جار التحميل...
وثمن صاحب السمو حاكم الشارقة منحه الزمالة الفخرية العالمية من جامعة باريس بانثيون – أساس، موجهاً شكره وتقديره لهم، ومشيداً بجهودهم ومبادرتهم الحثيثة لإنجاح برامج وخطط الجامعة الأم في مجالات القانون والتشريعات، وعكسها على مستوى فرع الجامعة بدولة الإمارات.
وألقى سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، كلمة خلال الحفل هنأ فيها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بنيله هذه الدرجة الرفيعة وهي الزمالة الفخرية العالمية، وتناول سموه شخصية مثلها صاحب السمو حاكم الشارقة في صغره ورافقته طيلة حياته وكان لها الدور الكبير في رسم ملامح المكانة العلمية والإنسانية لسموه.
وقال سموه: "في عام ألفٍ وتسعمئة وخمسٍ وخمسين وقبل مرحلة الرفاه المعيشي في المنطقة، احتاجت المدرسة القاسمية بالشارقة إلى زيادة بعض الفصول، فاقترح أحد الطلبة بأن تقام مسرحية ويخصصُ ريعُ التذاكر لبناء هذه الفصول، فاختار مدير المدرسة مسرحيةً شعريةً بعنوان "جابر عثرات الكرام" أي ذلك الشخص الذي يصلح حال كرام قومه عند عثراتهم".
وتابع سمو نائب حاكم الشارقة: "ذلك الطالب الذي أدى دور جابر أتقن الشخصية حتى تقمصها في حياته، فأصبح المعلمَ لكل من أحتاج للتعليم، وأصبح أباً لكل يتيم، وابناً لكل محروم، وناصراً لكل مظلوم، ثم أدرك أن بالتعليم يُجبر كلُ خلل فبدأ بنفسه وتكبد عناء السفر ليكمل تعليمه حتى انتهى به المطاف بشهادتي دكتوراه، واثنين وعشرين دكتوراه فخرية، والعشرات من المناصب الأكاديمية، وألّف أكثر من سبعين إصداراً، وتُرجم بعضها إلى عشرين لغة، وزرع في وسط الصحراء أكبر مدينة جامعية في المنطقة أثمرت فيها جامعاتٌ وأكاديمياتٌ ومعاهد، كما امتدت يدُه خارج الدولة لدعم الثقافة والعلم والمعرفة، فأصبحت الشارقة العاصمة الثقافية للعالم العربي وعاصمة الثقافة الإسلامية والعاصمة العالمية للكتاب لذلك استحق جابر عثرات الكرام أن يُكرم في مثل هذا اليوم، مبارك لكم يا صاحب السمو فأنت الجابر لعثرات الكرام".
وأضاف معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: "إننا نحن أبناء وبنات الإمارات إنما نشعر بالفخر والمباهاة باستحقاق سموه لهذا التكريم، ونعتز كثيراً ودائماً بما نعرفه عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي باعتباره والداً عزيزاً، وباحثاً قديراً، وأستاذاً مرموقاً في مجال التاريخ، بل وكذلك قائداً مخلصاً لوطنه ولشعبه ولأمته، نعرفه بإنجازاته المتوالية، بما عاهد االله عليه، إخلاصاً وولاءً وحباً حقيقياً لإمارة الشارقة، وللإمارات كلها، وللأمة العربية جمعاء، بل وللإنسانية في كل مكان نعرفه قائداً عظيماً، يحرص على تأكيد مبادئ الوفاق والوئام بين الجميع نعرف في سموه القائد العادل، والإنسان النبيل، نعرفه بأدواره العظيمة، في مجالات العمل الخيري والإنساني، وبما يمثله من نموذج وقدوة في التكافل والعطاء، بل وبحرصه الكبير كذلك على حب الناس، وتحقيق الخير لهم في كافة الظروف والمناسبات".
وأضاف معالي رئيس مجلس أمناء جامعة باريس بانثيون – أساس: "إننا نشير دائماً وبكل إعجاب إلى رؤية سموه في تطوير وتنمية إمارة الشارقة، وإلى جهوده الدائبة والمتواصلة كي تكون هذه الإمارة وبالفعل، مركزاً رائداً للتعليم والثقافة والفنون، ولقد تم بفضل قيادته المستنيرة تطوير هائل للتراث الثري لإمارة الشارقة، مع التركيز في الوقت نفسه على تبني المفيد والنافع من الثقافة الحديثة، وأصبحت هذه الإمارة بفضل الله مجالاً خصباً لتشجيع العلوم والآداب والفنون، والحفاظ على التراث العربي والإسلامي، وتنظيم المعارض والمهرجانات الثقافية والفكرية، بل أصبحت كذلك مركزاً لعدد من الجامعات الناجحة، ومقراً للكثير من الجمعيات والمجالس ونوادي الفكر، التي تقوم على تطوير الثقافة، ودعم وتعزيز الاهتمامات الفكرية والفنية على جميع المستويات".
وفي كلمة له هنأ نيكولاس نيمتشيناو سفير جمهورية فرنسا لدى الدولة، صاحب السمو حاكم الشارقة بمناسبة تكريمه وتسلمه الزمالة الفخرية العالمية من جامعة باريس بانثيون – أساس، مشيراً بأن سموه يحظى بتقدير واحترام كبير من القيادة والشعب الفرنسي لقاء ما قدمه سموه فيما يتعلق بالثقافة والأدب والقيم وفي مجال المعرفة والكتب ودراستها ونشرها وترجمتها، موضحاً أنها فرصة عظيمة للتعبير عن الامتنان من جمهورية فرنسا إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، مؤكداً أن سموه أحد الشخصيات العالمية المعروفة ذات التقدير الدولي الكبير.
وأشاد السفير الفرنسي لدى الدولة بالعلاقات الثنائية التي تربط الجمهورية الفرنسية وإمارة الشارقة في مجالات عدة، ساهمت خلالها بترك الأثر الإيجابي على المجتمع الفرنسي بشكل عام والمحب للثقافة والأدب والعلوم والكتب بشكل خاص.