بدأت أطراف الأزمة اليمنية، اليوم الجمعة، تنفيذ ثاني أكبر صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين، منذ اندلاع الصراع في البلاد قبل 8 سنوات، وسط ترحيب مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وإشادته بجهود الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والسعودية، وعُمان في إنجاح العملية.
الشارقة 24 – أ ف ب:
أعلنت مصادر مطلعة، أن أطراف الأزمة اليمنية بدأت، اليوم الجمعة، إطلاق سراح مئات الأسرى والمحتجزين، في ثاني أكبر عملية تبادل بين التحالف الحكومي والحوثيين، منذ اندلاع الصراع في البلاد قبل 8 سنوات.
وأوضحت مستشارة الإعلام لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيسيكا موسان، أن أول طائرة أقلعت من صنعاء، وعلى متنها أسرى من قوات الحكومة اليمنية باتجاه عدن.
وكانت أطراف الأزمة اليمنية، أعلنت الشهر الماضي في جنيف، الاتفاق على تبادل 887 أسيراً ومحتجزاً، بينهم 706 أسرى من الحوثيين، و181 أسيراً من التحالف الحكومي، بموجب اتفاق بين الجانبين، بإشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ومن المقرر، أن تستمر عملية التبادل لمدة 3 أيام، عبر 6 مطارات محلية وخارجية.
ومن المقرر أن يتم اليوم الجمعة، نقل 250 أسيراً من الحوثيين من مطار عدن إلى مطار صنعاء، مقابل نقل 72 أسيراً من حلفاء الحكومة من مطار صنعاء إلى مطار عدن، بينهم وزير الدفاع الأسبق اللواء محمود الصبيحي، وشقيق الرئيس السابق اللواء ناصر منصور هادي، على أن يتم في اليوم التالي، نقل 19 عسكرياً من قوات التحالف من مطار صنعاء إلى مطار الرياض، بالتزامن مع نقل عناصر من جماعة الحوثي من مطار خميس مشيط إلى مطار صنعاء.
كما سيتم نقل نجل وشقيق العميد طارق صالح عضو المجلس الرئاسي من مطار صنعاء إلى مطار المخا، مقابل نقل عدد من عناصر الحوثي من مطار المخا إلى مطار صنعاء.
وفي اليوم الثالث، سيتم نقل 4 صحافيين وعدد من أسرى القوات الحكومية من مطار صنعاء إلى مطار تداوين في محافظة مأرب، مقابل نقل أسرى حوثيين من مطار تداوين في مأرب إلى مطار صنعاء.
وأكدت مصادر رسمية من الطرفين، اكتمال كافة الترتيبات لتنفيذ عملية التبادل المتفق عليها.
وتعتبر هذه الصفقة، ثاني أكبر عملية تبادل للأسرى والمحتجزين بين التحالف الحكومي وجماعة الحوثيين منذ بدء الصراع عام 2015، بعد صفقة إطلاق سراح نحو 1000 أسير من الطرفين في 2020.
يأتي ذلك، تزامناً مع جهود إقليمية ودولية لعودة العمل بالهدنة، والتوقيع على وقف دائم لإطلاق النار، تمهيداً لإجراء عملية تفاوضية سياسية شاملة، لتحقيق سلام مستدام في اليمن.
ورحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، ببدء عملية تبادل الأسرى، وأشاد بهذا الاتفاق، مثمناً دور المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، ودور اللجنة الدولية للصليب الأحمر في رعاية صفقات تبادل الأسرى.
وأضاف البديوي، أن هذا الاتفاق بارقة أمل جديدة تعطي الزخم للجهود الهادفة لوضع الأزمة اليمنية على طريق الحل، وخطوة مشجعة تدعم السلام لليمن وشعبه الشقيق من خلال هدنة دائمة وحل سياسي يرسم ملامح الاستقرار في اليمن والمنطقة وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات المؤتمر الوطني اليمني وقرارات مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك القرار 2216 و2624.
وأشاد أمين عام مجلس التعاون، بالمساعي المخلصة للوفد السعودي والعُماني في صنعاء للوساطة بين الطرفين الحكومة الشرعية اليمنية والحوثيين، الأمر الذي يعكس الموقف الثابت لكافة دول المجلس، لإنهاء الأزمة اليمنية، من خلال الحل السياسي الشامل، الأمر الذي يعزز عملية السلام، ويمهد الطريق نحو المصالحة وإنهاء الحرب في اليمن.