إضافة لتراثها الزاخر والمتنوع، وحضارتها المتجذرة في الأعماق، تسابق ليبيا الزمن لتسجيل الكسكسي في اليونسكو، إذ تسعى لإثبات أن طبق الكُسكُس الذي يشتهر به المغرب العربي والمعروف محلياً بـ "الكسكسي"، يعنيها بقدر ما يعني جيرانها المغرب والجزائر وتونس، حيث يطمح الليبيون إلى تقدير دولي لتراثهم المطبخي والثقافيّ الغنيّ.
الشارقة 24 - أ.ف.ب:
تسعى ليبيا إلى أن تثبت أن طبق الكُسكُس الذي يشتهر به المغرب العربي والمعروف محلياً بـ "الكسكسي"، يعنيها بقدر ما يعني جيرانها المغرب والجزائر وتونس، إذ يطمح الليبيون إلى تقدير دولي لتراثهم المطبخي والثقافيّ الغنيّ.
ففي موقع المسرح الروماني القديم في صبراتة، على بعد حوالي 70 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس، ينشغل عشرات الطهاة في التحضير خلال ساعات قليلة، ليقدمون طبق الكسكس العملاق للجمهور.
وداخل قدور ضخمة مصنوعة من الفولاذ المقاوم، يواصل البعض الآخر تقليب السميد الذي حوّلت صلصة الطماطم لونه إلى أحمر، فيما وُضعَت المكونات الأخرى التي سبق تجهيزها في أطباق كبيرة مغطاة بورق الألمنيوم.
ثم يصبّ الطهاة والمساعدون في طبق يبلغ قطره أربعة أمتار نحو 2400 كيلوغرام من السميد، ولحم الضأن، واليقطين، والأهم شيء، اللمسة الليبية النموذجية: "البصل" المحمص في الزبدة.
وتتجمع العائلات بسعادة حول الطبق العملاق، تحت حراسة الشرطة، بينما يصور الشباب المشهد بهواتفهم، في مشهد يبعث بمظاهر الاطمئنان المفقود منذ سنوات، ولو كان نسبياً.
بمعطفها الأسود وحجابها الأحمر، تُعرب أحلام فخري الآتية من طرابلس عن سعادتها برؤية الليبيين يجتمعون حول هذا الطبق.
-تراث غير محمي-
وتذكّر أحلام باعتزاز بأن المنطقة المغاربية كلها مشهورة بالكسكس الذي يميزنا عن الشرق العربي. وتضيف قائلة: " إنه جزء من هويتنا وثقافتنا وتراثنا ونحن فخورون ونعتز به".
ومع ذلك، فإن ليبيا هي الدولة الوحيدة في شمال إفريقيا غير المسجلة على أنها معنية بتقاليد الكسكس المدرجة منذ عام 2020 ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي.
ويعود ذلك إلى عدم انضمام ليبيا إلى هذه المعاهدة الدولية، وبالتالي عدم خضوعها لشروطها، وإلا لكان توسّعَ التنافس بين الدول المغاربية على ملكية هذا الطبق وأصله.
وعلى الأرض، تتحرك منظمات المجتمع المدني من خلال مبادرات مختلفة لدفع الملف عن طريق الضغط على السلطات الغارقة في أزمة سياسية.
ومع جمعيته التي تهدف إلى دعم السياحة والحفاظ على التراث، ينظم علي مسعود الفطيمي، طبق كسكس عملاقاً كل عام في موقع تاريخي، لإرسال رسالة إلى البرلمان.
ويشدد الناشط البالغ 54 عامًا على أن انضمام ليبيا إلى هذا الاتفاق لن يتيح الحفاظ على الكسكس وحده، إذ أن ليبيا غنية بالثقافة والتراث وهذا التراث غير محمي أساساً.