وافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،"أخيراً"، وأعطى "الضوء الأخضر" الجمعة، لانضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو"، تاركاً للبرلمان التركي مهمة التصديق على الطلب الفنلندي.
الشارقة 24 – أ ف ب:
أعطى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الضوء الأخضر الجمعة، لانضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو"، تاركاً للبرلمان التركي مهمة التصديق على الطلب الفنلندي، في خطوة رحّب بها الحلف.
وقال في ختام اجتماع في أنقرة مع الرئيس الفنلندي سولي نينيستو "قررنا بدء بروتوكول انضمام فنلندا إلى الناتو في برلماننا"، وسبق أن وافقت 28 من أصل 30 دولة عضواً في الحلف على ترشيح فنلندا.
من جهته، رحّب الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ الجمعة بقرار تركيا وقال إنه يجب أيضاً السماح للسويد بالانضمام إلى الحلف "في أقرب وقت ممكن".
وقال ستولتنبرغ "الأمر الأكثر أهمية هو أن تصبح كل من فنلندا والسويد عضوين في الناتو سريعاً، وليس أن تنضمّا في الوقت نفسه بالضبط".
بدروه، قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان الجمعة إن الولايات المتحدة "ترحّب" بالمصادقة التي تستعد تركيا لمنحها لانضمام فنلندا إلى الأطلسي، و"تشجعها" على المصادقة "سريعاً" على عضوية السويد.
وأضاف ساليفان في بيان أن واشنطن تدعو من جهة أخرى "المجر إلى استكمال إجراءات المصادقة على انضمام السويد وفنلندا بلا تأخير"، قائلاً "تعتبر الولايات المتحدة أن هذين البلدين يجب أن يصبحا عضوين في الناتو في أسرع وقت ممكن".
وينبغي أن تخضع المصادقة للتصويت في البرلمان التركي.
ووصفت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان تصريحات أنقرة وبودابست بأنها "إشارة مهمة"، وتابع أن باريس "تنتظر" أن تمضي تركيا والمجر "بدون مزيد من التأخير"، في التصديق على بروتوكول انضمام السويد إلى الناتو.
من جانبها، أعربت السويد الجمعة، عن أسفها لعدم حصولها على الضوء الأخضر من تركيا، للمصادقة على انضمامها إلى الناتو.
وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم في مؤتمر صحافي "هذا تطور لم نكن نريده لكننا كنا مستعدين له، الشيء المهم الآن بالنسبة إلى السويد هو ضمان مصادقة"، كل من تركيا والمجر.
في السياق، أعلن الناطق باسم الحكومة المجرية زولتان كوفاكس أن بلاده ستصوّت على قرارها حول انضمام فنلندا إلى الناتو في 27 مارس.
ويفترض أن تصادق المجر هي أيضاً على طلبي عضوية فنلندا والسويد، اللذين قدّمتهما الدولتان بشكل مشترك العام الماضي، بعد حرب روسيا بأوكرانيا ويتطلبان موافقة بالإجماع.
وكانت تركيا ترفض منذ مايو 2022 المصادقة على طلبي ترشح كلّ من فنلندا والسويد لعضوية الحلف.
وتأخذ تركيا على السويد خصوصاً إيواء ناشطين أكراد تعتبرهم "إرهابيين"، ولا سيما من مؤيدي حزب العمال الكردستاني، وإن أقر أردوغان "بالإجراءات الملموسة" التي اتخذتها هلسنكي في الأشهر الأخيرة.
وأوضح الرئيس التركي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفنلندي "آمل في التصديق قبل الانتخابات".
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تركيا في 14 مايو، لكن يتوقع أن يعلّق البرلمان التركي عمله قبل نحو شهر من هذه العملية المزدوجة.
وتتشارك فنلندا التي أرغمتها موسكو على الحياد بعد حربها مع الاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية، أطول حدود أوروبية مع روسيا بطول 1340 كيلومتراً، بعد أوكرانيا.
ومع ذلك، رأى نينيستو أن "ترشح فنلندا لا يكتمل بدون ترشح السويد".
والأمور أكثر تعقيداً بالنسبة إلى السويد التي ما زالت تواجه اعتراضات أنقرة.
وقال أردوغان الجمعة "لم تتخذ السويد أي إجراء إيجابي فيما يتعلق بلائحة الإرهابيين"، مشيراً إلى أكثر من 120 طلب تسليم قدمتها أنقرة.
وأدى حرق المصحف على يد متطرف في العاصمة السويدية في يناير، إلى تعليق المحادثات بين أنقرة وهلسنكي وستوكهولم.
وكان الرئيس التركي لمّح إلى أن تركيا مستعدة للمصادقة على عضوية فنلندا بشكل منفصل، فيما كان يأمل البلدان في الانضمام إلى التحالف في الوقت نفسه.
والثلاثاء، أقر رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون بأن احتمالات انضمام فنلندا المجاورة إلى الناتو قبل السويد "ازدادت" أخيراً.