الشارقة 24:
أكد المشاركون في ندوة "كفى عنفا" على ضرورة توحيد الجهود في كافة المؤسسات والإدارات في مختلف القطاعات لمواجهة مهددات أمن وأمان الطفل والعمل على ترسيخ القيم الأخلاقية والعادات الاجتماعية التي يتباهى بها المجتمع الإماراتي بشكل خاص والعربي بشكل عام، خاصة في ظل المتغيرات الاجتماعية والفكرية والاقتصادية والغزو الذي يتعرض له أطفالنا من جراء الثورة الالكترونية وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي والتي أفرزت الكثير من المشاكل التي لم تشهدها الأجيال السابقة.
أهمية دور الأسرة
جاء ذلك في ختام الندوة السنوية التي نظمتها دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، تزامناً مع اليوم العالمي للأطفال ضحايا الاعتداءات الذي يصادف 4 من يونيو كل عام، والتي عقدت صباح أمس الاثنين، في فندق شيراتون الشارقة بمشاركة كوكبة من المختصين والمسؤولين من مختلف القطاعات الحكومية على مستوى الدولة، وأجمعوا على أهمية دور الأسرة بالدرجة الأولى في حماية ورعاية الطفل، ومن ثم الجهات الأخرى كدور المدارس والجمعيات وما إلى ذلك.
وأشاروا إلى أن المشاكل الأسرية تأتي في المرتبة الأولى لزعزعة شخصية الطفل وفقده للشعور بالأمن والأمان، وانجرافه إلى الكثير من المشاكل وارتكاب الأخطاء، وتعرضه للعنف والإساءة، وفي المقابل فإن الحب غير المشروط وعدم إكسابه المهارات والقيم ومعرفة محددات الطفل كفيلة بجعله طفلاً غير مسؤول ينجرف بسرعة باتجاه الخطأ، لعدم إدراكه بخطورة ما يقدم عليه.
وشارك في الندوة التي حملت شعار "حماية القيم ومهددات بناء شخصية الطفل"، كل من حمدان العامري مدير فرع تحليل الظواهر الاجتماعية بوزارة الداخلية، الدكتورة أسماء الدرمكي باحث واستاذ جامعي، ومدير فرع مدينة الشارقة للخدمات الانسانية في كلباء، ويوسف الشحي موجه أسري، وفيصل محمد الشمري رئيس مجلس إدارة جمعية حماية الطفل، والتربوي صلاح الحوسني اختصاصي إرشاد في مؤسسة الإمارات للتعليم المؤسسي، والدكتور شريف أبو شادي استشاري معرفة في دائرة الخدمات الاجتماعية، وأدار الندوة الدكتور جاسم الحمادي مدير إدارة المعرفة في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة.
منظومة القيم
كما ناقش المتحدثون التحديات التي تواجه المجتمع، مؤكدين منظومة القيم المجتمعية من الأمور الهامة في بناء شخصية الطفل ليكون إنساناً ناضجاً متكاملاً قادراً على المساهمة في خدمة وطنه ونفسه، ولتحقيق هذا الأمر يحتاج إلى تدرج يتمثل أولاً في دور الأسرة وهي المؤسسة الأولى المعنية بتعزيز سلوك وقيم وتربية الطفل من بداية ولادته، ثم يأتي دور المدرسة في الاشراف ومتابعة هذا الجانب، يليها المؤسسات المجتمعية الأخرى منها المؤسسات الأمنية ووزارة التربية والتعليم وغيرها من المؤسسات التي لها دور في تعزيز هذا الجانب القيمي، وضرورة وجود نظام متكامل للأطفال تضعه الأسرة كما المؤسسات المعنية الأخرى يتمثل بالحوار بين الأبناء والآباء وضرورة وجود القدوة وغرس القيم الحميدة والمثل العليا، ومكارم الأخلاق في الحياة لأنها تمثل الجذور الطيبة والأرض الخصبة التي تُبنى على أساسها الأمم، حيث تتكون اللّبنة الأولى لشخصية الطفل والبناء القيمي والأخلاقي داخل الأسرة، قبل أن تأتي مساهمات المؤسسات الاجتماعية الأخرى في مراحل تالية من حياة الطفل، كما تكمن التحديات بالبرامج والأنشطة المتنوعة والهادفة الموجهة للأطفال والشباب، التي تحتاج إلى التغيير كي تتواءم مع المتغيرات المجتمعية والتي سببها الانفتاح على شبكات الاتصال الرقمي والثقافات المتنوعة.
الشراكات المجتمعية
كما دعت الندوة إلى التزام كل مؤسسة وجهة بدورها والعمل على تشجيع المبادرات والأنشطة والجوائز لتعزيز السلوك وتطوير السياسات واللوائح التي تعزز القيم والتعاون بين جميع المؤسسات وعمل شراكات مجتمعية تكاملية فيما بينها إضافة إلى اهتمام الجمعيات التي تعنى بالأسرة برأب الصدع وترميم الشروخ بالعلاقات الأسرية ومواجهة التحديات المجتمعية والابتكار في موضوع التوعية وبناء القدرات ووضع ممكنات لدعم اللغة العربية وممكنات على الرقابة من الجهات المسؤولة عن مواقع التواصل وتحديث الخطاب الديني الموجه للأطفال يحاكي الواقع الذي يعيشه جيل اليوم.