حرصت هيئة الشارقة للتعليم الخاص منذ تأسيسها على إحداث تحولات في منظومة الخدمات التعليمية، من خلال تبني استراتيجية شمولية، وخطط مدروسة، تجمع مختلف شركاء الميدان التربوي، بما ينسجم مع مكانة إمارة الشارقة التعليمية.
الشارقة 24:
حرصت هيئة الشارقة للتعليم الخاص منذ تأسيسها على إحداث تحولات في منظومة الخدمات التعليمية، من خلال تبني استراتيجية شمولية، وخطط مدروسة، تجمع مختلف شركاء الميدان التربوي، بما ينسجم مع مكانة إمارة الشارقة التعليمية، ويلبي رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وتضمنت خطط الهيئة واستراتيجيتها التركيز على أطراف الميدان التربوي، بالتزامن مع العمل على المناهج ومراجعة مدى قوتها وملاءمتها للأهداف المرجوة، بالإضافة إلى بذل الجهود والعمل على تعزيز البيئة التعليمية والأدوات التربوية بهدف الارتقاء بنتائج الطّلبة، وخصوصاً في المواد العربيّة الإلزاميّة ممثلةً في مادة اللّغة العربيّة للنّاطقين بها وبغيرها، ومادة التّربية الإسلاميّة، ومادة التّربيّة الوطنيّة الاجتماعيّة، والتّربيّة الأخلاقية.
وتحقيقاً لأهدافها، أطلقت الهيئة مبادرة "العربيّة عن بعد"، على الرغم من التداعيات التي فرضتها جائحة كورونا، كما نظمت الجلسات التّدريبية التّطويرية للقطاع بإداراته ورؤساء أقسامه ومعلّميه ومعلماته بواقع يوم تدريبي كلّ يوم ثلاثاء أسبوعياً، حيث بلغ عدد الجلسات التّربويّة التي نظمتها الهيئة 16 جلسة تدريبية افتراضية، استفاد منها 7000 من الحضور.
وأطلقت الهيئة مبادرة "بالعربيّة نرتقي" شاملة حزمة من الفعاليات والأنشطة التّي تضمنت التّدريب الميداني، والزيارات الواقعيّة لحصص تّدريسيّة، كما ترجمت الهيئة ثمرة جهودها بإطلاق برنامج "معلّم وأفتخر"، تحت مظلة مشروع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للتوطين في القطاع الخاص، واعتمدت اللائحة التّنظيميّة الخاصة بالبرنامج والتّي تعنى بتنظيم عمل الكوادر الوطنيّة من أبناء الإمارة في القطاع الخاص من المعلّمين والمعلّمات من خريجي التّخصصات المختلفة، بالتنسيق مع دائرة الموارد البشرية في حكومة الشّارقة.
برزت ثمرة البرنامج من خلال رفد الميدان التعليمي بدفعة من الخريجين والخريجات في تخصصيّ اللّغة العربيّة والتّربية الدينيّة الإسلاميّة، الذّين يزاولون مهامهم كمعلّمين ومعلّمات في المدارس الخاصة بإمارة الشارقة.
وفي هذا الصدد، أكدت سعادة الدكتورة محدثة الهاشمي، رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص، أن الهيئة ومن خلال إدارة التّحسين المستمر، وبالتّضافر مع إدارات الأقسام تنظم الفعاليات والأنشطة والمسابقات الدّاعمة للّغة العربيّة، بهدف تعزّيز الهُويّة العربيّة عند المتعلّمين من الطّلبة والطّالبات، وتحبّيب تعليم وتعلّم هذه اللّغة عندهم، واضعةً نصب عينيها أهميّة هذه اللّغة كحاضنة للهويّة والعادات والقيم والحضارة العربيّة الغنية التّي تعمل الهيئة على تأكيد حضورها، رغم التحديات التي تواجهها وبخاصة في المدارس الدّوليّة التّي تعنى بتعليم اللّغة الأجنبية.
جهود متواصلة
هذا وتواصلت جهود الهيئة بتقديم الخبراء التربويون وتوفير التّدريب الميداني في مدارس الإمارة، بالإضافة إلى التّواصل مع الإدارات ورؤساء الأقسام خلال أسابيع التّطوير والتّنميّة المهنيّة التّي تنظمها إدارة التّحسين المستمر، بواقع 3 أسابيع دوريّة في كلّ فصل تدريسيّ.
كما نظمت من خلال مبادرة "بالعربيّة نرتقي" مسابقة "في الخمسين من عزّ بابا سلطان" للفئات التّعليميّة المختلفة، بدءاً بالطّفولة المبكرة من خلال تسجيل فيديو في حبّ والدنا سلطان، وانتهاءً بكتابة مقالة لمرحلة الثاني عشر في شارقة العلم والثّقافة، وقد شارك ما مجموعه 47 مدرسة في هذه المسابقة.
ونظمت كذلك المُلتقى الدّوليّ الأوّل لمعلّمي العربية بعنوان "العربيّة مستقبلٌ وهُويّة"، برعاية وحضور صاحب السّمو الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمد القاسميّ عضو المجلس الأعلى حاكم الشّارقة، حيث قدّمت خلال الملتقى 8 ورش واقعيّة و4 جلسات حواريّة، استضافت 16 خبيراً ومختصاً خلالها، كما قدّمت 16 ورشة تطبيقيّة تدريبية عبر تقنية "الزووم".
وبلغ عدد الحضور الواقعي للملتقى 370 ضيفاً من التربويين الإداريين والمهتمين بتعليم العربيّة والكوادر التّعليمية، إضافةً إلى 4700 حضور افتراضي ممن سجلوا على منصة أكاديميّة الشّارقة للتعليم، كما شاركت 12 دولة، قدّم ممثلوها ورشات تدريبية، وشارك ما مجموعه 41 طالباً على هامش الملتقى من 27 مدارسة في "سوق عكاظ"، حيث القى الطلبة عدداً من الأبيات الشعرية لعظماء شعراء العرب.
جهود تقود إلى مخرجات نوعية
خلال مسيرتها، تمكنت الهيئة من تحقيق مخرجات نوعية أبرزتها نتائج برنامج "إتقان" في اللّغة العربيّة وموادها في مدارس القطاع الخاص بإمارة الشّارقة، حيث تمكنت من تحقيق نقلة نوعيّة في نتائج مراجعة جودة أداء المدارس في مادة اللّغة العربيّة، والتي أظهرت نسبة 97% مستوى مقبول أو أفضل بين المدارس، و49% مستوى جيد أو أفضل ما يجعل من مادة اللغة العربية الأكثر تقدماً في الأداء خلال عام 2022-2023م، بالمقارنة مع نتائج العربية في العام 2018م بنسبة بلغت 60% من التّحسن والتطوّر في تعليم هذه المادة للنّاطقين بها.
وحول البرنامج، أوضحت سعادة الدكتورة محدثة الهاشمي، أن البرنامج يمضي وفقاً للخطط التي وضعتها الهيئة، وأن مخرجات المراحل السابقة خلال العام الدراسي 2018 /2019، وما حققته من ارتفاع وتقدم لافت خلال العام الجاري 2022/2023، تعكس نجاحه كبرنامج متميز قادر على تطوير وتحسين جودة الأداء المدرسي نظراً لمرونته وشموليته وقدرته على حصر الجوانب التي تحتاج التحسين، وتحديد خطط التدخل لتقديم تغذية راجعة هادفة للمدارس.
وأبدت الهاشمي سعادتها بالنتائج التي حققها البرنامج، مثمنةً جهود جميع كوادر وفرق العمل والإدارات المدرسية التي بذلت جهودًا لافتة أسهمت في تحقيق النتائج الإيجابية، مشيرةً في الوقت ذاته إلى ضرورة الاستفادة من المكتسبات التي تحققت والبناء عليها، لمواصلة إحراز التقدم والتطور وصولاً إلى تعليم مستدام في جودته ومخرجاته الأكاديمية، بما يلبي وينسجم مع توجيهات ورؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الداعم الأول للمشهد التعليمي والثقافي في الإمارة.
وبدوره، أشاد علي الحوسني مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص، بنتائج البرنامج التي تشير إلى التقدم والتطور المضطرد، موضحاً أن مخرجات البرنامج باعتباره أداة تطويرية متميزة، تدعو إلى الاستمرار في بذل الجهود، حتى تتمكن جميع المدارس الخاصة من تحقيق الأهداف وتجاوز ما يعرف بمواكبة النظم التعليمية الحديثة، ليتحول الميدان التعليمي بمختلف أطرافه في إمارة الشارقة إلى نموذج تعليمي بارز تسعى النظم الأخرى إلى مواكبته والاستفادة من مقدراته وأدواته، نظراً لتميزه وشموليته التي تجمع مختلف أطراف المنظومة التربوية باعتبارهم شركاء في العمل والجهود نحو التطوير والتجويد التعليمي.
تعزيز حضور الطلبة
حرصت الهيئة على تعزيز مشاركة الطّلبة في الفعاليات الدّوليّة التّي تحتضنها إمارة الشّارقة، وعلى رأسها معرض الشّارقة الدّوليّ للكتاب، حيث شاركت 75 مدرسة على مدار العاميين الماضيين، وبما مجموعه 420 مشاركة طّلابيّة في فعاليّة "شخصيّة من كتابي المفضل"، إضافةً للمشاركة في مهرجان الشّارقة القرائي للطّفل الذّي ساهم معلّمو ومعلّمات برنامج "معلّم وأفتخر" بتقديم ورش فيه، أسهمت في تعزيز دور الطّلبة وتحفيزهم على القراءة التّي هي قلب التّعليم والتّعلّم.
إلى جانب ذلك، عززت الهيئة آفاق التعاون ووسعت نطاق الشراكات مع المؤسسات المحليّة والاتحاديّة والدّوليّة، وأبرمت اتفاقية تعاون مع المركز التربوي للغة العربيّة لدول الخليج بالشّارقة، بالإضافة إلى الاجتماعات الدّوريّة التّحضيرية ودعوة القطاع الخاص بكوادره وأسرته التّربويّة لحضور المؤتمرات على المستويين المحليّ والاتحادي والدّوليّ.