تشارك مؤسسة الإمارات للطاقة النووية؛ خبراتها في تطوير تكنولوجيا الطاقة النووية الجديدة حول العالم، حيث تعمل الشراكة الإماراتية مع القطاعين العام والخاص في الولايات المتحدة الأميركية واليابان وجمهورية كوريا من أجل تخصيص مبلغ 275 مليون دولار لبناء مفاعل معياري مصغر في جمهورية رومانيا، وبدأت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بالفعل في تطبيق المرحلة التالية من استراتيجيتها الرامية لتسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة على المستوى الدولي.
الشارقة 24 - وام:
مع الإعلان عن الشراكة الإماراتية مع القطاعين العام والخاص في الولايات المتحدة الأميركية واليابان وجمهورية كوريا من أجل تخصيص مبلغ 275 مليون دولار لبناء مفاعل معياري مصغر في جمهورية رومانيا، تكون مؤسسة الإمارات للطاقة النووية قد بدأت بالفعل في تطبيق المرحلة التالية من استراتيجيتها الرامية لتسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة على المستوى الدولي.
ويأتي الدعم الإماراتي لهذا المشروع الجديد والريادي في رومانيا من خلال مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، التي ستسهم بخبرتها الكبيرة في بناء وتشغيل مفاعلات الماء الخفيف، ودعم الجوانب المتعلقة بالمشتريات والهندسة وإدارة المشروعات، وذلك في إطار الشراكة الإماراتية الأميركية الاستراتيجية للاستثمار في الطاقة النظيفة، والتي تهدف إلى استثمار 100 مليار دولار لنشر مشاريع الطاقة النظيفة بحلول عام 2035.
ويسهم هذا المشروع الجديد في تكريس الدور الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة في المسيرة العالمية للانتقال إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة، بعدما أصبحت محطات براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي نموذجاً يحتذى به من قبل مشاريع الطاقة النووية الجديدة حول العالم، وذلك بعد نحو 14 عاماً فقط من إطلاق البرنامج النووي السلمي الإماراتي في إطار النهج المدروس للدولة بإضافة الطاقة النووية لمحفظة مصادر الطاقة لديها، وتبنيها كأول دولة في المنطقة لمبادرة استراتيجية هدفها الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وكانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أعلنت أن محطات براكة هي البداية فقط للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، وأنها تركز جهودها حالياً في الاستثمار في التقنيات الجديدة للطاقة النووية مثل الجيل الجديد من المفاعلات ونماذج المفاعلات المصغرة، إلى جانب الابتكار والبحث والتطوير في مصادر جديدة للطاقة الصديقة للبيئة مثل الهيدروجين والوقود الخالي من الانبعاثات الكربونية، فضلاً عن التطبيقات السلمية الأخرى للطاقة النووية التي تتعلق بالطب والزراعة واستكشاف الفضاء.
وفي هذا الإطار، شهدت الفترة الماضية عدة أنشطة وتحركات للمؤسسة لبناء التعاون الوثيق مع الجهات المتخصصة والمسؤولة في قطاع الطاقة النووية حول العالم، من أجل المساهمة في نشر وتوسيع الاعتماد على مصادر الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية وبالتالي المساهمة الفعلية في مواجهة التغير المناخي إلى جانب تحقيق خفض البصمة الكربونية على أوسع نطاق.
ففي مارس 2023، وقعت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة الكهرباء النووية الرومانية "نيوكلياراليكتريكا" مذكرة تفاهم تهدف للتعاون بين الجانبين في قطاع الطاقة النووية، وإيجاد إطار عمل مشترك للتعاون المحتمل بين الجانبين في تطوير وتوسيع برامج الطاقة النووية في البلدين وكذلك في وسط وشرق أوروبا، لا سيما أن دولة الإمارات وجمهورية رومانيا تعتمدان على الطاقة النووية كمصدر أساسي للطاقة الصديقة للبيئة الضرورية لعملية تسريع خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة وللصناعات الثقيلة الأخرى، فضلاً عن التطبيقات الأوسع نطاقاً بما يشمل إنتاج الهيدروجين وتحلية المياه.
كذلك وقعت المؤسسة في مايو 2023 ثلاث مذكرات تفاهم مع مؤسسات صينية متخصصة في قطاع الطاقة النووية السلمية، هي معهد أبحاث عمليات الطاقة النووية، والمؤسسة النووية الوطنية الصينية في الخارج، ومؤسسة صناعة الطاقة النووية الصينية، وذلك لاستكشاف فرص التعاون في التقنيات الجديدة في هذا القطاع، حيث تتضمن مجالات منها عمليات الطاقة النووية وصيانتها، وكذلك المفاعلات عالية الحرارة المبردة بالغاز.
وكان وفد رفيع المستوى من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية زار في فبراير 2023 مختبر إيداهو الوطني الأمريكي، أحد أكبر مؤسسات البحث العلمي وأكثرها تقدماً في العالم، حيث تم بحث التعاون لتطوير مصادر جديدة للطاقة الصديقة للبيئة وأحدث التقنيات في هذا القطاع.
ومهدت الزيارة لتعاون بين الجانبين أعلن عنه في مارس 2023، ويتضمن التعاون بين المؤسسة والمختبر الأميركي وضع الأسس الخاصة بالتعاون بين الجانبين، من أجل تطوير أنظمة إنتاج الهيدروجين والأمونيا والأكسجين والماء والبخار في محطات براكة وعلى نطاق تجاري، وذلك في إطار رؤية طويلة الأجل لتصدير الهيدروجين والأمونيا الخالية من الانبعاثات الكربونية لتلبية الطلب العالمي المتزايد.