الشارقة 24 - محمد الحمادي:
أشاد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بجهود مكتب اليونسكو الإقليمي المتعدد القطاعات في الدول العربية ومبادراتهم المستمرة لدعم الأطفال في العالم العربي، مؤكداً سموه أن الشارقة تسعى دائماً لتعزيز التعاون في هذا المجال، وستظل داعمةً لهذه الجهود عبر تطبيق المعايير واستضافة المؤتمرات وإنشاء المراكز الخاصة بالطفل.
جاء ذلك خلال حفل افتتاح المؤتمر الإقليمي لرعاية وتربية الطفولة المبكرة في الدول العربية، بحضور قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، الذي يقام بتنظيم مكتب اليونسكو بالشراكة مع عدة جهات محلية واتحادية، صباح اليوم الأحد في أكاديمية الشارقة للتعليم.
واستهل حفل الافتتاح بالسلام الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة، ألقت بعدها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، كلمة رحبت فيها بالحضور في إمارة الشارقة، الصديقة للطفل والحاضنة لمواهب ومهارات الأطفال، مؤكدةً سموها بأن استضافة المؤتمر الإقليمي لرعاية وتربية الطفولة المبكرة في الدول العربية في الشارقة يمثل تأكيداً على دور الإمارة الفعال في توفير منصة مثالية لاحتضان الفعاليات والمؤتمرات التي من شأنها تعزيز مفهوم رعاية الأطفال وضمان أمنهم وسلامتهم في رحاب عالمٍ متغيرٍ باستمرار.
وأضافت سموها: "تلعب الأعوام الأولى من حياة الإنسان دوراً كبيراً في بناء هوية الفرد، ابتداءً بتعلمه المشي والتواصل اللفظي مع الآخرين، عبر تكوين العلاقات والصداقات مع أقرانهم، إلى أن يصلوا لتحقيق استقلاليتهم في المجتمع. واستناداً إلى ذلك، يُولي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أهمية قصوى لكل ما يتعلق بتنشئة الطفل في بيئة تحفظ له صحته الجسدية والنفسية، وتصون حقوقه وكرامته كفرد مؤثر في المجتمع. فالأطفال هم جوهر النسيج المجتمعي في إمارة الشارقة، ورعايتهم هي أولوية دائمة لا جدال فيها".
وتحدثت سمو رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة عن أسباب المبادرات الشخصية التي قامت بها للأطفال قائلةً: "إن أُولى الخطوات التي اتخذتها شخصياً للمشاركة في مسيرة التنمية المجتمعية في الشارقة جاءت انطلاقًا من مسؤوليتي كأم، فقررت التركيز على تنمية مهارات الأطفال في "مراكز الطفولة" و"أندية فتيات الشارقة"، حيث وفَّرَت هذه المراكز مساحات إبداعية يمارس بها الطفل هواياته ويستكشف ذاته ويتعرف على أطفال آخرين يتشارك معهم هذه الهوايات. وبمباركة كريمة من صاحب السمو حاكم الشارقة، قمنا بافتتاح عدد من المرافق الحكومية التي حظيت بثقة أولياء الأمور لتكون اختيارهم الأول لأطفالهم في صقل مهاراتهم وتنمية مواهبهم لاستثمار قدراتهم خارج نطاق الصف الدراسي".
وتناولت سموها التجارب الفعلية في إمارة الشارقة التي مكنت الأطفال وساهمت في بناء شخصيتهم والأهداف الرامية إلى هذه الخطوات قائلةً: "نحن نبحث عن الإبداع عندما يتعلق الأمر برعاية الفرد وتنميته في محيطه الاجتماعي، ولا نقف عند تجارب الآخرين، بل نتعداها لنصل إلى أبعاد أعمق وأهدافٍ أسمى، وفي ذلك كانت الشارقة سبّاقة في تحفيز الأطفال على دخول المسلك البرلماني في عمر مبكر، واستثمار مهاراتهم القيادية النامية في تجربة "مجلس شورى أطفال الشارقة" منذ عام 1997، حيث يخوض الطفل تجربة الترشح للانضمام للمجلس إضافة إلى وضع أهدافه كمرشح برلماني، وصولاً إلى نيله مقعداً في المجلس، ليتعلم الطفل من هذه التجربة أن يكون له دور في تطوير مجتمعه وبناء وطنه. وتفرّدت إمارة الشارقة بهذه التجربة لغرس شعور الانتماء للوطن وتمكين الاطفال من التعبير عن آرائهم وافكارهم ومشاركتها مع أقرانهم، كونها فرصة مميزة لهم في خوض تجربة صنع القرار بممارسات ديمقراطية عبر طرح الأسئلة والمداخلات والخروج بتوصيات داعمة لشعار كل دورة منعقدة. وتحت شعار "ربع قرن من التميز في العمل البرلماني" انطلقت الدورة البرلمانية الحالية 2022 –2024، حيث سُرِرنا بطلبات الأطفال الراغبين بالترشح والتي بلغ عددهم 300 طفل وطفلة من منتسبي مراكز ربع قرن ومدارس الإمارة جميعها، يدل ذلك بلا شك على نجاح هذه التجربة المميزة ونتائجها المثمرة في جيل فتيّ مليء بالطاقات البشرية، ليكون خير سفير لبلده وشعبه وثقافته".
مضيفةً سموها: "لم تغِب عنا أهمية التركيز على الجانب الأبرز من سلسلة تجارب الشارقة في رعاية الطفل، المتمثل بتوفير بيئة صحية وآمنة له في جميع الظروف، واستباقاً للأحداث، أطلقنا حملة تحت عنوان "سلامة الطفل" التي استهدفت توعية الوالدين الجدد بأهمية اقتناء كرسي السيارة المناسب للطفل لضمان حمايته على الطرقات، ومع النجاح الذي حققته الحملة في هذه المسيرة التوعوية، وَجّهنا باستمرارية عمل "سلامة الطفل" كإدارة تندرج تحت المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وتوسيع نطاق توجهات هذه الإدارة لتشمل حماية الطفل من أي خطر محتمل يؤثر على صحته أو حياته، حيث تقوم الإدارة بدراسة المخاطر المحتملة في حياة الأطفال وتوعية الوالدين والمجتمع ككل حول ضرورة الانتباه لتلك المخاطر والمشاركة بحماية الأبناء منها".
وعبرت سموها عن فخرها بالنموذج الذي قدمته إمارة الشارقة في مجال رعاية الطفل في جميع مراحل الحياة، مشيرةً سموها إلى أن اختيار الشارقة مقراً لعقد هذا المؤتمر يعكس الثقة العالية والكفاءة لتمثيل الدور القيادي الفعال في هذا المجال والذي بات منهجاً، متطلعةً سموها إلى ما سيحمله المؤتمر من نتائج وتوصيات من شأنها تعزيز التضامن الإقليمي الداعم للطفولة، وتحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وألقت كوستانزا فارينا، مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي المتعدد القطاعات في الدول العربية، كلمةً، حيّت فيها الدعم اللامحدود لصاحب السمو حاكم الشارقة لكافة برامج تنمية ورعاية الطفولة في مختلف المستويات، مشيرةً إلى دور إمارة الشارقة المحوري في العالم العربي والدول الإسلامية على صعيد دعم الثقافة والمعرفة والطفولة، وفي استضافة هذا المؤتمر الهام.
كما أثنت في كلمتها على الجهود الكبيرة لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى للأسرة، لدعم الأطفال وفق مستويات متنوعة، ومتعددة، ومتكاملة لجميع الجوانب التي تعمل على رفع مستوياتهم، ومستوى الخدمات المقدمة إليهم.
وتناولت كوستانزا فارينا أهداف المؤتمر في النظر إلى كل ما يتعلق بتربية ورعاية الطفولة المبكرة، ووضع السياسات المستقبلية، لافتةً إلى أن مرحلة الطفولة المبكرة هي الأساس لبناء الإنسان وهي التي تقود الرحلة الطويلة له في الحياة، ولذلك لابد من التوعية بذلك والاهتمام بها ودعمها عبر البرامج العلمية والعلوم، والمراكز المتخصصة للتنمية والتطوير، إلى جانب مواجهة التحديات والأزمات التي تقف أمامها.
وأوضحت مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي، أهمية المؤتمرات العالمية في رسم السياسات العامة للطفولة المبكرة وبرامجها، والاهتمام بالحقوق الأساسية التي يجب أن يتمتع بها الأطفال، وإقامة الشراكات المثمرة لأجل ذلك، مشيرةً إلى أن مؤتمر الشارقة 2023 يعمل على أن يكون هناك عمل تنسيقي وتعاوني دقيق لتذليل كافة التحديات، ومشاركة التجارب والممارسات التي تدعم الطفولة المبكرة ورعايتها وتربيتها، وحشد الدعم، إلى جانب تعزيز دور أولياء الأمور والمعلمون وتمكين المرأة وبناء القدرات عبر الحوارات، والدعم الحكومي من أجل بصمة للأجيال المقبلة في المستقبل.
من جانبها قدمت معالي سارة عوض مسلم وزيرة دولة للتعليم المبكر، عرضاً مرئياً تناولت في بدايته إلى طرق التعامل مع الأطفال الذين لا يتأثرون بالخطب الملهمة والوعود الكبيرة، بل تكون المفاوضات معهم من أجل التطور والفرح، مشيرةً إلى أن الاستثمار في التعليم المبكر يتفوق على الاستثمار في الأسواق المالية، والعوائد التي يتم جنيها من خلاله كبيرة مما يساهم في تطوير عملية التعليم باستخدام الطرق الواعدة والمتطورة، ويساعد في التخطيط للمستقبل.
وأكدت معالي وزيرة الدولة للتعليم المبكر أن من الضروري تهيئة البيئة المناسبة والحاضنة للأطفال، باستخدام العديد من التقنيات والتكنولوجيا الحديثة وأساليب تعليمية متكاملة، متحدثةً عن أحدث الدراسات الخاصة بعقل الأطفال والتي تشير إلى التطور السريع مقارنة بعقل الشخص البالغ من حيث الاستيعاب وترسيخ المعلومات، مشيرةً إلى أن دولة الإمارات عملت على تعزيز هذا المجال عبر إطلاق الوكالة الإتحادية للتعليم المبكر وهي الأولى في الوطن العربي، إدراكاً من القيادة الرشيدة لأهمية تهيئة الطفل في سنواته الأولى ليكون فرداً إيجابياً في المستقبل.
وذكرت معالي سارة مسلم أن الإمارات لديها أكثر من 500 ألف طفل دون سن الرابعة، مما يحتم على الدولة إيجاد نظام بيئي للتعليم المبكر والذي يعتبر استثماراً حقيقياً في المستقبل، الذي بدوره سيخرج لنا جيل يضم المخترعين والمبدعين والعلماء والمهندسين والأطباء وغيرهم من المهن والكفاءات التي تجعل مستقبل دولة الإمارات أكثر جودة وإنتاجية.
وأضافت معالي وزيرة الدولة للتعليم المبكر أن الوكالة تعمل على دعم الطفولة المبكرة من خلال وضع السياسات والاطلاع على أفضل الممارسات ووضع الحلول على نقاط الضعف للوصول إلى التعليم المتكامل، ولتعزيز الثقافة والهوية واللغة والمشاركة الجماعية والاجتماعية لدى الأطفال، مشيرةً إلى أنه تم وضع 27 سياسة حضانة ذات أولوية عبر 6 ركائز أساسية ستدعم معايير جودة التعليم وبما يتوافق مع القوانين والتشريعات الحالية، إضافة إلى مشروع تحسين المدارس لتعزيز تجربة التعليم، وعقد شراكة مع أكاديمية الشارقة للتعليم لصقل مهارات القيادة والمعلمين من خلال التدريب والتطوير المهني.
وفي ختام كلمتها عبرت معالي ساره مسلم عن سعادتها باستضافة الشارقة لهذا المؤتمر الذي اعتبرته فرصة لتوحيد الجهود وتبادل المعرفة لتعزيز الاستثمار في التعليم المبكر، مشيرةً إلى أن الدولة لا تبني الحضانات والمدارس فقط بل تصوغ وتخطط مستقبل الأطفال عبر الاستثمار في التعليم المبكر.
من جانبها ألقت الدكتورة خوله عبدالرحمن الملا رئيسة هيئة شؤون الأسرة كلمة قالت فيها: "إن اجتماعنا معاً اليوم، يعكس مدى الحرص المشترك لدولنا العربية، على ضمان حق كل طفل في الحصول على الرعاية الجيدة والتعليم منذ الولادة، والتزام حكوماتنا بالاستثمار في الهدف (4.2) من أهداف "خطة التنمية المستدامة لعام 2030"، سعادة الأَطفال واحدة من الأَولويات التي وضعتها دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن رؤيتها المئوية 2071، بما يضمن رفاه حياتهم، ويغرس فيهم مهارات القرن الثاني والعشرين، ويعزز جاهزيتهم للحياة، ووفق الرؤية الحكيمة لقيادة دولة الإمارات سعت الدولة لتحقيق مكانة مرموقة بين دول العالم، في ما يخص الاهتمام بالطفولة".
وأضافت رئيسة هيئة شؤون الأسرة: في إمارة الشارقة يحظى الطفل بنصيب الأسد في الاهتمام والرعاية، تحت مظلة رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، والذي يوجه برؤيته الاستباقية كافة الجهات المعنية بأن تؤكد على ما للطفل من أهمية في كل المخططات الاستراتيجية، حيث تنطلق في كل ما تقوم به من مقولة صاحب السمو حاكم الشارقة "الطفل هو انسان المستقبل ومنه تبدأ صناعة أثمن رأس مال"، فكانت المبادرات والإستراتيجيات وبتوجيهات واشراف مباشر من سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الأمر الذي جعل من إمارة الشارقة منارة مضيئة في مسيرتها الحافلة بالإنجازات وفي كل المجالات التي تخص الطفل".
وتناولت الدكتورة خوله الملا المبادرات التي تبنتها إمارة الشارقة من أجل تعزيز الطفل عبر مر السنين قائلةً: "هو الطفل أثمن رأس مال ومن أجله تقاطرت المبادرات في إمارة الشارقة بدءاً من سبعينيات القرن الماضي، حيث تم افتتاح مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في عام 1979، ثم إنشاء أول مركز لحماية الطفل وأول مكتبة للطفل الذي مهد لأول مركز للأطفال في الدولة، وتبعه إنشاء أول برلمان للطفل، تبعه إنشاء المجلس الأعلى لشؤون الأسرة والذي يأتي تأكيداً على أهمية الأسرة ودورها الرئيس في بناء المجتمع والطفل، كما تم تأسيس مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي الموجهة لدعم الأطفال والمحتاجين، وتعليمهم من مختلف الجنسيات، إضافة إلى إصدار صاحب السمو حاكم الشارقة المرسوم السامي بإنشاء الحضانات الحكومية لتنضم جميع الحضانات القائمة وتزامنت هذه الجهود مع إنشاء أول خط لمساعدة الأطفال في الدولة والتابع لمركز حماية الطفل في الشارقة، مروراً بإطلاق مشروع "الشارقة مدينة صديقة للطفل"، وتواصل العطاء بإصدار سموه مرسوماً بإنشاء 66 حضانة جديدة موزعة على مختلف مدن ومناطق الإمارة، وإطلاق مبادرة لغتي لدعم اللغة العربي للأطفال، كما شهد العام 2013 إنشاء مؤسسة القلب الكبير حيث كانت البداية حملة إنسانية لجمع التبرعات لتقديم الدعم لأطفال اللاجئين السوريين، ثم تحولت لمؤسسة دولية إنسانية مستقلة، وتوالت الإنجازات بقرار تمديد إجازة الأمومة إلى 90 يوماً مدفوعة الأجر في الشارقة وذلك لحرص سموه على تواجد الأم بجانب طفلها خصوصا في الأشهر الأولى من عمره، والمحافظة على تماسك الأسرة وإيجاد بيئة مناسبة لرعاية الأطفال والرضع، كما تم تأسيس أول محكمة للأسرة في الشارقة تلاها إعلان الشارقة كأول مدينة صديقة للطفل من قبل اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية، كما نالت الشارقة اعتراف منظمة الصحة العالمية كمدينة صحية".
وأضافت الملا: "الطفل أثمن رأس مال ومن أجله استضافت إمارة الشارقة المقر الدائم للبرلمان العربي للطفل التابع لجامعة الدول العربية، وأطلقت مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، كما تم تخريج أول دفعة من الدورة التدريبية لتطوير معلمي الحضانات الحكومية وإطلاق مشروع إعلام صديق للطفل، وتوالت مسؤولية القيادة واهتمامها بتأسيس إدارة سلامة الطفل، إضافة إلى إطلاق برنامج "معلم وافتخر"، مشروع سلطان القاسمي للتوطين في القطاع الخاص، الذي يعد الكوادر الوطنية لخدمة التعليم وفق أحدث المواصفات العالمية في أكاديمية الشارقة للتعليم، كما فازت إمارة الشارقة بجائزة اليونيسيف للمدن الصديقة للطفل وللمرة الثانية عن فئة الحكومة الصديقة للطفل".
وفي نهاية كلمتها أشارت الدكتورة خوله الملا إلى أهداف المؤتمر والنتائج المرجوة منه قائلة: "نجتمع اليوم لأننا نؤمن بأن الطفل هو أثمن رأس مال ومن أجله تتطلع إمارة الشارقة من خلال هذا المؤتمر الإستراتيجي إلى تبادل المعارف والخبرات وتعزيز الشراكة والتضامن العربي، من أجل قضية بهذه الأهمية وعرض تجربة الشارقة وأفضل ممارساتها التي باتت موضوع إشادة دولية دائمة على هذا الصعيد، وصولاً إلى الخروج بتوصيات الشارقة الذي نأمل أن تمثل خارطة طريق خاصة بمنطقتنا العربية للنهوض برعاية وتربية الطفولة المبكرة، تسهم في زيادة الدعم والاستثمار في السياسات والبرامج النوعية التي تستهدف أطفال المنطقة العربية وتضمن حصول جميع الأطفال على نوعية جيدة من الرعاية والتربية قبل المرحلة الدراسية الابتدائية بحلول عام 2030، وفق مقررات "إعلان طشقند" ولينعموا بحاضر سعيد ومستقبل أكثر إشراقاً".
من جانبها تناولت ميسون شهاب، اخصائية برنامج التربية في مكتب اليونسكو الإقليمي في لبنان، التقرير الإقليمي لليونسكو للرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة، والذي تضمن التقدم والتحديات والفرص والإنجازات في مجال رعاية وتربية الطفولة المبكرة، وذلك خلال العقد الماضي، والذي واجهت فيه العديد الدول العربية حالات طوارئ مختلفة، مثل النزاعات والنزوح والكوارث الطبيعية ووباء كوفيد-19 الذي أثر على الحياة بأكملها، مما أدى إلى تعطيل التقدم نحو تحقيق الأهداف المتعلقة بالطفولة المبكرة.
وقالت ميسون شهاب: "وعلى الرغم من التحديات العديدة، فقد أظهرت بعض الدول العربية الكثير من الجهود المنظمة عن الطفولة المبكرة، حيث كانت دولة الإمارات العربية المتحدة في طليعة هذه الدول التي عملت من أجل ضمان نظام الطفولة المبكرة ورعايته ليصبح أكثر شمولاً، والاستفادة من التقنية الحديثة وتقديم الحماية الاجتماعية والتحول الرقمي مما يمكّن أولياء الأمور من المساعدة في تعليم الأطفال".
وأشارت اخصائية برنامج التربية في مكتب اليونسكو الإقليمي في لبنان، إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي الست صادقت جميعها على قوانين وسياسات ولوائح الطفولة المبكرة، ونقلت الاختصاص إلى وزارة واحدة هي وزارة التربية والتعليم، كما قامت بعض الدول بتحسين ممارساتها من خلال إنشاء هيئة متعددة القطاعات لتنسيق تطوير استراتيجية شاملة لرعاية الطفولة المبكرة مثل الهيئة الاتحادية للتعليم المبكر، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة في الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة، واللجنة الوطنية للطفولة في البحرين، إلى جانب تأسيس مجالس تعليمية ومراكز وطنية لتطوير التعليم مثل الكويت وقطر.
واختتمت ميسون شهاب ملخص التقرير الذي حوى إحصائيات متعددة للتعليم المبكر في الدول العربية، بالإشارة إلى مجموعة التوصيات التي تضمنها التقرير والتي من شانها رفع مستوى برامج الطفولة المبكرة في الدول العربية، ووضع الرؤية المناسبة، ومنها: الدعم الحكومي وتمكين برامج الطفولة المبكرة، وتطوير الاستثمار في الجودة، والتركيز على الجوانب التعليمية.
واختتمت الدكتورة رقية دياوارا، الأخصائية التربوية في مكتب اليونسكو في فرنسا، كلمات الافتتاح، بعرض أهم ما تضمنه إعلان طشقند والذي نتج عن المؤتمر العالمي لرعاية وتربية الطفولة المبكرة الذي عقد في أوزبكستان نوفمبر 2022.
وينص إعلان طشقند، خلال العشرة سنوات المقبلة على الالتزام بالعمل من أجل تحويل الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة على مجموعة من المبادئ التوجيهية والاستراتيجيات حول أربعة مجالات رئيسية للسياسة العامة، وهي: توفير خدمات الرعاية والتربية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة للجميع بالمساواة والشمول في مرحلة الطفولة، والاهتمام بموظفي الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة، بالإضافة إلى الابتكار لدفع عجلة التحول، والحوكمة والتمويل، وزيادة الإنفاق ودعم التعليم المبكر.
واستعرضت د. رقية دياوارا، مشروع القرار الذي وقعت عليه 57 دولة منها دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك في الدورة 216 للمجلس التنفيذي لليونسكو، لخطة متابعة إعلان طشقند وتنفيذه.
وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد شاهد والحضور عرضاً مصوراً حمل عنوان "رسالة مرئية من حضانات الشارقة"، ظهر فيه الأطفال منتسبي حضانات الشارقة وهم يتلقون الدروس وأهم الفعاليات خلال فترة تواجدهم في الحضانة، كما وجه الأطفال رسالة الشكر لصاحب السمو حاكم الشارقة وقرينته على اهتمامهم بالأطفال من خلال إنشاء الحضانات.
وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد تجول قبيل الافتتاح في المعرض المصاحب للمؤتمر من خلال زيارة منصات الجهات المشاركة وهم: أكاديمية الشارقة للتعليم، وهيئة الشارقة للتعليم الخاص، وهيئة الشارقة الصحية، والوكالة الإتحادية للتعليم المبكر مستمعاً سموه لأبرز الأدوار التي تقوم بها الجهات في دعم الطفل والمبادرات التي تعمل عليها.
وتفضل سموه بالتقاط الصور التذكارية مع ممثلي مكتب اليونسكو الإقليمي المتعدد القطاعات في الدول العربية.
ويهدف المؤتمر إلى تقييم التقدم الذي أحرزته المنطقة العربية نحو تحقيق هدف التنمية المستدامة 4.2 وغيره من أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالطفولة المبكرة، بالإضافة إلى تبادل المعرفة حول عوامل التمكين الرئيسية، ونتائج البحوث الناشئة، والممارسات الجيدة، والابتكارات لوضع سياسات وبرامج رعاية وتربية الطفولة المبكرة عالية الجودة والارتقاء بها.
كما يستهدف تحديد الفرص ووضع مجموعة من الأولويات والاستراتيجيات لتحقيق الأهداف المرجوة وزيادة الاستثمار في رعاية الطفولة المبكرة من جانب الحكومات وشركائها، والتضامن وتعزيز الشراكة الإقليمية من أجل قضية الطفولة المبكرة، والاطلاع على تجربة إمارة الشارقة في رعاية وتربية الطفولة المبكرة.
ويسلط المؤتمر الضوء على أربعة محاور ومجالات أساسية لتعزيز رعاية وتربية الطفولة المبكرة في المنطقة، وتتضمن الشمولية والجودة والرفاهية، والقوى العاملة في رعاية وتعليم الطفولة المبكرة ومقدمو الرعاية، وابتكارات البرامج، والسياسات والحوكمة والتمويل.
حضر حفل الافتتاح بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من: معالي سارة بنت عوض مسلم وزيرة الدولة للتعليم المبكر، والدكتورة خوله عبدالرحمن الملا رئيسة هيئة شؤون الأسرة، والدكتور عبدالعزيز بن بطي المهيري رئيس هيئة الشارقة الصحية، وعمر بن حريمل الشامسي رئيس هيئة الموارد البشرية، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، والدكتورة محدثة الهاشمي رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص، وكوستانزا فارينا مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي المتعدد القطاعات في الدول العربية، وعدداً من ممثلي القطاع التعليمي في الدولة ومراكز الأطفال.