اتفق الجيش وقوات الدعم السريع، اليوم الأحد، على فتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية لمدة ثلاث ساعات، في وقت كشفت فيه لجنة أطباء السودان المركزية، أنّ إجمالي القتلى المدنيين بلغ 56، وأن عشرات الجنود قتلوا، إضافة إلى إصابة 600، في حين أعلنت الأمم المتحدة مقتل 3 عاملين في برنامج الأغذية العالمي بإقليم دارفور.
الشارقة 24 – أ ف ب:
قتل 56 مدنياً، خلال 24 ساعة في المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع المستمرة الأحد، لليوم الثاني في الخرطوم، فيما قتل ثلاثة عاملين في برنامج الأغذية العالمي بإقليم دارفور بحسب الأمم المتحدة، وسط صراع على السلطة في السودان.
وأعلن الجيش وقوات الدعم السريع، في بيانين منفصلين، عصر اليوم الأحد، أنه تم الاتفاق على مقترح للأمم المتحدة، بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية لمدة ثلاث ساعات.
وأوضح بيان الجيش، أن هذه المسارات ستفتح لثلاث ساعات، ابتداءً من الرابعة بعد الظهر (14:00 ت غ)، اليوم الأحد.
وعقد كل من مجلس السلم والأمن الإفريقي وجامعة الدول العربية، اجتماعين طارئين بشأن السودان.
وقرر رئيس المفوضية الإفريقية موسى فقي محمد، التوجه فوراً إلى السودان، بحسب ما أفاد بيان رسمي، للتحدث مع الطرفين بشأن وقف إطلاق النار.
أما في اجتماع الجامعة العربية، الذي عُقد بطلب من القاهرة والرياض، أكد القائم بأعمال سفارة السودان لدى مصر الصادق عمر عبد الله، أن ما يحدث في السودان شأن داخلي، غير أن جهود الدول العربية الشقيقة مطلوبة للمساعدة في تهدئة الأحوال بالبلاد.
وتابع الصادق عمر عبد الله، نطلب من هذا الاجتماع التأكيد على هذا الأمر، والتوصية بترك الأمر للسودانيين لإنجاز التسوية فيما بينهم، بعيداً عن التدخلات الدولية.
وتضاعفت دعوات المجتمع الدولي إلى وقف القتال، وصدرت آخرها عن الصين الأحد.
وتحول التوتر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، إلى مواجهات عنيفة السبت، بعد تصعيد في الخلافات السياسية في الأسابيع الأخيرة.
وتستخدم كل أنواع الأسلحة من بنادق ومدفعية وطائرات مقاتلة، في هذه المعارك التي تشهدها العاصمة وعدد من المدن الأخرى في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة وتعد من بين أفقر دول العالم.
وكان الجيش، أعلن مساء السبت عبر فيسبوك، أنّ القوات الجوية السودانية ستقوم بعملية مسح كامل لمناطق تواجد قوات الدعم السريع، موضحاً أنّه يطلب من المواطنين الالتزام بالبقاء في المنازل وعدم الخروج.
وتحدث شهود عيان، عن معارك بالأسلحة الثقيلة بين الجيش والقوات شبه العسكرية في الضواحي الشمالية للعاصمة، وكذلك في جنوب الخرطوم، وعن قصف مدفعي في كسلا الواقعة على الساحل الشرقي.
وبحسب لجنة أطباء السودان المركزية، فإنّ إجمالي القتلى المدنيين بلغ 56، أكثر من نصفهم في الخرطوم وضواحيها، بينما لقي عشرات الجنود حتفهم، بالإضافة إلى ذلك، أصيب نحو 600 شخص بجروح.
من جهة أخرى، قتل السبت ثلاثة عاملين في برنامج الأغذية العالمي في إقليم دارفور بغرب السودان، بحسب ما أعلن الممثل الخاص للأمم المتحدة للسودان فولكر بيرثيس الذي أدان بشدة الهجوم على موظفي الأمم المتحدة ومنشآت المنظمات الإنسانية في دارفور.
وأوضح بيان صادر عن مكتب فولكر، أن الموظفين الأمميين الثلاثة قتلوا في اشتباكات وقعت في كبكابيه بشمال دارفور أثناء قيامهم بواجبهم.
وأكد البيان، أن برنامج الأغذية العالمي قرر تعليق عمله في السودان، بسبب الأوضاع الراهنة.
وذكرت قوات الدعم السريع، أنها تسيطر على المقر الرئاسي ومطار الخرطوم وبنى تحتية أساسية أخرى.
وواصل حميدتي، مطالبته برحيل البرهان، فيما نشر الجيش عبر حسابه على فيسبوك، مذكرة للقبض على حميدتي.
في هذه الأثناء، طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وقفاً فورياً للعنف، في اتصالات أجراها مع البرهان ودقلو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
من جهته، أكد البابا فرنسيس، أنّه يتابع بقلق الأحداث في السودان، ودعا إلى التخلي عن الأسلحة واستئناف الحوار لتحقيق السلام.