الشارقة 24:
دخل فيروس كوفيد-19 منذ نهاية عام 2022 مرحلة جديدة، حيث أصبح جزءاً من مجموعة من فيروسات الجهاز التنفسي الروتينية المنتشرة سنوياً في جميع أنحاء العالم، كما اكتسب فيروس جدري القرود العام الماضي أيضاً اهتماماً عالمياً، حيث بدأ الفيروس في الانتشار على نطاق أوسع بعد أن كان محصوراً في السابق بمنطقتي غرب ووسط إفريقيا.
وبهذه المناسبة، قالت الدكتورة فريدة الحوسني، المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي بدولة الإمارات: "اعتباراً من منتصف عام 2022، كان هناك انخفاض كبير في عدد حالات الإصابة بـ "كوفيد-19"، ومع ذلك قد لا يكون هذا انخفاض حقيقي نظراً لأن الحكومات في جميع أنحاء العالم قد عملت على تطبيع الفيروس، الأمر الذي أدى بدوره إلى تقليل عدد الاختبارات".
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكثر الدول نشاطًا في الاختبارات، حيث تشير الأرقام الصادرة عن مركز أبوظبي للصحة العامة إلى أنه تم إجراء 108،927،504 اختبار كوفيد في الدولة، مع ما مجموعه 747،909 حالة مؤكدة في الدولة منذ بداية تفشي الجائحة، كما سجلت منظمة الصحة العالمية في الساعات الـ 24 الماضية 75،025 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا على مستوى العالم وأكثر من 754 مليون حالة إصابة مؤكدة.
وكان متحور أوميكرون هي السلالة السائدة لفيروس كورونا على مدار العام الماضي، ووفقًا للمبادرة العالمية لمشاركة بيانات أنفلونزا الطيور على المستوى العالمي فإنه لا يزال متحور أوميكرون بي إيه.5 والأنساب المنحدرة منه هي السائدة، حيث شكلوا في الفترة الممتدة من 9-15 يناير 2023 نسبة 65.7% من جميع السلالات المقدمة إلى المبادرة العالمية لمشاركة بيانات أنفلونزا الطيور.
ومنذ عام 2022 تغيرت طبيعة فيروس جدري القردة، حيث انتشر بشكل متزايد نتيجة الاتصال بين البشر أكثر من الشكل الأصلي للفيروس.
وتعليقاً على آخر التحديثات والتطورات المتعلقة بفيروس جدري القردة، قالت الدكتورة الحوسني: "لقد صنفت دراسات تقييم المخاطر الحديثة جدري القردة على أنه خطر معتدل موجود أكثر في المناطق الأوروبية والولايات المتحدة، كما تم العثور على حالات إصابة به في مناطق أخرى من العالم، ولكن بدرجة أقل".
ويُظهر الوضع العالمي لمنظمة الصحة العالمية بشأن جدري القردة وجود 716 حالة جديدة (تمثل زيادة بنسبة 0.8% في إجمالي الحالات) عبر 22 دولة، حيث تشهد المكسيك حالياً أكبر عدد من حالات الإصابة به، بينما انخفض عدد الحالات في العديد من البلدان.
وكانت غالبية الحالات الحديثة من جدري القرود خفيفة ومحدودة ذاتياً من حيث المرض مع العلاج الداعم اللازم لمعظم المرضى، حيث يُظهر البحث الأخير الذي أجرته المبادرة العالمية لمشاركة بيانات انفلونزا الطيور وجود تغييرات طفيفة في سلالات جدري القرود لأنها تحور من المتغيرات الأفريقية الأصلية.
واختتمت الدكتورة الحوسني حديثها قائلةً: "إن حالة التأهب في مجال الصحة العامة هي أمر أساسي ونحن نمضي قدمًا فيه، حيث كان فيروس كوفيد-19 مغيراً لقواعد اللعبة وكان له تأثير كبير على علم المناعة وقد تعلمنا منه بأن نتحلى بالمرونة وفتح طرق ومجالات جديدة للعمل والقيام بإجراء الأبحاث وتبني التقنيات المبتكرة الملهمة".
يعمل مركز أبوظبي للصحة العامة بشكل وثيق مع مختلف أصحاب المصلحة لتعزيز نظام المراقبة والاندماج بشكل أوثق مع مستشفيات وعيادات الإمارات العربية المتحدة، كما يقوم المركز أيضاً بتوسيع نطاق المراقبة السلبية والفعالة للأنفلونزا جنباً إلى جنب مع مجموعة أوسع من أمراض الجهاز التنفسي للبقاء على اطلاع تام بآخر وأحدث العلوم وتحديد أي مخاطر ناشئة على الصحة العامة مع وضع حالة التأهب والاستعداد دوماً في عين الاعتبار.
وتستمر فعاليات معرض ومؤتمر ميدلاب الشرق الأوسط 2023 لغاية يوم غد الخميس الموافق 9 فبراير في مركز دبي التجاري العالمي.