بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، والدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديموقراطية، اليوم الجمعة، في العاصمة أديس أبابا، مختلف مسارات التعاون وإمكانات تنميتها في جميع القطاعات، والتطورات والمستجدات الإقليمية والدولية، والقضايا التي تهم البلدين وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
الشارقة 24 – وام:
عقد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، والدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديموقراطية، اليوم الجمعة، جلسة محادثات، تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، إضافة إلى مجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ورحب رئيس الوزراء الإثيوبي، في بداية الجلسة، التي عقدت في مقر رئاسة الوزراء الإثيوبية، بصاحب السمو رئيس الدولة، مؤكداً أن زيارة سموه تعطي دفعاً قوياً لمسار تطور العلاقات بين البلدين وتنميتها، فيما عبر سموه، عن سعادته بزيارة إثيوبيا وتجدد اللقاء برئيس الوزراء آبي أحمد، وشكره على حرصه على تقديم العزاء حضورياً في وفاة الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، والذي يعبر عما يميز علاقات البلدين من قوة وخصوصية، كما هنأ سموه آبي أحمد بمناسبة يوم ميلاده الذي وافق 15 من شهر أغسطس الجاري، متمنياً له العمر المديد والصحة والسعادة.
ووجه صاحب السمو رئيس الدولة، التحية إلى سهلورق زودي رئيسة جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديموقراطية الصديقة، وتمنياته لها موفور الصحة والسعادة.
وبحث سموه ورئيس وزراء إثيوبيا، مختلف مسارات التعاون في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتنموية الحيوية وإمكانات تنميتها في جميع القطاعات، بما يخدم تطلعات البلدين المستقبلية لتوسيع آفاق التعاون والعمل المشترك بينهما، ويسهم في دعم التنمية والازدهار لشعبي البلدين.
كما بحث الجانبان، التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية، وعدداً من القضايا التي تهم البلدين وتبادلا وجهات النظر بشأنها، مؤكدين في هذا السياق، أهمية بناء جسور التعاون وشراكات فاعلة تسهم في تحسين جودة حياة الشعوب وازدهارها.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حرص دولة الإمارات، على تنمية علاقات التعاون مع إثيوبيا الصديقة، والذي يقوم على الثقة والاحترام المتبادلين وخدمة المصالح المشتركة، وذلك في إطار سعي الدولة إلى تعزيز علاقاتها الخارجية مع الدول الصديقة التي ترتكز على الشراكة والتعاون المشترك في جميع المجالات.
وأضاف سموه، أن العلاقات بين دولة الإمارات وإثيوبيا متنامية، وشهدت خلال السنوات الأخيرة، تقدماً نوعياً خاصة في المجالات التي تخدم الاستدامة والتنمية في البلدين، مؤكداً حرص الدولة على دفع علاقاتها مع إثيوبيا الصديقة إلى الأمام خاصة في قطاعات الزراعة والأمن الغذائي والطاقة والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا وغيرها.
وأشار سموه، إلى أن إثيوبيا تعد شريكاً تجارياً مهماً للدولة في إفريقيا، حيث وصل حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين إلى 1.4 مليار دولار في 2022، ونعمل على زيادة هذا الرقم خلال السنوات المقبلة، كما نعمل على تعزيز الاستثمار المشترك وتوسيع آفاقه، خاصة في ظل الفرص الاستثمارية الكثيرة والواعدة بين البلدين بجانب تعاون البلدين في مجال الطاقة المتجددة خاصة الطاقة الشمسية.
وتابع سموه، أن إثيوبيا تحظى بأهمية خاصة لدى دولة الإمارات، في إطار توجهها الاستراتيجي لتعزيز العلاقات مع إفريقيا، خاصة في المجالات التنموية، خاصة إنها تستضيف مقر منظمة الوحدة الإفريقية، ولها ثقل كبير في القارة، إضافة إلى دورها المهم والأساسي في معادلة الأمن الإقليمي في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي .
وشدد سموه، على أن دولة الإمارات مع كل ما يحقق السلام في القارة الإفريقية من منطلق نهجها الداعم للاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم، لذلك فإنها تدعم كل المبادرات والجهود الهادفة إلى إيجاد تسويات سلمية للأزمات في القارة.
كما رحب سموه، بالخطوة الإيجابية الخاصة بالاتفاق بين جمهورية مصر العربية وإثيوبيا مؤخراً، على انطلاق مفاوضات للتوصل إلى تسوية بشأن ملف سد النهضة، معرباً عن تمنياته أن تصل هذه المفاوضات إلى حل مرضي لجميع الأطراف، وبما يعزز التعاون فيما بينها، ويدعم الاستقرار في المنطقة.
ودعا صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس الوزراء الإثيوبي، إلى حضور مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أن إثيوبيا من الدول التي تهتم بقضية الطاقة المتجددة، وتشترك مع دولة الإمارات في هدف تحقيق الحياد المناخي عام 2050.
من جانبه، أعرب رئيس وزراء إثيوبيا، عن اعتزازه بمستوى العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين وشعبيهما الصديقين، مشيداً بجهود دولة الإمارات الهادفة إلى ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وخدمة القضايا التي تسهم في تعزيز التعاون والسلام والتعايش بين شعوب العالم ودوله، وتمنى لدولة الإمارات مزيداً من التقدم والازدهار.
وأكد الجانبان، في ختام اللقاء، حرصهما على دفع العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية وغيرها من أوجه التعاون الذي يخدم مصالحهما المشتركة، ويسهم في جهود تحقيق التنمية المستدامة والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية.
وأقام رئيس وزراء إثيوبيا، مأدبة غداء، تكريماً لصاحب السمو رئيس الدولة والوفد المرافق.
حضر اللقاء والمأدبة، الوفد المرافق لصاحب السمو رئيس الدولة الذي يضم: سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، ومعالي محمد بن عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، ومعالي علي بن حماد الشامسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، وسعادة محمد سالم الراشدي، سفير دولة الإمارات لدى إثيوبيا، وعدداً من المسؤولين.
فيما حضرهما من الجانب الإثيوبي، ديميكي ميكونين نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، وموفرية كامل وزيرة العمل، وأحمد شادي وزير المالية، والدكتور أبراهام بيلاي وزير الدفاع، وعائشة محمد وزير الدولة للري والمناطق المنخفضة، وملاكو ألبيل وزير الصناعة، والدكتور فرما أمينتي وزير الزراعة، والدكتور أليموسيم وزير النقل والإمداد، وألمتسيهاي بولوس وزيرة شؤون مجلس الوزراء، والسفير ميسجانو أريغا هو وزير دولة للشؤون الخارجية، وعدد من كبار المسؤولين الإثيوبيين.
كما قام صاحب السمو رئيس الدولة، يرافقه آبي أحمد، بغرس شجرة في حديقة مقر رئاسة الوزراء الإثيوبية.