"اكسبوجر 7" يؤكد أهمية الصورة الصحافية في التأثير على الرأي العام

الشارقة 24:

يعد التصوير الصحافي، من أهم العناصر الفنية التي تكسب الأخبار والتقارير الصحافية مصداقيةً وعمقاً، لما تبديه من قدرٍ عالٍ من الواقعية للحدث الذي تغطيه الصحافة بالكلمة المكتوبة، وفي كثير من الأحيان، تخلق الصور الملتقطة في مناطق الأزمات والكوارث الطبيعية إحساساً غامراً بالصدمة والتأثر، هو ما يجعل من الصحافة والإعلام عنصراً فاعلاً في التأثير على الرأي العام، محلياً وعالمياً.

حول تأثير الصورة الفوتوغرافية في المتلقي، أكد محمد عصام سعد صانع المحتوى والمتخصص بالتواصل العلمي من مصر، أن هنالك العديد من الصور الفنية التي تنال إعجابه عادةً، ولكن أكثر الصور التي تترك أثراً في نفسه هي الصور الصحافية التي يلتقطها المصورون لتغطية الأحداث المأساوية حول العالم، ومؤخراً كانت أكثر الصور التي خلفت شعوراً بالحزن والتعاطف عنده، هي إحدى الصور الأكثر انتشاراً للزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، هذا الشهر، وظهر فيها أب يمسك بيد ابنته من بين الأنقاض، وهو مشهد صعب لا يتمنى أن يمر به أي إنسان.

بدورها، أشارت حمدة راشد الحمادي مصممة الجرافيك من الإمارات، إلى أن كثيراً ما تشاهد صوراً مؤثرة، ولكل صورة قصتها، ولأنها من هواة التصوير فإنها تشاهد العديد من الصور على الإنترنت للدرجة التي لا تحمل فيها صورة بعينها مكانة أكبر من غيرها عندها، ولكن في اكسبوجر هذا العام، لفت انتباهها صورة لامرأة إماراتية شابة ترتدي البرقع، وقد أثارتها هذا الأمر ليس فقط لأنها ذكرتها بجمال التراث الإماراتي، بل لأنها التقطت بشكل غير تقليدي، حيث كانت العارضة محاطة بالثلوج التي ليست جزءاً من البيئة الإماراتية، ووسط هذا التناقض برز جمال الزي الذي ترتديه، وتذكرنا أن الزي التقليدي قد يكون أكثر من مجرد تراث.

من جهتها، أوضحت آية حاتم مندوبة مبيعات من مصر، أنها كانت في زيارة إلى اليابان، وهناك ذهبت إلى متحف القنبلة الذرية في مدينة هيروشيما، ورأت صوراً مؤثرة دفعتها للبكاء، خاصة التي تعرض شوارع وأحياء المدينة بعد الكارثة، والتي التقطت بعضها للأهالي وهم يحاولون مواصلة حياتهم بعد الحرب، وكان أكثر ما أثر في نفسها صور الأطفال أثناء ذهابهم إلى المدرسة بين أنقاض البيوت والمباني، حيث حملت نظراتهم مشاعر كثيرة لا يمكن للكلمات أن تصفها.

من ناحيته، نوه طالب الإعلام والاتصال الجماهيري في الجامعة القاسمية الغامبي محمد الأمين جايتي، بأنه كما يقولون، الصورة تحكي ألف كلمة، وفي أحيان كثيرة تمر على المرء صور توصل رسالة إنسانية خاصة، أو حتى تكتفي بتعريفك بالكثير عن المكان الذي التقطت فيه دون عبارات مكتوبة، وكثيراً ما تؤثر علينا الصور لقوة المشاعر التي تنضح بها، ولفت إلى أنه لا يزال يتذكر صورة شاهدها منذ زمن طويل لطفل يتيم في بلد عربي، في سوريا أو فلسطين على ما يذكر، وكان الطفل جالساً في مكان مهجور بمفرده، والحزن والكآبة باديان على وجهه، وهو ما أشعره بأن الكثير من البشر يحتاجون إلى من يساعدهم ويساندهم، وكذلك يواسيهم.