جار التحميل...

°C,
بعدما أثقلت الحرب كاهل السكان

"هاملت" الشكسبيرية في عدن تحيي الآمال بعودة المسرح إلى اليمن

January 20, 2023 / 6:53 PM
يحيي عرض مسرحية هاملت الشكسبيرية، المقدمة في مدينة عدن بلهجة سكان جنوب اليمن، آمال الكثيرين بعودة الحياة الثقافية إلى البلاد، وتوفير فرصة نادرة للسكان للترويح عن أنفسهم بالأعمال الفنية والموسيقية، التي تزرع الحب والسلام بين اليمنيين، بعدما أثقلت الحرب كاهلهم.
الشارقة 24 – أ ف ب:

بعبارة "أكون ولا ما أكونش"، يناجي أمير الدنمارك هاملت نفسه، بلهجة سكان أهل عدن جنوب اليمن، في عرض مسرحي نادر يحيي آمال الكثيرين بعودة حياة ثقافية إلى البلاد.

وبين المعضلات الأخلاقية والصراع المرير على السلطة، لقيت المسرحية التراجيدية للكاتب البريطاني وليام شكسبير، صدى واسعاً لدى اليمنيين الذين يعيشون في بلد تمزقه حرب طاحنة منذ 8 سنوات.

وبالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني، حققت العروض العشرة للمسرحية، نجاحاً ملحوظاً في المدينة الواقعة جنوب البلاد، ونفدت كل التذاكر.

وتقدم المسرحية، فرقة "خليج عدن" المحلية التي تأسست عام 2005، ويتولى إخراج العمل المخرج السينمائي اليمني عمرو جمال.

وكان جمال تولى إخراج فيلم "عشرة أيام قبل الزفّة"، وهو واحد من الأعمال السينمائية اليمنيّة القليلة في السنوات الأخيرة.

ولاحظ جمال، أن غالبية ردود الفعل جميلة ومبشرة، ورأى أن الناس سعداء بالعمل ولا يغادرون القاعة حتى نهاية المسرحية رغم كونها طويلة، إذ تدوم ثلاث ساعات كاملة.

وأشار جمال، إلى أن الرهان كان على نجاح محدود لأنها مسرحية مستوحاة من الأدب العالمي، ولهذا النوع من الأعمال عادة جمهور محدود ولا يحظى بإعجاب واسع لدى الجمهور العريض.

وتم تقديم المسرحية بلهجة أهل عدن، ووقف ممثل على المسرح مرتدياً الزي اليمني التقليدي.

وعرضت المسرحية، في مبنى المجلس التشريعي في عدن، الذي يعود لأيام الاستعمار البريطاني.

ويصف المخرج المساعد مروان مفرق، المسرحية بإنها "حلم قديم، واستطعنا تحقيقه بعد سنوات طويلة، وأضاف أن الأمر لم يكن مجرد مسرحية لشكسبير بل هو ترميم لمعلم تاريخي، واعتبر أن مساحة العمل الفني ضيقة للغاية، وسبب ذلك الوضع العام للبلاد وقلة الموارد الإنتاجية بالنسبة للمجال الثقافي والفني.

وتم تدريب فريق العمل عبر تقنية "زوم" للاتصال المرئي لمدة عامين من قبل متخصصين من مسرح غلوب شكسبير الشهير في لندن ومسرح فولكانو في ويلز.

وأكد المجلس الثقافي البريطاني، التزامه بتمكين وبناء قدرات الشباب من اليمنيين للتعبير عن أنفسهم بشكل خلاق، مشيراً إلى أن النسخة اليمنية من هاملت تجسد هذا الالتزام.

ويؤدي الممثل اليمني عمر مجلد، أدواراً عدة بينها دور "غيلدنسترن" صديق هاملت، ويوضح أن التحضيرات استغرقت عامين كاملين، وأنه تم تعديل السيناريو من شكسبير إلى اللغة العربية ومن ثم إلى اللهجة العدنية، وأعرب عن أمله في توافر أعمال ثقافية ومسرحية وسينمائية بمستوى كبير يساهم في إبراز الثقافة اليمنية.

وتجسّد نور ذاكر، شخصية أوفيليا، موضحة أن المسرحية ليست سهلة إطلاقاً، وتعترف بأن ممارسة التمثيل أمر صعب في مجتمع محافظ، وتتابع واجهت صعوبات كثيرة كوني فتاة في عدن، لم يعارض أهلي الموضوع، ولكن الأمر صعب لأني لم اتمكن من التوفيق بين دراستي والتمثيل، كما أن المجتمع لا يتقبل هذا الشيء.

وتشكّل المسرحية، فرصة نادرة للسكان للترويح عن أنفسهم، بعدما أثقلت الحرب كاهلهم.

وجاءت هبة البكري، لمشاهدة العرض المسرحي قائلة: نحن شعب متشوق لهذه الأمور ونتمنى تكرارها دوماً، شعبنا دائماً يشعر بضيق وتعب وهو بحاجة للترفيه عن نفسه، وتمنت أن يتم افتتاح الكثير من الأمور والعودة إلى المسارح مراراً وتكراراً.

ويتمنى فادي عبد الملك وهو طالب جامعي، الاهتمام أكثر بالفن والموسيقى، فهي التي تزرع الحب والسلام في اليمن.
January 20, 2023 / 6:53 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.