفل الافتتاح أستهل بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، تليت بعده آيات بينات من القرآن الكريم، ليلقي بعدها الدكتور منصور بن نصار رئيس الدائرة القانونية لحكومة الشارقة كلمة تناول فيها التشريعات القانونية التي أصدرها صاحب السمو حاكم الشارقة في شأن جامعة كلباء، وكان أحدثها القرار رقم (2) لسنة 2023م بإصدار اللائحة التنفيذية للمرسوم بقانون رقم (4) لسنة 2023م بشأن تنظيم جامعة كلباء والذي تفضل بتوقيعه سموه خلال افتتاح الجامعة، وينص القرار على أن تتكون الجامعة من كليات وأقسام علمية ومعاهد وإدارات ومراكز أبحاث وتعليم وتدريب ومؤسسات علمية على النحو الآتي:
1. كلية العلوم الرياضية.
2. كلية إدارة الأعمال.
3. كلية الآداب والعلوم وتقنية المعلومات والاتصال.
4. كلية القانون.
5. إدارة البحث العلمي.
6. إدارة التواصل المجتمعي.
7. إدارة الفاعلية المؤسسية والاعتماد.
ينص القرار على أن يكون للجامعة مجلس أمناء يمثل السلطة العليا فيها ويتولى الإشراف العام على إدارتها، ويشكل من عدد كافٍ من الأعضاء بقرار من الرئيس، ويُراعى عند تشكيل المجلس أن يضم في عضويته الآتي ذكرهم:
1. مدير الجامعة.
2. عدداً من الشخصيات العامة في المجتمع.
3. عدداً من الشخصيات العلمية العالمية المرموقة.
ووفقاً للقرار يسعى مجلس أمناء الجامعة إلى إرساء مبادئ الحوكمة، ويختص في سبيل أدائه لمهامه بالعديد من الاختصاصات التي حددها القرار الذي نظم أيضاّ اجتماعات المجلس وآلية عمله.
كما يتضمن القرار العديد من الأحكام والتفاصيل التنظيمية للمكاتب واللجان التابعة للمجلس أو المنبثقة عنه مثل لجنة تنمية الموارد المالية، واللجنة الأكاديمية، واللجنة المالية، ولجنة الالتزام والتدقيق الداخلي.
ويوضح القرار كيفية اختيار وتعيين مدير الجامعة وتحديد صلاحياته ونائبه ومساعدوه ومجلس العمداء، كما نظم القرار كليات الجامعة وأقسامها وبرامجها العلمية، وتضمن بعض الأحكام الختامية، ومهّد القرار لإصدار لوائح منظمة لأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية.
وفي كلمة له، رحب الدكتور سيف سالم القايدي مدير جامعة كلباء بصاحب السمو حاكم الشارقة، معرباً عن شكره وامتنانه لسموه على الدعم اللامحدود وتفضله بافتتاح الجامعة، والذي يعكس الالتزام الراسخ لتنفيذ رؤية إمارة الشارقة في خلق بيئة تعليمية متميزة في مجال التعليم العالي، ومعبراً عن فخره لبداية عصر جديد مليء بالأمل والتطلعات والالتزام بتحقيق التميز.
وأوضح القايدي أن إنشاء الجامعة هي علامة فارقة في الجهود المشتركة لتعزيز ثقافة التعلم والابتكار والتميز في المنطقة، مؤكداً أن الجامعة تحمل رؤية كبيرة تهدف إلى تنمية عقول الجيل القادم وتزويدهم بالمهارات والمعارف اللازمة لمواجهة التحديات المقبلة، بالإضافة إلى تمكينهم من المساهمة بشكل فعال في المجتمع، متناولاً الدعائم والأُسس والقيم التي تقوم عليها جامعة كلباء وهي النزاهة والشمولية والابتكار، ومشدداً على أهمية إتاحة الفرصة التعليمية الجيدة لكل فرد وتحقيق أُمنياته.
وقدم مدير جامعة كلباء نبذة عن التخصصات في كليات الجامعة الأربعة وبرامجها حيث تقدم كل من: كلية القانون 3 برامج، واحد في البكالوريوس وبرنامجين في الدراسات العليا، وكلية إدارة الأعمال 3 برامج منها برنامجين في البكالوريوس وبرنامج في الدراسات العليا، كما تقدم كلية الآداب والعلوم وتقنية المعلومات والاتصال 7 برامج علمية لدرجة البكالوريوس، وبرنامجين للدراسات العليا، فيما سيتم إطلاق كلية العلوم الرياضية قريباً والتي ستحوي برنامج التربية البدنية وعلوم الرياضة.
وخلال كلمته طالب مدير جامعة كلباء أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية في الجامعة بضرورة إدراك المسؤولية التي تقع على عاتقهم، كونها لا تقتصر على بناء مؤسسة تعليمية فقط بل هو بناء إرث سيشكل مستقبل المنطقة، معبراً عن ثقته الكبيرة في إنشاء بيئة تعزز التفكير النقدي والإبداعي والالتزام بالتعلم، وذلك بدعم من الحكومة الرشيدة وتعاون الهيئة التدريسية والإدارية وطموح الطلبة، ستصبح جامعة كلباء منارة للتعلم والإبداع والابتكار.
عقب ذلك تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بإزاحة الستار عن اللوح التذكاري لجامعة كلباء، كما تفضل سموه برفع علم الجامعة على ساريته أمام المبنى الإداري للجامعة.
وتجول بعدها سموه يرافقه الحضور في أروقة الجامعة، مطلعاً على مرافقها المتنوعة من قاعات دراسية ومختبرات علمية وعملية والتي ستسهم في تقديم أفضل العلوم والمعارف والمهارات لطلبة الجامعة. وتتكون مرافق الجامعة التي جرى العمل على تطوير مبانيها معمارياً وهندسياً، من مبنيين للطلاب والطالبات والمبنى الإداري، والذين تم تصميمهم على أحدث طراز ووفقاً للمواصفات العالمية، بما يراعي تلبية احتياجات الطلبة والهيئات الإدارية والأكاديمية والفنية.
ويتكون المبنى الإداري للجامعة من طابقين إلى جانب الطابق الأرضي على مساحة 4860 متراً مربعاً، تتضمن قاعة مؤتمرات ومركز تقنية المعلومات، ومكاتب إدارة القبول والتسجيل وعدد من المكاتب الإدارية للخدمات المساندة، إلى جانب مكاتب إدارة الجامعة العليا وقاعات اجتماعات، كما يضم المبنى مكتب رئيس الجامعة وعدد من المكاتب الملحقة.
وتضم كليتي الطلاب والطالبات بالجامعة، كل على حدة، ثلاثة مبانٍ على مساحة 6442 متراً مربعاً، تتضمن مبنى الفصول الدراسية، الذي يشتمل على عدد من القاعات الدراسية ومختبرات الحاسوب، وتتوزع الفصول الدراسية ما بين قاعات التعليم المرن والتقليدي والتفاعلي، والمحاضرات، بالإضافة إلى مختبرات الفيزياء والعلوم والأحياء ومختبر للعلوم الرياضية، كما يشتمل المبنى على ردهة المركز الطلابي التي تتضمن المسرح الجامعي ومرافق متنوعة لخدمة الطلبة، وقاعة متعددة الأغراض وعدد من المكاتب الإدارية، إلى جانب المنتدى الطلابي.
شهد الافتتاح بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من: الشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة خورفكان، والشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة كلباء، ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، وعدداً من كبار المسؤولين رؤساء الدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية، وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وأعيان المنطقة.