سلطت جلسة حوارية، ضمن فعاليات الدورة الـ14 من مهرجان الشارقة لقرائي للطفل، الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه الصناعات المعرفية والإبداعية في تنشئة الصغار، وتوفير تجارب تعليمية فريدة لهم، لتحفيز عقولهم وإثراء ملكاتهم الإبداعية، والتأثير بشكل إيجابي على نموهم الفكري والتربوي.
الشارقة 24:
أكد عدد من الخبراء والمتخصصين، الدور المحوري الذي تلعبه الصناعات المعرفية والإبداعية في تنشئة الأطفال، وتوفير تجارب تعليمية فريدة لهم، لتحفيز عقولهم وإثراء ملكاتهم الإبداعية، والتأثير بشكل إيجابي على نموهم الفكري والتربوي، مشيرين إلى أهمية مواكبة التقنيات وتقنينها وتحديد مسارها وسلوكها في كافة المجالات، ومنها الإبداع في التربية، وضرورة تبني وزارات التعليم العربية، مناهج إبداعية وفنية في المدارس.
جاء ذلك، في جلسة حوارية بعنوان "تربية طفلك عبر الصناعة الإبداعية"، ضمن فعاليات الدورة الـ14 من مهرجان الشارقة لقرائي للطفل، استضافت كلاً من سمية السويدي فنانة تشكيلية إماراتية ومديرة الفعاليات المجتمعية في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، ومحمد شاكر محمود جراغ كاتب وصانع محتوى وناشر ونائب رئيس مجلس إدارة الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال في الشارقة، وحمزة أرشد ممثل وكوميدي ومؤلف كتب أطفال وأحد أكثر المواهب شعبية وأهمية في المملكة المتحدة، وأدارتها الإعلامية ومقدمة البرامج سالي موسى.
وأشار حمزة أرشد، إلى أن الإبداع يساعد الطفل على التعبير عن نفسه ومشاعره والتواصل والتعاون مع الآخرين، واكتساب مجموعة واسعة من المهارات، ويعزز مفهوم الهوية لديه، مشدداً على ضعف التمثيل الثقافي حيث إن 4% فقط من إجمالي الكتب المنشورة في المملكة المتحدة، تنشر بلغات آسيوية أو سامية أو إفريقية، و1% منها فقط لمؤلفين ليسوا غربيين، مضيفاً أنه لا يجد الشباب نماذج يمكن اتباعها، وهو السبب الذي يثني عزيمتهم عن القراءة، ولهذا يجب تعزيز التمثيل والاندماج والتنوع الثقافي الغني الذي يحتاجه العالم.
من جانبها، اقتبست سمية السويدي، مقولة الفنان العالمي بيكاسو؛ "كل طفل يولد فناناً"، مشيرة إلى أن مسؤولية تنشئة هذا الفنان وإثراء مخيلته والحفاظ على حماسه وروحه الإيجابية تقع على عاتق الوالدين، من خلال ضمان نشاط وتفاعل الأطفال، واصطحابهم إلى أماكن وعوالم لاستكشافها والاستمتاع بها، وتعلم الأشياء بأنفسهم بدون تدخل مباشر.
ونوهت السويدي، إلى أن الإبداع سواءً في التمثيل أو الموسيقى أو الفن يحفّز الدماغ وخلاياه العصبية الرابطة التي تقدم مساراً للذاكرة، ولهذا يمتلك المبدعون ذاكرة قوية، فالإبداع يعلم الأطفال مهارات حل المشكلات ويساعدهم على التفوق في مادة الرياضيات والعلوم، لأن "الفن والعلم ينتميان من مصدر واحد"، كما قال العالم ألبرت آينشتاين.
بدوره، أوضح محمد جراغ، أن العملية الإبداعية تتطور بسرعة هائلة نظراً لوجود التقنيات التكنولوجية الحديثة، وهذه العملية أكبر عند الأطفال وأفضل في التربية، مشيراً إلى أن الإنسان بطبعه يحب التغيير وهذا ما جعلنا نطلق مصطلح "ترند" الأكثر تداولاً وشيوعاً، ففي الماضي كان الشيء يتغير بعد عدة سنوات، واليوم أصبح يتغير خلال ثلاثة أيام.
وأضاف جراغ، نحتاج إلى حزمة من العلاجات النفسية للأطفال، ومع أن بعض التقنيات الإبداعية ساعدتنا على إيجاد الحلول للمشاكل، نعارض أن يتم تسخير الإنسان لهذه التقنيات وليس العكس، فهذه التقنيات تم ابتكارها لخدمة الإنسان لا لكي يصبح الإنسان عبداً لها.
ونوه جراغ، إلى أن العملية الإبداعية أصبحت حرة ولا يوجد من يتأكد من صحة وموثوقية معلوماتها، سواء كانت جهة حكومية أو مركزية أو شخصية، خاصة أن الإشاعات تنتشر كالنار بسرعة قبل تصحيحها من صاحب العلاقة، وتابع يجب على الأطفال التأكد من صحة المعلومات من خلال سؤال الأب والأم لأنهما حريصان على مصلحة الأطفال، والتقنيات القادمة رائعة وستساعد البشرية على توظيف الآلة لاتخاذ القرارات الصحيحة، مع الانتباه من الاستخدام السيء والجانب المظلم منها.
وفي ختام الجلسة، أكد المتحدثون، أهمية تشجيع الأطفال على الإبداع من خلال الفن أو التمثيل أو الكتابة أو التكنولوجيا أو العلوم، وتوفير الأدوات والفرص اللازمة، لتحقيق ذلك، لأنها تساعدهم على النمو والتطور، وتنمية مهاراتهم في مختلف مناحي الحياة.