جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
عنصر من الحياة الاجتماعية باسكتلندا

آلات البيانو التقليدية تستعيد نبضها الموسيقي في إدنبرة

01 يونيو 2023 / 9:33 AM
تسعى إدنبرة إلى إعادة النبض الموسيقي لآلات البيانو التقليدية التي تخلى عنها أصحابها بهدف توفير مساحات إضافية في بيوتهم نظراً لتضاءل حجم المساكن باسكتلندا، حيث يذكر أن للمملكة المتحدة باع طويلة في صناعة آلات البيانو، ويعود هذا التقليد فيها إلى أكثر من 200 عام.
الشارقة 24 – أ. ف. ب:

في متجر كبير بالقرب من ميناء إدنبرة في اسكتلندا، يضع أحد المتطوعين يدعى تيم فنسنت سميث يده داخل بيانو كبير ويقرص الأوتار المشدودة بدقة، تمهيداً لإعادة الحياة إلى هذه الآلة المهجورة، كما فعل مع المئات من مثيلاتها.

وقرر فنسنت تكريس نفسه لهذه المهمة خلال إقامته في باريس قبل 20 عاماً، حيث كان يعمل آنذاك في مكتبة "شكسبير أند كومباني" للمؤلفات الصادرة بالإنجليزية، على ضفاف نهر السين، مقصد أجيال من الكتاب، من بينهم إرنست همنغواي.

وفي أدنبرة، تمكّن فنسنت سميث حتى اليوم مع فريق من المتطوعين في إعادة النبض الموسيقي إلى مئات آلات البيانو التي يتخلى عنها أصحابها، سعياً إلى توفير مساحات إضافية في بيوتهم.

وما إن ينجز ترميم آلات البيانو هذه، حتى يطرحها للراغبين في "تبنيها"، أما تلك التي لا يمكن تصليحها، فتُحوّل إلى قطع فنية أو إلى أثاث.

وأفاد سميث: "اكتشفت أن ثمة أكواماً من آلات البيانو ترمى في مكبات النفايات ورحتُ أصنع الأثاث منها، على غرار مقعد بجانب النافذة وسرير مرتفع مع درج، ثم بقيت أتلقى آلات البيانو".

وأدرك عندها أن آلات بيانو تُرمى "تكون في حالة لا تزال جيدة إلى حد ما"، فقرر مع صديق موسيقي هو ماثيو رايت تأسيس "بيانودروم" لإنقاذ أكبر عدد ممكن منها.

عنصر من الحياة الاجتماعية 

وللمملكة المتحدة باع طويلة في صناعة آلات البيانو، ويعود هذا التقليد فيها إلى أكثر من 200 عام، وفي مطلع القرن العشرين، كان عدد صانعي هذه الآلات في بريطانيا نحو 360، كان نتاجهم يُصدّر إلى مختلف أنحاء العالم، فكانت تبدع على ملامسها أنامل الملحنين الكبار من أمثال شوبان وليست ويوهان كريتيان باخ، النجل الأصغر ليوهان سيباستيان باخ، وكانت هذه الآلات في الماضي عنصراً مهماً في الحياة الاجتماعية والهوية البريطانية، وكانت تشغل حيزاً أساسياً في المنازل وفي حانات الأحياء.

لكنّ حجم المساكن تضاءل، وبات من الصعب إيجاد مساحة تتسع للبيانو فيها.

وفي مرحلة لاحقة، بدأ التلفزيون والبيانو الإلكتروني يشكلان وسيلتين بديلتين للترفيه، فقبعت آلات البيانو التقليدية في زوايا صالات الاستقبال في المنازل، وأصبحت مجرّد قطعة أثاث إضافية يتكدس الغبار عليها.

وفي خمسينات القرن العشرين وستيناته، شاعت ممارسات أقل ما يقال فيها أنها مفاجئة، إذ كانت تقام مسابقات في تحطيم آلات البيانو باستخدام المطارق الثقيلة.
June 01, 2023 / 9:33 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.