الشارقة 24:
صفحةٌ أخرى من سجل المبادرات المعطاءة طوتها جمعية أصدقاء مرضى السرطان لإثراء جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم المصابين بالسرطان بكافة الأشكال الممكنة، مع مغادرة الأطفال وعائلاتهم لخيم الورش الفنية ومنطقة الألعاب في منتزه كشيشة بضاحية الرحمانية بالشارقة، بعد اختتام مسيرة "لنحيا" الرياضية لفعالياتها التوعوية، والرياضية، والترفيهية، بحضور 2500 شخص من المشاركين والمتطوعين، طوال يومين ولمدة 24 ساعة كاملة دون انقطاع، كأسرة واحدة.
وانعكس خليطٌ من المشاعر الإيجابية على محاربي السرطان، ممن جاءوا للمشاركة في مسيرة "لنحيا" مع أحبائهم وأفراد عائلاتهم، انطلاقاً من الروح المعنوية العالية التي عمت بين مختلف المتطوعين الذين تراوحت أعمارهم ما بين الطلاب وأصحاب الخبرة في ممارسة التطوع لوقت طويل في مختلف المناسبات والأحداث الكبرى، إضافةً إلى العديد من طواقم العمل القادمين من أكثر من 10 جهات حكومية وخاصة، تعاونت مع "أصدقاء مرضى السرطان" لإنجاح النسخة العربية من أكبر فعالية لدعم مرضى السرطان في العالم.
ومن بين هؤلاء، جاء زهير سعيد ساجواني، الذي يعمل كمتطوع ضمن مبادرة "ساند" التابعة لمؤسّسة الإمارات منذ العام 2018، ورغم مشاركته للمرة الأولى في مسيرة "لنحيا"، إلا أنه بادر للمساهمة بخبرته ضمن فريق الاسعافات الأولية بخبرة وتمكن، واقفاً على أهبة الاستعداد في خيمة خاصة، هي أول ما يصادف الداخل إلى منطقة الفعاليات بمنتزه كشيشة، ساهراً على سلامة محاربي السرطان ممن شاركوا مع ذويهم وأطفالهم في الفعاليات المتواصلة طوال النهار والليل.
وسبق لزهير أن عمل في العديد من المناسبات، خاصةً الكوارث الطبيعية، التي كان آخرها الفيضانات التي شهدتها المنطقة الشرقية من الدولة، التجربة التي يرى أنها صقلته وزادت من خبرته، حيث كان في الخطوط الأمامية مع مبادرة "ساند"، يستقبلون من خسروا بيوتهم بالابتسامة ريثما يقدمون لهم المساعدة، مؤكداً على أن ما يقوم به هو أقل واجب يمكن للمواطن أن يقدمه لخدمة مجتمعه، والصورة الأمثل للتعبير عن حبه للوطن كمحاولة لرد الجمائل التي تقدمها الدولة له منذ يوم ولادته.
وتتضمن فرق المساندة المشاركة في مسيرة "لنحيا" كذلك عدداً كبيراً من المتطوعات الخبيرات، من بينهن مريم علي بعسوس، التي تعمل ضمن "فريق قمة للتطوع" منذ إكمالها لمسيرتها الدراسية عام 2014، الخبرة التي وفرت لها فرصة المشاركة بشكل مشابه ضمن فعاليات مسيرة فرسان القافلة الوردية، ومؤسسة القلب الكبير، بجانب مواصلتها للتطوع في النسختين السابقتين من مسيرة "لنحيا"، التي عبرت مريم عن حماسها الشديد للمشاركة فيها قبل أشهر من قيامها، قائلة إنها كانت تنتظر انطلاق المسيرة بفارغ الصبر.
من جانبها، قالت بشائر آل علي، التي انضمت أيضاً لفرقة قمة التطوعي في الفترة نفسها، أن التطوع كان انعكاساً لشخصيتها الاجتماعية منذ الصغر، وما يمثله من أهمية لتعميق معرفتها بمختلف جوانب المجتمع الإماراتي، الأمر الذي تجسد بصورة كبيرة في مسيرة "لنحيا" حسب قولها، خاصةً أن طول الفعالية النسبي وتنوع برنامجها الذي يستهدف الأطفال أيضاً مَثّل فرصة لقضاء وقت عائلي، حيث اصطحبت معها طفليها بينما تمارس مهامها.
وأضافت بشائر: "اصطحبت ابني للمرة الأولى لمسيرة "لنحيا" عام 2019 عندما كان ما يزال في الثالثة من عمره، والآن عدت إلى هذه النسخة الجديدة بابنتي الصغرى أيضاً، وأنا سعيدة بقدومهما معي، ليس فقط لحضور الفعاليات، بل لغرس قيم العطاء بشكل تطبيقي وهم يراقبونني أعمل في مساعدة الناس".