تسارعت اليوم الأحد، عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان، من قبل دول عدة مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا وهولندا ومصر والسعودية، في وقت تتواصل فيه المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، منذ أكثر من أسبوع، وأدت إلى مقتل أكثر من 420 شخصاً وإصابة 3700 بجروح، فضلاً عن نزوح عشرات الآلاف.
الشارقة 24 - أ ف ب، رويترز:
أعلنت مصادر رسمية عدة، أن عمليات إجلاء الرعايا والدبلوماسيين الأجانب من السودان، من قبل دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، تسارعت اليوم الأحد، في وقت تتواصل فيه المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، منذ أكثر من أسبوع.
وتسببت الاشتباكات منذ 15 إبريل الجاري بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، بمقتل أكثر من 420 شخصاً، وإصابة 3700 بجروح، ودفعت عشرات الآلاف للنزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر.
وأفاد شهود بأن أصوات إطلاق الرصاص ودوي الانفجارات وتحليق الطيران الحربي تتواصل في الخرطوم، وتطغى الأحد على ما عداها، لاسيما دعوات التهدئة المتكررة والتي جاءت أحدثها الأحد من البابا فرنسيس.
وترافق تسارع إجلاء المواطنين الأجانب، مع تزايد المخاوف على مصير السودانيين متى انتهت هذه العمليات.
وأجلت فرنسا، زهاء 100 شخص جواً من السودان إلى جيبوتي على متن رحلة أولى الأحد، على أن يتم نقل عدد مماثل لهم على متن طائرة ثانية في وقت لاحق أيضاً.
وأوضحت مصادر دبلوماسية وعسكرية فرنسية، أن العمليات شديدة التعقيد، وقد تمتد يوماً أو يومين إضافيين.
وكانت باريس أعلنت في وقت سابق، أنها ستعمل على إجلاء بعثتها ومواطنيها ورعايا دول شريكة وحليفة.
وأكدت المصادر الفرنسية، أن من يتمّ إجلاؤهم بلغوا مكان الإقلاع متعبين ومتوترين، لكنهم كانوا مرتاحين كثيراً لوصولهم إلى برّ الأمان، وأضافت أن هؤلاء كانوا منهكين على الصعيد النفسي نظراً لما مرّوا به، إلا أن حالتهم البدنية كانت جيدة نسبياً رغم معاناتهم كسكان الخرطوم، من نقص المواد الغذائية والمياه.
وأوكلت دول غربية، مثل بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة، إلى قواتها المسلحة إنجاز الإجلاء.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إنجاز لندن عملية إجلاء سريعة ومعقدة لدبلوماسييها وعائلاتهم.
كذلك، أعربت ألمانيا، عن أملها في نقل أكبر عدد ممكن من الرعايا من الخرطوم، في ظل هذا الوضع الخطر في السودان، على أن تقوم بنقل رعايا من الاتحاد الأوروبي ودول أخرى ضمن إمكاناتنا.
بدورها، بدأت إيطاليا إجلاء رعاياها ورعايا سويسرا ودبلوماسيي الفاتيكان، بينما أعلنت السويد إرسال زهاء 150 عسكرياً لإجلاء دبلوماسيين ورعايا، من دون أن تحدد ما إذا كانت العملية قد بدأت، في حين أكدت النرويج إجلاء سفيرها واثنين من الدبلوماسيين.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الهولندي فوبكه هوكسترا، أن بلاده أجلت أول مجموعة من رعاياها من السودان، على متن طائرة فرنسية، في إطار ما وصفها بأنها "عملية معقدة جداً" نُفذت بمساعدة فرنسا وألمانيا ودول أخرى، وأضاف أن نحو 150 مواطناً هولندياً طلبوا الإجلاء.
بدورها، كشفت وزارة الخارجية المصرية في بيان، أن إجراءات إجلاء عدد من المصريين من المناطق الآمنة بالسودان بدأت، وأنها تجري بالتنسيق مع السلطات السودانية، وأن عدد المصريين الذين تم إجلاؤهم براً وجواً بلغ من 500 مصري.
وأتى ذلك بعد ساعات من تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن، أن قوات بلاده نفّذت عملية لإخراج موظفين حكوميين أميركيين، طالت أكثر من مئة شخص بينهم دبلوماسيون أجانب.
واستخدمت هذه القوات، مروحيات انتقلت من جيبوتي الى إثيوبيا، فالخرطوم حيث بقيت في المطار لأقل من ساعة.
إلى ذلك، أعلنت كندا أنها علّقت موقتا نشاطها الدبلوماسي، وأن بعثتها تعمل من مكان آمن خارج البلاد.
وفي حين استخدمت أطراف عدة الإجلاء جوّاً، اعتمدت أخرى الخيار البرّي.
وفيما أكدت المصادر الفرنسية، أنها استبعدت خيار الإجلاء برّاً لصعوبته، أظهرت لقطات مصوّرة، قافلة من سيارات رباعية الدفع عائدة للأمم المتحدة، تغادر الخرطوم نحو مدينة بورتسودان بشرق البلاد.
وأفاد مصدر كان ضمن القافلة، أن من كانوا فيها يحملون جنسيات دول أوروبية وآسيوية وإفريقية وغيرها، وتابع أنا من سيراليون، في الواقع، العالم كله كان على متن هذه القافلة.
وأعلنت تركيا، أنها ستعيد مواطنيها، براً عبر المرور بدولة أخرى.
وكان الانتقال برّاً إلى بورتسودان الطريق الذي اعتمدته السعودية، في أول عملية إجلاء معلنة للمدنيين السبت، قبل نقلهم عبر البحر الأحمر إلى جدّة.
وأوضحت الرياض، أنها أخرجت أكثر من 150 شخصاً من رعاياها ورعايا 12 دولة على متن سفن تابعة للبحرية السعودية.
وأثارت عمليات الإجلاء، مخاوف على مصير السودانيين العالقين وسط القتال.
وأفاد شهود الأحد، عن سماع أصوات معارك وإطلاق نار في الخرطوم وضواحيها، يرافقها تحليق طيران حربي.
وتسبّبت الغارات الجوية والقصف المدفعي حتى الآن، بإغلاق 72 % من المستشفيات في مناطق النزاع، وفق لجنة أطباء السودان.
وفي الشوارع، يمكن رؤية آثار الاقتتال: أعمدة كهربائية على الأرض، محال تجارية محترقة، ودخان يتصاعد من هنا وهناك.
وكان طرفا القتال أعلنا الجمعة، وقفاً لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام لمناسبة عيد الفطر، ثم تبادلا الاتهامات بخرقه.
وتسيطر قوات الدعم على مطار الخرطوم الذي شهد معارك عنيفة، واحترقت فيه طائرات، لكن يصعب التحقّق ممّا حصل فعلياً على الأرض ومن يسيطر على ماذا.
وأفاد محامون، أن عدداً من السجناء تم تحريرهم من سجن واحد على الأقل، بينما أفادت مصادر أخرى عن تعرض سجنين على الأقل لهجمات، منهما سجن كوبر الذي يضم سجناء سياسيين أبرزهم البشير.
في الخرطوم، التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، يتملّك الرعب المدنيين داخل منازلهم، في ظل انقطاع شبه تام للكهرباء والمياه، ويجازف عدد منهم بالخروج للحصول على مواد غذائية أو للفرار من المدينة.
وتمتد المعارك لمناطق أخرى مثل إقليم دارفور، حيث أعلنت مصادر مطلعة، أن الوضع كارثي في مدينة الفاشر.
وفي بغداد، نقلت وكالة الأنباء العراقية عن متحدث باسم وزارة الخارجية، أن مواطناً عراقياً قتل جراء الاشتباكات في السودان.