أجرت إدارة سلامة الطفل التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة تجربة اجتماعية وكشفت من خلالها أن 50٪ من الأطفال بين 6-8 سنوات، لا يعرفون كيفية فتح باب الحافلة المدرسية ومغادرتها في حال نسيانهم بداخلها، أو لفت انتباه المارة والناس من حولهم لطلب المساعدة.
الشارقة 24:
كشفت تجربة اجتماعية أجرتها إدارة سلامة الطفل التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة أن 50٪ من الأطفال بين 6-8 سنوات، لا يعرفون كيفية فتح باب الحافلة المدرسية ومغادرتها في حال نسيانهم بداخلها، أو لفت انتباه المارة والناس من حولهم لطلب المساعدة، وهو ما يجعلهم عرضة لخطر مضاعف قد يودي بحياتهم، خاصة مع احتمالية انعدام الأكسجين وارتفاع درجات الحرارة داخل الحافلة أو المركبة المغلقة لفترة طويلة.
واستهدفت التجربة التي نفذتها "سلامة الطفل" بالتعاون مع هيئة الشارقة للدفاع المدني في إحدى مدارس الإمارة عددًا من الطلاب من الجنسين، وتم اختبار ردود أفعالهم من خلال وضع كل طفل بمفرده داخل حافلة مدرسية مغلقة، لمعرفة ما إذا كان سينجح في الخروج منها حيث تفاوتت ردود أفعال وأساليب الأطفال في التعامل مع الموقف، ونجح نصفهم في القيام بالخطوات التي ساعدته على مغادرة الحافلة.
ورافق إجراء التجربة تنظيم ورشة عمل توعوية قدمها متخصص من هيئة الدفاع المدني بالشارقة، تركزت حول توعية الأطفال بالخطوات التي يتوجب عليهم القيام بها في حال نسيان أحدهم بداخل حافلة أو مركبة مغلقة، ابتداءً بفتح النوافذ للتهوية، ثم ضرب بوق التنبيه عدة مرات متواصلة للفت انتباه الناس والعمل على مساعدة الطفل على الخروج.
وقالت هنادي اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل بالشارقة: "تعتمد رؤيتنا في مجمل الجهود التي نبذلها على خطوات عمل استباقية، نتطلع من خلالها لرفع وعي المجتمع كاملاً مؤسساتٍ وأفراد بالمخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها الأطفال، لهذا جاءت التجربة الاجتماعية حول حوادث نسيان الأطفال في الحافلات والمركبات، فهدفنا أن نضع أمام المسؤولين والأهالي أرقاماً وبيانات تكشف لهم أهمية توعية الأطفال بمهارات السلامة، وتنظيم ورش في المؤسسات التعليمية لتعريف الأطفال بالقواعد الأساسية لحماية أنفسهم".
وأضافت: "نتطلع أن تشكل هذه التجربة نموذجاً للمؤسسات في الإمارات والمنطقة لقياس خطورة الحوادث التي يتعرض لها الصغار وإيجاد الحلول الملائمة، ونسعى أن تكون دعوة لكل مؤسسة تتعامل مع الصغار، ولكل أولياء الأمور حتى يتولوا مسؤولية تعزيز وعي الأطفال بالإجراءات الواجب اتخاذها عند تعرضهم للخطر، فما قدمته التجربة يمكن تطبيقه وقياسه على عدد من الحوادث، لأن حماية الصغار مسؤولية مشتركة للمجتمع ككل، والأطفال أنفسهم لهم دور في تحقيقها وحماية أنفسهم أو حتى غيرهم".
وجاءت التجربة استكمالاً لسلسلة جهود استباقية تبذلها "سلامة الطفل" لرفع مستوى الوعي تجاه كافة الظواهر التي تؤثر على سلامة الأطفال، حيث نظمت في بداية العام الدراسي ورشتي عمل بعنوان "القواعد الذهبية لركوب الحافلة المدرسية" شارك فيها على مدى يومين أكثر من 900 من سائقي ومشرفي الحافلات من مختلف مناطق إمارة الشارقة، وهدفت الورشة إلى تعزيز الوعي بالسلامة داخل الحافلات والتحقق من خروج الأطفال منها.
ونشرت "سلامة الطفل" فيديو توعوي عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي حول التجربة التي أجرتها لتنبيه المجتمع إلى خطورة نسيان الأطفال داخل الحافلات والمركبات، والتأكيد على أهمية تعاون مختلف الجهات وأولياء الأمور لوقاية وحماية الطفل من جميع المخاطر، بما فيها تعزيز سلامة الطلاب على متن الحافلات وتسليط الضوء على أهمية تجنب كل ما يمكن أن يضر الطفل أو يعرض سلامته الجسدية والنفسية والذهنية للخطر.