الناجي من السرطان إسلام بلعريبي ضيفاً على مسيرة "لنحيا" الرياضية

الشارقة 24:

من بين العديد من القصص الملهمة التي تضمنتها، يشارك المتحدث التحفيزي والمؤثر بمواقع التواصل الاجتماعي، إسلام بلعريبي، في مسيرة "لنحيا" الرياضية، التي تنظمها جمعية أصدقاء مرضى السرطان، في منتزه كشيشة بضاحية الرحمانية في الشارقة، حيث جاء من بلده الجزائر خصيصاً لحضورها، والالتقاء بالمشاركين، الذين تجاوز عددهم 2500 ما بين مشارك ومتطوع، تضمنوا أكثر من 700 ناجي من مرض السرطان.

وبلعريبي هو من الناجين من مرض السرطان، حيث أصيب بسرطان الغدة الليمفاوية عام 2020، بعد أن عانى من ألم شديد طوال شهرين في الذراع اليسرى بسبب حجم الورم الذي كان يضغط على الأعصاب المتحكمة بحركة اليد، ليكتشف أنه مصاب بورم يتراوح بين المرحلة الثانية والثالثة. 

وخلال فترة محاربته للمرض التي استمرت لأكثر من عام، استغل بلعريبي روحه المعنوية العالية لنقل تجربته عبر حسابه في تطبيقي تيك توك وانستجرام، حيث يشاهد مقاطعه المصورة أكثر من 700 ألف متابع في مختلف أنحاء العالم العربي، موثقاً لرحلته طوال فترة العلاج الكيماوي، وحتى تعافيه من المرض بعد خضوعه لعملية جراحية لزراعة نخاع عظمي ذاتي باستخدام الخلايا الجذعية. 

ويواظب بلعريبي في تصوير يومياته منذ وصوله للشارقة، لنقل تجربته والالتقاء بمحاربي مرضى السرطان المشاركين في مسيرة "لنحيا"، لبث شعور بالتفاؤل في نفوس المحاربين الآخرين، خلال فترة النقاهة التي يقضيها حالياً ولمدة 5 سنوات من المتابعة للتأكد من عدم إصابته مجدداً بأي أورام جديدة، مع رسالته الواضحة بأن السرطان ليس نهاية للحياة، بل بداية لمرحلة جديدة منها. 

ووضح بلعريبي أن الصراع الحقيقي لمريض السرطان ليس مع مراحل العلاج الكيماوي أو الجراحي، بل مع المجتمع المحيط به، شارحاً أن السبب في ذلك هو ترسخ صورة نمطية معينة حول مرض السرطان والإصابة به كوصمة اجتماعية، تدفع المرضى للانطواء مع تحوله لموضوع حساس ومحظور، خاصة مع شيوع فكرة خاطئة بالحكم المسبق على مريض السرطان بالموت.

رغم ذلك، يقول بلعريبي أن الإصابة بمرض عضال عامةً والسرطان خاصة قد يمثل فرصة جوهرية لتقوية إيمان الإنسان بالله سبحانه وتعالى، وإعادة التفكير بشكل إيجابي لتغيير حياته بالسلوك السليم والبحث عن معنى ورسالة للمريض، يمكن له من خلالها ترك بصمة لا تنسى في حياة من حوله. 

وعن مشاركته في مسيرة "لنحيا"، قال بلعريبي: "أسعى لمساعدة أكبر عدد ممكن من مرضى السرطان، بالانخراط في الحملات التطوعية والتوعوية، والمساهمة في زيادة الوعي تجاه مرض السرطان، ومشاركتي في مسيرة لنحيا هنا في الشارقة هي خطوة في هذا الاتجاه"، معرباً عن سعادته أن تكون زيارته الأولى لدولة الإمارات للمشاركة في هذه الفعالية الملهمة، التي أشاد بتنظيمها والعمل الذي تقوم به جمعية أصدقاء مرضى السرطان لتوصيل هذه الرسالة السامية لكل الناس.