افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، متحف الشندغة في دبي بعد إنجاز عملياته التطويرية، والذي تم تنظيمه في بيت الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم، ووجه سموه بتحويل منطقة الشندغة على مساحة 310 ألف متر مربع إلى متحف مفتوح يعرض قصة دبي الملهمة للعالم، ويعرِّف بإنجازاتها الفريدة بما لها من أبعاد إنسانية وحضارية.
الشارقة 24 – وام:
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، أن الحفاظ على موروثنا الثقافي والتاريخي نهج دائم، يعكس التزامنا الراسخ بإبراز قيم الهوية الوطنية والأبعاد الحضارية والإنسانية التي جسّدها أهل الإمارات منذ القِدَم.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "متاحفنا منارات ثقافية وشواهد على تراثنا الأصيل.. نريد للعالم أن يتعرف على قصة دبي وتاريخها العريق.. كانت ملتقى التُجّار والباحثين عن حياة أفضل وستبقى القلب النابض لحضارات العالم ثقافياً وإنسانياً".
جاء ذلك خلال حفل افتتاح سموه متحف الشندغة في دبي بعد إنجاز عملياته التطويرية، والذي تم تنظيمه في بيت الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) عضو مجلس دبي، والشيخ حشر بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم رئيس مؤسسة دبي للإعلام، ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، وعدد من كبار المسؤولين، والمشاركين في تطوير المتحف، وفرق العمل المساهمة ورواد الأعمال والفنانين.
ووجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتحويل منطقة الشندغة على مساحة 310 ألف متر مربع إلى متحف مفتوح يعرض قصة دبي الملهمة للعالم، ويعرِّف بإنجازاتها الفريدة بما لها من أبعاد إنسانية وحضارية.
وقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال حفل الافتتاح الذي استضافه بيت المغفور له الشيخ سعيد بن مكتوم آل مكتوم، بجولة تفقدية ضمن أرجاء المتحف، واطلع على جانب من أجنحته لاسيما جناح الشيخ راشد بن سعيد ضمن دار آل مكتوم، والذي يوثق تجربة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم "طيب الله ثراه" ودوره في صناعة نهضة دبي.
واستمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى شرح عن أبرز مقتنيات دار آل مكتوم، التي تضم بين جدرانها الإرث العريق للعائلة الحاكمة في إمارة دبي وإنجازات رجالاتها، وأبرز الأحداث التاريخية التي شهدتها دبي خلال العقود الماضية، كما تحوي الدار تاريخ حكام دبي في القرن التاسع عشر، وأبرز قراراتهم، والأحداث التاريخية المهمة المرتبطة بهم، حيث تزخر الدار بالمعلومات الثرية وبالقصص الإنسانية.
وأكدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وعضو مجلس دبي، أهمية دور متحف الشندغة في صون التراث، لافتةً إلى أن الموروث الثقافي هو حجر الأساس في بناء أي حضارة، وقالت " نستشعر في متحف الشندغة روح دبي الطموحة بكل تفاصيلها، ويوثق هذا الصرح التاريخي حكايات النجاح والإنجازات في مسيرة دبي التي بدأها المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، فتحت سقفه بدأ الحلم والطموح، وبين جدرانه كانت بداية الرحلة التي قادنا فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى المستقبل".
وأشارت سموها إلى دور المساهمين من أصحاب الفكر والباحثين والمؤرخين والمهتمين بالتراث وجامعي المقتنيات، الذين ساهموا في إثراء محتوى المتحف ومضمونه بما قدموه من مقتنيات نادرة ووثائق غنية تجسد ماضينا العريق، وتعكس تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا بأفضل صورة، وأنهم هم من أوصلوا الرسالة الأسمى لمتحف الشندغة بتكاتفهم وتلاحمهم، كما أشادت سموها بتعاون المسؤولين والجهات الحكومية وفرق عملها الذين عملوا بروح الفريق الواحد لتحقيق هذا الإنجاز حتى تحوَّل إلى واقع ملموس.
ويقف متحف الشندغة شامخاً في قلب الشندغة في منطقة خور دبي، حيث يروي المتحف تاريخ الإمارة العريق وتُراثها الأصيل.
ويعكس متحف الشندغة نمط الحياة التقليدي الذي كان سائداً في دبي منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى السبعينيات من القرن العشرين، حيث يسرد المتحف قصة عالمية للإنجاز البشري والمرونة والرغبة في التقدم والتي ساهمت في بناء مدينة دبي كما نراها اليوم. ويحوي المتحف مساحات للاستثمار تقدم فرصاً لمرافق خدمية، ومشاريع مرتبطة بالتراث والثقافة.
ويحظى زوار متحف الشندغة بفرصة اكتشاف المعروضات التي تُجسّد ماضي دبي من خلال المعارض المبتكرة، والفعاليات والبرامج التعليمية العامة المتخصصة، التي تعكس سعي دبي نحو الارتقاء بالمشهد الثقافي في الإمارة، والحفاظ على التراث وتعريف الجمهور به.
وشارك في بناء المتحف الذي يستهدف نحو مليون زائر بحلول 2025، أكثر من 100 شخص من أفراد المجتمع، قدموا مقتنياتهم وقصصهم وذكرياتهم، فهو متحف من المجتمع إلى المجتمع.
وتبحر مقتنيات المتحف في الذاكرة المحلية، مشكّلة حجر الزاوية في حي دبي التاريخي النابض بالحياة.
ويعتبر متحف الشندغة أكبر متحف تراثي في دولة الإمارات، حيث يضم 22 جناحاً تحتضن أكثر من 80 بيتاً تاريخياً متنوعاً يعبر كل منها عن تطور دبي ودولة الإمارات، ويتيح المتحف فرصة اكتشاف تاريخ إمارة دبي وثقافتها وتراثها العريق عبر مجموعة من المقتنيات والمعروضات والأفلام والصور الفوتوغرافية القديمة بطريقة تفاعلية مبتكرة.
ويضم المتحف بيت "خور دبي: نشأة مدينة" الذي يتيح لزواره فرصة الإبحار في تاريخ دبي، مقدماً لهم نظرة خاصة عن المدينة ونشأتها وتشكل ملامح مجتمعها على ضفتي الخور، حيث يعتبر البيت نقطة بداية كل زائر يرغب في التعرف إلى تاريخ دبي بشكل مختصر، ويعرض البيت أكثر من 150 قطعة أثرية وتاريخية وصوراً وأفلاماً تاريخية لإمارة دبي في منتصف القرن الـ20، تحكي قصة خور دبي.
ومن بين البيوت التي يضمها المتحف بيت "الإيمان والحياة" الذي يقدم نظرة على المعاني الإنسانية والاجتماعية الجميلة التي يزخر بها التراث الإسلامي، ويبين كيف مكّن الدين الإسلامي أبناء المجتمع المحلي من الحفاظ على تراثهم وهويتهم.
ويستعرض بيت "دبي المعاصرة" في متحف الشندغة، العوامل الثقافية والاقتصادية والتاريخية التي ساهمت في تطوير دبي، ويركز على أول طفرة نمو شهدتها دبي في القرنين التاسع عشر والعشرين، ويضيء أيضاً على التنمية الحضارية التي تشهدها الإمارة.
ويضم متحف الشندغة "بيت العطور"، الذي كان سابقاً بيت المغفور لها بإذن الله الشيخة شيخة بنت سعيد بن مكتوم آل مكتوم، واختير ليكون متحفاً للعطور تكريماً لها ولشغفها بالعطور الإماراتية التقليدية.
ويستعرض "بيت العطور" ثقافة العطور وتطورها وارتباطها بدبي، ويمنح الزائر فرصة استكشاف بعض المكونات المستخدمة في تركيب العطر الإماراتي، مثل: المخمرية، واللبان، والدخون، ودهن الفل، والكافور وغيرها.
ويقدم البيت عرضاً حسياً وتفاعلياً حول المكونات الأساسية للعطور المحلية، ويضم أكثر من 70 من المقتنيات أبرزها مبخرة يعود تاريخها إلى 3000 عام، حيث اكتشفت في موقع ساروق الحديد الأثري بدبي، إلى جانب عدد من المباخر التاريخية وأدوات زينة العطور، بالإضافة إلى "جذع عود" ضخم يبلغ وزنه 28 كيلوغراماً، وطوله 1.2 متر مُهدى من الشيخة شيخة بنت سعيد آل مكتوم، رحمها الله.
ويكتشف زوار متحف الشندغة لدى اطلاعهم على "بيت الحرف التقليدية" حياة أصحاب الحرف اليدوية في دبي، وتبرز مقتنيات البيت الطرق التي اعتمدها الأجداد لتسخير موارد الطبيعة لصنع منتجات تتناسب مع احتياجاتهم وحياتهم اليومية. وهنا يمكن للزوّار تعلُّم التطريز أو "التلي" أو استخدام النول.
ويوفر "بيت الزينة والجمال" تجربة غنية لزواره، حيث يقدم نماذج مختلفة من الزي الوطني الإماراتي، بوصفه جزءاً من الهوية الوطنية، إلى جانب استعراض أساليب زينة المرأة الإماراتية والأدوات التي كانت ولا تزال تستخدمها في الحفاظ على جمالها.
ويعرض بيت المجوهرات التقليدية ضمن متحف الشندغة، تشكيلة واسعة من الحُليّ المصنوعة من المعادن الثمينة والأحجار الكريمة واللؤلؤ، بهدف تعريف الزوار بمكانة المجوهرات في الثقافة المحلية وتاريخها وأنواعها وتصاميمها المختلفة المستلهمة من صميم البيئة المحلية.
ومن بين البيوت التي يضمها المتحف بيت "الطب الشعبي" الذي يقدم نبذة عن تاريخ الطب الشعبي وتطور أساليبه محلياً واستخدامات الأعشاب والنباتات الطبية. ويعرض البيت نموذجاً لأول صيدلية في دبي، ونموذجاً آخر لمستشفى آل مكتوم الذي اُفتتح في خمسينات القرن الماضي.
ويعيد "بيت الأطفال" شرح المواضيع التي يغطيها متحف الشندغة بأسلوب سلس وبسيط، حيث يعمل على تزويد زواره من الصغار بمجموعة من الخبرات الفردية والجماعية التي تُقدم بواسطة منهجيات تدريب عملية وذهنية.
ويقدم مركز تراث للحرف اليدوية التقليدية مساحة تعليمية مخصصة للتراث الثقافي المحلي، حيث يزخر بكافة أشكال الفنون الحرفية والتي يستعرض تطورها بهدف المحافظة على التراث، وتوفير البيئة المناسبة لضمان استدامة الصناعات التراثية، بوصفها إحدى مصادر تنوع الاقتصاد الوطني.
ويحفل مركز تراث للحرف اليدوية التقليدية بباقة من الدورات وورش العمل التراثية التي يقدمها بهدف نشر ثقافة الحرف اليدوية بين شرائح المجتمع، ويسعى من خلالها إلى نقل أسرار حرف التلي وسف الخوص وقرض البراقع وصياغة الفضة وصناعة الدخون وحرفة خياطة الملابس إلى الأجيال المقبلة.
ويزخر جناح "الحياة البحرية" في متحف الشندغة، بمجموعة من التجارب البصرية والسمعية، حيث يكشف من خلالها تفاصيل حكاية ارتباط دبي بالبحر، وما تمتلكه من بيئة بحرية غنية ومتنوعة يرجع تاريخها إلى نحو 7 آلاف سنة.
ويقدّم جناح "الحياة البحرية" سرداً متكاملاً لعلاقة دبي بالبحر وتأثيراته في تاريخ الإمارة والذاكرة المجتمعية، كما يضيء على صناعة السفن الخشبية التي تعرف محلياً باسم "القلافة" وتعد من أقدم المهن في دبي والإمارات.
ويعرض جناح "الحياة البحرية" ما تمتلكه دبي من بيئة بحرية غنية وأنواع الأحياء البحرية والأسماك التي تعيش فيها، وطرق الصيد التقليدية، إلى جانب استعراضه لخطوط التجارة البحرية، حيث كانت دبي ولا تزال، محطة رئيسية بالنسبة للتجارة العالمية نتيجة موقعها الجغرافي المميز.
ويقدم جناح "الحياة البحرية" لمحة شاملة عن تجارة اللؤلؤ في الإمارة قديماً، ويبين أهمية الدور الذي لعبته في تشكيل اقتصاد دبي، كما يعرض جناح الحياة البحرية رحلات الغوص التي كانت تمتد لعدة أشهر، ومكانتها في الذاكرة المجتمعية، ويستعرض كيف كانت العائلات تتعامل مع هذه الرحلات، وما يرتبط بها من أهازيج شعبية وعادات وتقاليد خاصة.
وتعتبر مساحة مصممة لاستضافة التجمعات والمؤتمرات والفعاليات والمعارض المؤقتة، وتبرز أيضاً نهضة دبي وتطورها.
ويضم متحف الشندغة أيضاً بيت "البيئة والمجتمع" الذي يستعرض طبيعة الحياة القديمة في الإمارات وكيف استطاع سكانها التعامل مع طبيعة البيئة والتأقلم معها.
ويقدم بيت "المأكولات الشعبية" لمحة عن عادات أهل دبي وتقاليدهم وأساليبهم في تحضير أصناف الطعام، حيث يُعرّف الجناح زواره على القصص التي تقف وراء الأطباق الإماراتية الشهيرة.
ويُطلع "بيت الشعر" زوار متحف الشندغة على مكانة الشعر العربي والشعبي في الثقافة المحلية، ويقدم لهم لمحة عن تاريخ الشعر في الإمارات والمنطقة عبر معرض ديناميكي وملهم يوضح أهمية الشعر في الحياة الإماراتية، كما يضيء على الطريقة التي أبرز فيها الشعر العديد من الموضوعات المهمة السياسية، والاجتماعية، والمالية، وحتى الشخصية.